Chapter 10

11 5 0
                                    

بعد بعض الوقت كان الإثنان يسيران بأحد الشوارع الرئيسية بعد أن غادرا الملهى، تمكنت الثمالة من برونو بسبب تناوله العديد من كؤوس المارتيني؛ فأجلسته لارسا على أحد الكراسي الحديدية التي كانت مصفوفة امام محلٍّ تجاري لبيع الملابس مرتفعةِ الثمن، حدثته مكوّبةً كلا وجنتيه:" برونو .. برونو ركّز معي هنا!" فقهقه الآخر قائلا:" انني كذلك!" تنهدت لارسا متمتمة:" لهذا السبب لا أُكثر من الشرب لكيلا اصبح بمثل حالك .." قبل أن تنده عليه مرةً أخرى قائلة:" سأتصل على الفرنسي ليقلّك .. سيكون من المزعج شرح وجودنا معًا ورائحة الشراب تفوح من كلينا" فقال بنبرة طفولية:" لا أريد!، لنعد للملهى" فسخرت من هذا الموقف بسرها" هل يصبح أحمقَ عندما يثمل؟!" قبل أن تتنهد بقلة حيلة وتتصل على ڤيرو ليقلّه للقصر.
وبعد أن انتهت من تلك المكالمة القصيرة والمختصرة اغلقت الخط دون سماع الرد من المساعد الفرنسي الذي اغتاظ كثيرًا من ذلك، ثم نظرت لذاك الذي أراح رأسه في حجرها مغمضًا عينيه .. لم تستطع لارسا منع ابتسامة صغيرة من الإرتسام على ثغرها اثر منظره اللطيف وتمتمة اثناء لمسها لشعره:" لم يكن الأمر منفرًا مثل ما هو مع لوكاس.." . وبعد نصف ساعة نهضت لارسا بهدوء وحذر من فوق الكرسي ثم اراحت رأس برونو عليه ؛ عندما لمحت سيارة ڤيرو بنهاية الشارع وذهبت مغادرةً المكان.
:" ما الذي حدث لك زعيم بحق الرب!؟" تمتم ڤيرو وهو ينظر ينظر لبرونو النائم بالمقاعد الخلفية للسيارة من خلال المرآة الأمامية قبل ان يعود للقيادة بتركيز . ومن جانبٍ آخر فتحت لارسا باب أحد الشقق الفارهة بمنتصف المدينة ودخلت مغلقةً الباب خلفها، صعدت درجاتًا لولبية التصميم لتصل لدورٍ مظلم حوى غرفتي نومٍ وحماماً. دخلت أحد الغرف ذات التصميم العتيق والتي تعود لها وابتسمت متمتمة قبل أن تنزع ثيابها بالكامل مرتميةً على السرير ذو الغطاء الرمادي بعد ذلك:" خِلتُ انه سيعبث بالمكان خلال غيابي! .."

( عصر اليوم التالي - الأربعاء - الساعة 5:30 - غرفة برونو-)
فتح برونو عينيه ليجد أنه بغرفته، تقلّب لثوانٍ على السرير قبل أن ينهض جالسًا ويمسك برأسه .. استغرق الأمر بضع ثوانٍ اخرى لتمر ذكريات اليوم السابق عليه:" هاه! .. ما--" تمتم بغير تصديق ريثما دخل ڤيرو خلال ذلك:" ڤيرو، ما الذي حدث بالأمس؟ .. أين لارسا؟" كتّف المساعد الفرنسي ذراعيه مجيبًا بنبرةٍ حملت بعض التأنيب:" لمَ ثملت لهذا الحد زعيم؟، لقد وجدتك نائًما على أحد الكراسي العامة .. امّا تلك المستهترة أليس من المفترض بها حمايتك؟ .. لا تركك نائمًا وسط الشارع!" ، لم يلقِ برونو بالًا لحديث ڤيرو بل نهض سائرًا نحو الحمام وذهنه مشغول بما حدث الليلة الماضية ، وأين هي لارسا الآن .

وفي الوقت ذاته كانت لارسا تجلس على اريكة وُضعت امام نافذةٍ كبيرة اطلت على المدينة بغرفة المعيشة العصريّة بتلك الشقة بينما كانت تمسك بين يديها كوب شاي خزفي ذو نقوشٍ لشخصياتٍ كرتونية يعود للوكاس، مملوءٍ بالشاي الأسود، جلست محدقةً بالبخار المتصاعد من الكوب بشرود وهي تستذكر تلك الذكرى التي داهمتها أثناء استحمامها بعد استيقاظها في الصباح .. لقد كان معلمّها الصيني يمسك بكلا كتفيها قائلًا ببعض الحدة والحزم:" لستِ ذاك الوحش الذي يحاول صنعه! .. لارسا عليكِ بمحاربة ذاك الهراء الذي يحاول تحويلك له!!".
كانت لا تزال بالرابعة عشر حينها وهو العمر الذي بدأ تدريبها به من قبل ميلينج، تنهدت عندما تعبت من التفكير بالأمر واستلقت على الأريكة لبعض الوقت حتى رنّ هاتفها فجأة، رأت اسم المتصل فأجابت وهي تضع كوب الشاي على الطاولة الزجاجية امامها:" عليكِ حقًا بالتوقف عن عادتك بالإختفاء فجأة!" قال برونو بنبرةٍ متذمرة فقالت الأخرى:" اهدأ يا رجل، اخبرتك لكان من المزعج والمضلل شرح سبب وجودنا معًا بتلك الحالة" فقال محبّرًا على كلِّ حرف:" مضلل.." فأغمضت عينيها قائلة:" نعم، لا شيء يمرّ على مساعدك مرور الكرام" تنهد برونو فهو يعلم طبع ڤيرو المشكك وتحليله الثاقب للأوضاع وذلك ما لا يحتاجه كلاهما .. فبشكل ما أيقن أنّ كلاهما لا يملك اجابةً لما حصل بالأمس بعد ، وإحداث ڤيرو فوضى بشأنهما الآن كان سيخلق احداثًا دراميّةً هما في غنى عنها، :" على كلٍّ هل أنت بخير؟ .. أين أنتِ الآن؟" سأل برونو بنبرةٍ لطيفة فابتسمت قائلة:" نعم، بمنزلي"
:" اوه حقا .. كيف يبدو؟!"
:" عصري التصميم" اجابت باختصار فتساءل عمّا ان كانت بمزاجٍ سيء لكنه عدل عن التعليق وقال:" سأنتظر عودتك" فقالت بهدوء قبل أن تغلق الخط:" لن اتأخر .. ربما ساعة" .
نظرت لارسا من حولها بعد أن اغلقت الخط واستمعت لصوت الصمت الذي اراح بالها متمتمة بسخرية :" نسيت لكم من المريح عدم وجود لوكاس بالأرجاء .. " قبل أن تنهض وتذهب لتبديل ثيابها مغادرةً بعد ذلك .

La famiglia valerio | عائلة ڤاليريوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن