Chapter 11

12 5 0
                                    

استيقظت لارسا في الساعة 3 فجرًا لتجد نفسها بغرفتها مستلقيةٌ على السرير، تنهدت في ثقل ونهضت جالسةً بصعوبة وهي تشعر بالوهن الشديد بأطرافها:" أرجوك، لا تقبض روحي قبل أن أفعل بروح ذلك اللعين!" تمتمت بحرقة وهي تنظر نحو النافذة للسماء .. بينما شعرت بسيلٍ من الدموع الساخنة تنساب على خدّيها متفجرةً من مقلتيها كالعيون، شعرت بانقباض صدرها .. وتسارع دقات من سكن أيسر جسدها:" حقًا .. هل .. هل فعلت ذلك!!؟" هربت كلمات حزنٍ شديد لم تشعر به من قبل .. تريد انكار ذلك لكنها تذكرت ورأت كلَّ شيء .. ضمّت من سمعت صوت الباب يُفتح فجأة ركبتيها الى صدرها وخبأت طيّات وجهها بينهما:" الهي! ، لارسا" هتف من كان يتفقد حالها باستمرار منذ أن فقدت الوعي وهرع نحوها فاستدارت ماسحةً دموعها بقوة؛ فهي لا تبتغي من احدٍ رؤيتها بهذا الحال . ربّت برونو على ظهرها المرتعش الذي واجهه والذي كان كفيلا بإظهار حال صاحبته وقال بنبرةٍ هادئة حملت بعض القلق:" هل أنت بخير؟ .. ما الذي حدث لكِ فجأة؟" فأومأت في إشارةٍ أنها لا ترغب بالحديث عن الأمر فقال بتفهم:" هل انتِ بخير على الأقل؟" فالتفتت مواجهةً اياه بعينان منتفختان قائلة بنبرةٍ خفيضة:" تقريبًا" ، احتضن برونو ذاتها التي بدت له هشة فأراحت رأسها على كتفه ليقول ممسدًا خصلاتها الفحمية بلطف:" تقريبًا .. ما تزال أحسن من لا" .
قضى برونو تلك الليلة محضتنًا لارسا التي ظلّت تذرف الدموع دون توقف متسائلا عما جرى .. فحتى عند كشف طبيب القصر عليها لم يتبين أنّ بما أي خطب، وفي جهةٍ أخرى كانت رومانو تستعد لتوجيه صفعةٍ .. لا بل لكمة أخرى لعائلة ڤاليريو .

( بعد مرور أسبوعين - عصر يوم السبت - قصر عائلة ڤاليريو )
منذ حادثة فقدان لارسا للوعي، كانت لارسا هادئة بشكلٍ غريب حتى أنها توقفت عن التنمّر على أعضاء العائلة .. بدا ذهنها شاردًا معظم الوقت ولم يستطع أي أحد معرفة سبب ذلك.
حتى يوم السبت عندما كان برونو ينجز أعماله على مكتبه، راحت لارسا تتفقد بعض الكتب برفوف مكتبته بزاوية الغرفة .. وقع بين يديها كتابٌ حوى صورًا لزعماء مافيا ڤاليريو السابقين مع سطورٍ سردت إنجازاتهم. :" زعيم، هل انحرفت قوانين العائلة كثيرًا منذ عهد الزعيم مورتي الأول؟" رفع برونو بصره عن حاسبه فأردفت:" لا أعني تغيّرًا سيئًا بالضرورة" اجاب الأخير ساخرًا وهو يعيد نظره للحاسوب:" نعم، سابقا كانت قوانين العائلة عبارة عن نفايات!" همهمة من راحت تقلّب بصفحات الكتاب، ثم سارت نحو مكتبه قائلة:" أستطيع معرفة ما فكر به زعماء ڤاليريو عند التقاط هذه الصور" نظر برونو لها بحاجبٍ مرفوع فتابعت:" صنعت تاريخًا أفضل منك يا خاسر!" لمس الزعيم الشاب ذقنه وحدق بالصور بسره متسائلا عن سبب نظرتها السلبية والساخرة دائما للأمور!، بينما تابعت:" لم يهتم أحد منهم باحترام انجازات من سبقه بل ركز على استهداف فشله .. انظر كيف تتحدى تلك الإنجازات بعضها البعض، يال التهريج!"
:" هل عدتِ لمحاولة استفزازي؟ .. ظننت أنّ الأمر توقف منذ أسبوعين " قال برونو بهدوء متجاهلا ما قالته لتقلب عينيها واضعةً الكتاب على المكتب فأضاف قبل أن يعود للعمل:" ربما وصل تنافسهم لحد التهريج .. لكنني شاكرٌ لذلك فهو ما أوصل ڤاليريو لنفوذها وقوتها اليوم" فقالت بتملل:" أنت غير ممتعٍ زعيم!"، رفع برونو كتفيه في اشارة لأن ذلك لا يهمه فقلبت عينيها قائلة قبل أن تذهب:" سأذهب لتناول شيء ما" .

La famiglia valerio | عائلة ڤاليريوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن