chapter 1

123 6 2
                                    

سار صبيٌّ على العشب الأخضر في ليلة باردة غاب بها البدر، ليحل غبار النجوم المتناثر عنه مرصّعًا رداء السماء الحالك .. سار بفضول وقليل من الحذر نحو فتاة صغيرة استلقت على العشب البارد بمعالم وجه شديدة الوهن، اقترب الصبي وسأل:" من أنتِ؟" لم تجب الفتاة فألحّ السؤال لتجيب بصوتٍ مرهق للغاية:" لا أحد ، اتركني وشأني!"
ابتسم الصبي وجلس بجانبها ثم لمس جبينها قائلًا:" لا تبدين بخير على الإطلاق!، ما الذي حدث لك يا صغيرة؟" تنهدت الفتاة وحدقت به بعينان ذابلتين مجيبة:" انني امحا .. لا اعلم حقا لكن الأمر مؤلم"، عقد الصبي حاجبيه لتلك الإجابة ولم يعلم بالضبط ما الذي عنته, لكن شعر بأن عليه لتخفيف عنها؛ لذا ظلّ يفكر بحل للحظات قبل ان تقطع الفتاة حبل افكاره بقولها:" اريد بعض الحلوى .. هل تملك البعض؟"
:" ربما .. لست متأكدًا" استغرب الصبي من ذلك الطلب المفاجئ لكنه نهض بسرعة عندها تنهدت الفتاة بخيبة فقال بسرعة قبل ان يهرول مبتعدًا:" انتظري!".

استغرق الصبي بضع دقائق للعودة بجيبين مملوءان بالحلوى المغلّفة، وعند ذلك رأى رجلًا ذو معطفٍ أبيض طويل يشد ذراع الفتاة بقسوة مجبرًا اياها على السير رفقته.
ركض الصبي نحوهما وجذب الفتاة نحوه ليفلتها الرجل فور ما رآه:" س..سيد برونو!" تلعثم الرجل واعترت الصدمة ملامحه بينما تجهم وجه برونو:" غادر وإلا أقسم بأن تخسر رأسك صباح غد!"
رمق الرجل الإثنان بتردد ثم عاد ادراجه مغادرًا.

تنهدت الصغيرة في ارتياح ففكر برونو بسؤالها عن هوية ذلك الرجل، لكنه عدل عن ذلك وقدّم لها الحلوى المغلّفة بعد أن أخرجها من جيبه.
لمعت عينا الفتاة الصغيرة عندما حشرت مجموعة قطع دفعة واحدة بفمها متلذذة بطعمها الحلو؛ فابتسم برونو لذلك:" لا بدّ أنك تعشقينها" اومأت الصغيرة قائلة:" لم اتذوق طعمها منذ اسابيع!، هو لا يسمح لي بذلك .. يقول بأنني ربما انفجر" توجس برونو من حديثها ذاك وحدّق بها بتوتر ، :" شكرًا لك" تمتمة الصغيرة فأومأ الأخير بسرعة وربت على رأسها ببتسامة:" أنت تلمسني كثيرا.."
:" سأتوقف إن كان يزعجك" أبعد برونو يده بسرعة فأومأت الفتاة بالسلب قائلة قبل ان تعيد يده:" لا.. لا بأس؛ فلمستك لا تشبه لمسات الباحثين المريبة".

سكن جسد الفتاة الصغيرة لبعض الوقت قبل أن ينتفض فجأة ليفزع برونو غير عالمٍ بحجم الفوضى التي أحدثتها قطع الحلوى تلك!

صرخ برونو في فزع وهو يشاهد الفتاة تنتفض وهي تلفظ كمية كبيرة من الدماء، وقف في توتر للحظات ثم قال بنبرة قلقة:" سأجلب المساعدة .. لا تقلقي".

بعد رحيل برونو الفزع لاح في الأفق خيال عدة أشخاص يركضون نحو الفتاة وقد كان من بينهم ذاك الذي حاول إجبارها على الذهاب معه، قال ذلك الرجل لرجلٍ ذو أعين ناعسة كان يرتدي هو أيضا معطفًا ابيض خاص بالأطباء:" لم يكن حالها بهذا السوء قبلًا!!" فقال ذو الأعين الناعسة بحدة:" لهذا أخبركم بأن تبقوا أعينكم اللعينة على العينات .. بحق خالق الجحيم كيف استطاعت قطع هذه المسافة إلى قصر السيد مورتي!! "، صمت البقية مشيحين بصرهم بتوتر فحملها بسرعة ونظر من حوله متفقدًا المكان بحيرة قبل أن يصرخ بعصبية شديدة عندما وجد مغلفات الحلوى الفارغة على العشب؛ فصرخ في البقية بحدة:" اللعنة على اللعين الذي قدمها لها!، علينا نقلها للمختبر بسرعة وسحب كمية من العقار الآن!".

La famiglia valerio | عائلة ڤاليريوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن