الجُزء الثانِي عشّر

368 59 12
                                    

بسم الله
-
ظهر شاب فجأة كان مختبئًا خلف الحائط لِصوب المسدس على يونقي مهددًا اياهم بين انفاسهِ المُتسارعة:
«إن تقدمتم خطوة سأقتل شريككم.»
ظهرّت إمارات الغضب على وجه جيمين وعلامات الخوف على وجه الشقيقين، أراد جيمين أن يتقدم لكن بونقي منعه بيدهِ مُردفًا:
«لا تتهور جيمين»
ثم وجه يونقي نظّره الى الواقف أمامه ليزفر قائِلًا:
«هل يجب أن نكتب على جبهتنا نحنُ بشرٌ كي تُفرِقوا بيننا وبين الآليين؟»
لِيردف جونغكوك في وسط هذا الموقف الجدّي:
«نحن حيوانات متطورة!»
صمت الجميع يحدقون بجونغكوك مستنكرين ماتفوه بِه توًا ليردف جيمين:
«جونغكوك هل تريد أن تستعمل كل ما تعلمته في المدرسة لنا؟»
ليردِف الرجل الواقف:
«كنتُ لأعتقد أنكم آليين لولا غبائكم هذا.»
ليردف هوسوك بسخّط:
«من أنت لتفرض رأيك علينا؟»
عدّل الواقف مظهره ذو العينين الحادتين والبشرة الحنطيه والشفتان المنتفختان اضافة الى الشعر البني ثم يردف واضعًا المسدس في مكانه ومُخرِجًا بِطاقة:
«أنا الشرطي كيم نامجون، آسف لتصويبي عليكم كنتُ اعتقِد أنكم آليين.»
ثم تَقدمّ وسط الصمت ليردف:
«من أنتم؟»
نظرة جيمين لم تتغير تِجاه نانجون منذ أنه وجه المسدس نحو يونقي، ليقول بنبرة ساخرة:
«واو ضيف غير مُرَحب يُرَحِب بِنفسه.»
ليردف يونقي قائلًا بنبرة متزّنه:
«لا بأس جيمين، مرحبًا بِك أيها الشرطي، أنا مين يونقي إبن محقق الشرطة مين سوكجين، والذي بجانبي اسمه بارك جيمين، أما عن هذان هوسوك وجونغكوك همّا أخوان.»
ليبتسم نامجون مُرحِبًا بيونقي قائِلًا:
«إذًا أنت ابِن الوسيم العالمي؟
أقصد جين، كان يتحدث عنك كثيرًا فَلا يخلو أي حديث مِنّك، وقد تحمّس جميع من في القِسم لرؤيتك بسبب وصف سوكجين المُبهِر لك، وكما تخيلتُ أنت وسيمٌ كأبيك، لكن أين جين؟»
كان يونقي يبتسم بينما قَلبه يؤلمه عندما يسمع نامجون يتحدث عن أبيه وكيف كان يتحدث عنه بالطيبّ كثيرًا، لكنه عبّس عند سماعه السؤال الذي تّلى على اذنيه ليعتصر فؤاده وتتمزق روحّه، كمِن سُلبِت منه دُميته المُفضلة بِحكم أنه كَبِر لكنهم لم يعرفوا ان هذهِ الدمية ستكسر خاطِر هذا المسكين،
هل من دواءٍ ضئيلٍ أن يشفي ألم رُوحٍ؟
فَهل من دواء يشفي ألم روحٍ مبهتهٍ لا قلبًا ضارٍ؟
هل هُناك جُرعَة ما تساعد سِداد جروح خاطِرٍ؟
انزلتُ راسي قائلًا بنبره مهزوزه تكادُ تعكس ما بجوفي:
«قد قُتِل بواسطِة آليّ.»
لِيشهق الجميع عدّا جيمين ناظرين بِشفقة نحو صديقهم المتأذي،
قاطع الجو المشحون صوت نامجون قائِلًا:
«كان رجُلًا جيدًا»
ليقول يونقي:
«وأبًا جيدًا كذلِك.»
استمروا بالمشي خلّف نامجون بينما يونقي يتآكل روحيًا بذراتِ قلبِه المتبقية
لِيردف فطأة هوسوك وجونغكوك:
«لماذا نحنُ في الغابّة؟»
ليحك نامجون مؤخرة رأسه ليقول:
«هذا آخر مكّان رأيتُ فيه جين أثناء الرحلة الصيفية قبل ان يُقتَّل.»
لينظر يونقي الى الغابة وأوصاله هي من تبكي لا روحه؛ لانها تمزقّت بذكرى العزيز، تذكر كيف أبيه يفخر بِه عندما يتفوق في الأختبارات وكيف كان يكافئه كل مره ويصرخ أن ابنه سيصبح طبيبًا يومًا ما،
ليردف يونقي بصوتٍ منخفض:
«ليتني تمكنتُ من احتضانك لمرّه اخيرّه.»
ليصرخ بعدها بصوتٍ اطار كل طيور الغابة، صوتٍ يعبر عن خسران الشخص لروحه، موتٌ حي أي جسدٌ خسرّت روحها لفِقدان عزيزها.
لكن اثناء بكاء يونقي وضربه للأرض خرجّ ما لم يتوقعوه.
-
نهايّة الجزء قبّل الاخير.

 نسختان: بين قلب وآلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن