الجزء 3

159 7 0
                                    

3

ما إن نطق الرائد أسامة باسم مديحة الشناوي، حتى كاد العميد محمود يشهق بصوت عالٍ، لولا رباطة جأشه والتي اكتسبها من طبيعة عمله على مدار السنين، ولكنه لم يستطع أن يخفي لمعة ومضت في عينيه، لمحها أسامة على الفور، مما دفعه لسؤاله إن كان يعرفها من قبل، فأجابه باعتقاده أنه سمع باسمها، ولكنه أخفى عليه أمر الرسالة، ودون أن يشعر، مد يده وتحسس جيبه، فوجد الرسالة ما زالت في مكانها، وأراد أن يختلي بنفسه، فطلب من أسامة أن يسبقه، ويرتب لمعاينة ڤيلا القتيلة، ومقابلة ابنها.

بمجرد خروج أسامة من المكتب، أخرج محمود الرسالة من جيبه، وبدأ يقرؤها، ولكن بصورة تختلف كلية عن قراءتها في المرة السابقة، فكان يدقق في كل حرف وكل كلمة، ولكنه في النهاية لم يستطع أن يستخلص منها شيئًا، حتى اسم القتيلة هو على يقين أنه لم يرد عليه من قبل، ولكنه في نفس الوقت يعلم أن ذاكرته في الآونة الأخيرة لم تعد تسعفه كما كانت في الماضي، حتى عندما أخبره أسامة، أنه التقاه من قبل في تحقيق أحد القضايا، وردَّ عليه بأنه يتذكره ويتذكر القضية، لم يكن في حقيقة الأمر يتذكر شيئًا.

كادت الأسئلة التي قفزت إلى عقله أن تعصف به، فجميعها دون إجابة، فأخرج مفكرة صغيرة اعتاد أن يدون بها الملاحظات المهمة التي تستوقفه في كل قضية يحقق فيها، وكانت لكل قضية مفكرة خاصة بها، وفي أول صفحات تلك المفكرة كتب تلك الأسئلة:

1- هل هناك شخص طبيعي يضحي بحياته من أجل إثبات أنه أذكى من شخص آخر؟

2- ما السبب الذي دفع مديحة لتدخل معه في تحدي وهو لا يعرفها؟ 

3- تستطيع مديحة أن تخطط لتقتل شخصًا ما، ولكن كيف خططت لتجعل شخصًا ما يقتلها؟

قرأ محمود تلك الأسئلة مرة ومرتين، وهزَّ رأسه، وقال همسًا:


"هذه واحدة من أغرب القضايا التي حققت فيها، بل أستطيع أن أجزم أنها ستكون الأغرب على الإطلاق".

---------------

To be continued

الجريمة الكاملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن