كانت الساعة الحادية عشرة ليلًا، عندما توقفت سيارة الشرطة أمام ڤيلا مديحة، ونزل منها العميد محمود وبرفقته الرائد أسامة، وتوجها داخل الڤيلا.
وقف مهند يستقبلهما عند باب الڤيلا الداخلي، وكان قد التقى أسامة من قبل، والذي قام بدوره بتقديم العميد محمود له، وبعد تبادُل كلمات العزاء والمجاملة بينهم، بدأ محمود الكلام قائلًا:
- بدايةً أعتذر عن زيارتي في هذا الوقت المتأخر، ولكني توليت القضية منذ نحو 3 ساعات، ولا أريد أن أضيِّع وقتًا؛ حتى نتمكن من الوصول إلى الجاني في أسرع وقت.
- مرحبًا بك سيادة العميد في أي وقت، وأنا وجميع مَن في المنزل سنكون تحت أمرك؛ لتقديم أي مساعدة تطلبها.
- أشكرك على هذه الروح الطيبة، وبالمناسبة ستجد حديثي معك يختلف عن تحقيقات الشرطة المعتادة؛ فأنا أميل إلى أن يكون التحقيق في صورة حوار بين أصدقاء، لذا أرجو أن تحكي لي باختصار عنك، منذ مولدك وحتى عودتك لحضور عزاء والدتك.
ارتسمت الدهشة على وجه مهند، وردَّ قائلًا:
- عفوًا لسؤالي، ولكن هل هذا سيفيد في الوصول لقاتل أمي؟
ردَّ محمود بابتسامة هادئة:
- لقد وعدت أنك ستساعدني، فأرجو أن تدع لي أنا تحديد ما ينفع وما لا ينفع، وعليك فقط بالإجابة عن أسئلتي.
ردَّ مهند باستسلام:
- اتفقنا.
ثم سكت لحظة وأردف:
- أنا الابن الوحيد لوالديَّ، عمري الآن 30 سنة، أمضيت طفولتي وسنوات دراستي حتى أكملت الثانوية العامة في مصر، بعدها سافرت إلى كندا؛ للالتحاق بإحدى كليات الاقتصاد، حصلت على وظيفة بعد تخرجي في إحدى شركات الاستثمار الكبرى هناك، كما حصلت على الجنسية الكندية، متزوج من كندية تعرفت إليها في العام الأخير في الجامعة وكانت زميلة لي، لديَّ منها 3 أطفال، ولدان وبنت، وأستطيع أن أقول أني أعيش حياة أسرية مستقرة وهادئة بفضل الله.
- هل لك أن تخبرني بصورة أعمق عن علاقتك بوالديك، ولماذا هاجرت وأنت تنتمي لأسرة ثرية، وخاصةً أنك وحيد والديك؟
- أستطيع أن أقول، أنى تمتعت بمراحل طفولة وصبا وشباب مبكر، كانت أكثر من رائعة، أغدق عليَّ أبويَّا بالحنان والتدليل ولكن بالدرجة التي لا تُفسد، واستطاعا أن يخلقا بداخلي شخصية مستقلة غير اعتمادية.
كانت أول محطة في الخلاف مع أمي عندما رغبت في السفر لاستكمال تعليمي في الخارج، ولكن للحق وقف أبى بجانبي وشجعني، وتمكنت بالفعل من السفر، وكان الغرض من السفر التعليم وليس الهجرة، وكنت أعود في أثناء الإجازة الصيفية وبين الفصول الدراسية.
للأسف الشديد، انفصلت أمي عن أبي بعد سفري بنحو 3 سنوات، وكنت قد تعرفت إلى زوجتي، وبدأت أرتبط بالحياة في كندا، ولمَّا أنهيت دراستي، طلبت مني أمي العودة إلى مصر، ولكني عرضت عليها أن تأتي هي وتعيش في كندا، وخاصة أنها أصبحت تعيش وحيدة بعد انفصالها عن أبي، ولكنها رفضت بصورة قاطعة.
أنت تقرأ
الجريمة الكاملة
Misterio / Suspensoرسالة بريد من امرأة تُدعى "مديحة الشناوي" لمدير المباحث "محمود"، تخبره فيها بتخطيطها لارتكاب جريمة يتم فيها قتلها، وتتحداه أن يعرف الجاني. يظنها محمود رسالة وهمية كالتي يرسلها بعض السفهاء، ولكنه يُستدعى في نفس اليوم للتحقيق في مقتل تلك المرأة. مَن ت...