•12•

918 58 17
                                    


فتحت المدرسة أبوابها ، و اقترب التعب و الارهاق معها .

و بينما تستيقض ماري المسكينة في الصباح الباكر بسبب الفوضى التي تحدث في الأسفل و تحديدا في المطبخ تحت أنغام صراخ الطفلين و الأب على بعضهم.

ياله من أب عديم فائدة.

"مالذي يحدث هنا في مطبخي؟"
نطقت الفتاة الوحيدة بينهم تتساءل عن سبب النقاش الحاد بين الطفلين و والدهم.

"لما استيقضتي عزيزتي؟ كنت أريد أخذ الطفلين المتوحشين للمدرسة دون ازعاجك."

"ماما إنه يجلس في مكاني!"
نطق جونغكوك الذي فقد أحد أسنانه سابقا بمنظره المضحك يخال أن كل كرسي في الطاولة هو ملك له و لا يحق للمتطفل الجديد الجلوس على أي منهم.

"جونغكوك أخبرتك سابقا أنه لا يجلس في مكانك فأنت تجلس بجانب ماما و هو يجلس بجانبي."
حاول دانييل للمرة الألف و واحد أن يهدء من ثوران إبنه الذي لا معنى له.

يوجد ثلاثة كراس إضافية لما ذاك الكرسي بالذات؟

"جونغكوك!! اجلس هنا. عندما تقوم بشراء طاولة بمالك الخاص لن يجلس عليها أحد إلا أنت!"
صرخت في وجهه ، لقد طفح الكيل مع ماري الآن ، منذ أن دخل ذاك الذي لازم الصمت بحكم أن جونغكوك محق بشأن أنه لا يملك الحق في الجلوس على رزق والديه ، أصبح الأخير ذا طباع حادة و يصعب تحمل غيرته التي لا مبرر لها ، بداية من منعه لاستخدام حمام غرفتهما و انتهاءا بمنعه من الجلوس معهم.

و هي متأكدة أنها لم تفرق بينهما في معاملتها، و هي مدركة جدا لما تفعله.

قليلا.

و بالإضافة لأعراض الحمل الظاهرة و جدا عليها كالعصبية مثلا فهي أصبحت تصرخ على عصفور يغني بسعادة بمحاذاة نافذة غرفتها.

اغلقت ماري عينيها لثانيتين نادمة على إخافتها لطفليها ، كلاهما تفاجآن بأن أمهم تصرخ و المرعب أكثر هو صوتها المخيف عند الصراخ فتعالت أصواتهما.

"أخفتهما الآن ، لما نزلتي أنا والد مسؤول و أعرف كيف أسكتهما دون إزعاجك"

"نزلت لأرى كم أنك مسؤول و قادر على إسكاتهما دون إزعاجي أيها الوالد المسؤول."
عض دانييل على شفتيه ناظرة للذان يحكان أعينهما من بكاء الخوف و الجزع.

هي معها حق ، أكبر خطوة إتخذها و التي هي أفشل خطوة هي أن يتكفل بالطفلين بنفسه.

"هيا الآن جهز نفسك لتوصلهما و تذهب لعملك أيضا."
الأنفصام ،هو كل ما تجده ماري ، فمن أم متعصبة و مرعبة إلى أم عادية و هادئة.

هي لن تفسد أول يوم لطفليها في المدرسة من صباحه ، فجلست تقابلهما بعد أن جعلت جونغكوك يجلس بجانب شقيقه.

"آسفة لافزاعكما صغيري."
نظرا لها بأعين الظبي خاصتهما المغرورغة بالدموع ، بينما تقوم هي بإطعامهما الخبز بالمربى الذي يحبانه.

"جونغكوك صغيري ألسنا عائلة؟"
قابلها صغيرها بالإثبات بسرعة.

"و بما أننا عائلة أليس علينا أن نتشارك مع بعضنا و بما في ذلك غرفة النوم؟"
أخفض الصغير رأسه و قد أثبت كلامها مجددا.

"إذا ما اسم الفعل الذي قمت به صباحا مع شقيقك؟ إن أجبت بطريقة صحيحة سأريك هدية أحضرتها لك."

"أسمه أنانية و أنا آسف لما فعلت."
لمعت عيناه فور سماعه لهدية و فورا قد تأسف من والدته.

"لا تأسف لي بل اعتذر من شقيقك و أخبره أن يشاركك النوم في الغرفة."

"لكنك تشاركينه غرفتك ماما لما على كلانا مشاركته؟"

"لأن بابا ينام أرضا منذ قدوم تايهيونغ للنوم بجانبي بسبب أنك تمنعه من مشاركة غرفتك التي من المفترض أنها غرفته أيضا ، و غرفتي هي غرفة بابا لا تايهيونغ."
بالفعل فمنذ قدوم تايهيونغ قامت ماري بجعل دانييل ينام أرضا خوفا من طريقة نومه على صغيرها و بالتالي تمنح تايهيونغ الدفء الذي لم يعرفه قط.

و تلك كانت فرصة جذابة لفوز ثقة تايهيونغ بها.

"حسنا. أنا آسف أخي و اليوم سننام معا في غرفتنا و سأجعلك تلعب بآيرون مان خاصتي ...أقصد خاصتنا أنا و أنت."
كلماته التي لامست قلب أمه جعلت والده الذي يقف عند الدرج الذي توقف عن نزوله مندهشا من جونغكوك، كمن هذا الذي يتكلم؟

جونغكوك الذي لم يسبق و يعتذر لأحد في حياته كلها أصبح يعتذر الآن ، و مِن مَن؟ من أكثر شخص يتمناه أن يرحل.

لماري سحر لا يعلمه أحد غيرها.

"هذا هو بطلي."
نطقت ماري بعد أن أحسنت ترويض طفلها المتوحش و فور سماعها لوقع خطوات دانييل وقفت جاعلة الطفلين يقفان معها.

"أين الهدية ماما؟"
بوووم ، وضعت أمام الأمر الواقع.

هي لم تشتر هدية بعد و لكنها مهدت لذلك لتجعل طفلها يعترف بحقيقة نفسه و يقر بخطأه.

و هي بالفعل كانت مصممة لشراء هديتين اليوم و إهدائهما لهما كتشجيع للذهاب للمدرسة.

"سأعطيكما الهدية إذا ذهبتما للمدرسة و قضيتما اليوم دون شجار فأنا أراقبكما."
فرح الصغيرين و ركضا إلى سيارة والدهما ممسكان بأيدي بعضهما بعد أن أخذا قبلة لطيفة من ماما التي ستعود للنوم و تريح رأسها من الأطفال الثلاثة.

_______________________
إنتهى~

710 كلمة...

شقيقنا|TAEKOOKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن