14

4 2 0
                                    

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «أنه نهى عن النذر، وقال: إنّ النَّذْرَ لا يأتي بخير، وإنما يُسْتَخْرَجُ به من البخيل».

نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النذر، وعلل نهيه بأنه لا يأتي بخير؛ وذلك لما يترتب عليه من إيجاب الإنسان على نفسه شيئًا هو في سعة منه، فيخشى أن يقصر في أدائه، فيتعرض للإثم، ولما فيه من إرادة المعاوضة مع الله -تعالى- في التزام العبادة معلقة على حصول المطلوب، أو زوال المكروه.
وربما ظن -والعياذ بالله- أن الله -تعالى- أجاب طلبه؛ ليقوم بعبادته.
لهذه الأسباب وغيرها، نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إيثارا للسلامة، وطمعا في جود الله -تعالى- بلا مقابل ولا شرط، وإنما بالرجاء والدعاء.
وليس في النذر فائدة، إلا أنه يستخرج به من البخيل، الذي لا يقوم إلا بما وجب عليه فعله وتحتم عليه أداؤه، فيأتي به مكرها، متثاقلا، فارغا من أساس العمل، وهي النية الصالحة، والرغبة فيما عند الله -تعالى-.

معاني المفردات :
النذر : إلزام المكلف نفسه عبادة لم تكن لازمة بأصل الشرع، مثل أن يقول: لله على أن أتصدق بمائة.
لا يأتي بخير : لا يكون النذر سببًا لحصول الخير، والناذر إذا اعتقد أن الله لايعطيه الشيء الذي طلبه منه إلامقابل النذر فهذا سوء ظن بالله -تعالى-.
يُسْتَخْرَجُ به من البخيل : يُؤْخَذُ به من البخيل الذي لا يعطي طاعة إلا بمقابل.

الفوائد :
1: لا يشرع النذر للمسلم للحديث، لكن إذا نذر طاعة وجب عليه الوفاء بالنذر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه» متفق عليه.
2: العلة في النهي (أنه لا يأتي بخير)؛ لأنه لا يرد من قضاء الله شيئا؛ ولئلا يظن الناذر أن حصول طلبه كان بسبب النذر، والله -تعالى- غني عن ذلك.
3: وجوب الوفاء بالنذر إلم يكن معصية.
4: أن ما يبتدئه المكلف من وجوه البر أفضل مما يلتزمه بالنذر.
5: الحث على الإخلاص في أعمال الخير.
6: ذم البخل، وتحذير المسلم منه.

من برنامج #نضر
https://play.google.com/store/apps/details?id=hadith.nadr.com

أحاديث نبوية وشرحهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن