الفصل الاول

175 9 1
                                    

فى صباح اول يوم فى الربيع فى قريه صغيره فى بيت كبير ومن شباك غرفه نوم صغيره تطل اشعه الشمس على عيون طفله لتفتح عينيها استجابه لضوء النهار لتتبسم ابتسامه صغيره وفى ذلك الوقت تدخل والده الطفله مسرعه
ريهام: يلا يا ساره انتى لسه نايمه يا حبيبتى قومى يلا اغسلى وشك وغيرى هدومك والحقينى بسرعه تحت علشان جدك ميعاقبكيش على التاخير
تسكت ساره لوهله ثم تقول لوالدتها بصوت طفولى وهى تاخد بعض الاغراض من غرفتها
ساره: ماما!! هوا لى جدو دايما بيعاقبنى ويضربنى مع انى مبعملش اى حاجه وبابا دايما بيزعق ليا لما بيشوفنى بلعب؟..
تتوقف الام بعد سماع تلك الكلمات من صغيرتها محدقه فى جدار غرفتها معطيه ظهرها لطفلتها السائله لتتذكر فى حزن
Flash back.....
حسام: أنا مستحيل اتقبل الموضوع دا أنا مش عاوز بنت انا بكرهم
ريهام: لى بتقول كدا يعنى ربنا بعتلك بنت تقوله لأ يرضى مين بس
حسام: انتى عارفه كويس اد اى ان انا بكره البنات دى ممكن تجلبلنا العار فى يوم من الايام
ريهام: انت لى بتقول كدا على طفله لسه مشافتش الحياه ربنا خلقها زى ما خلقك ربنا وحده اعلم انت ملكش اى حق تقول كدا وانا مستحيل اتخلى عنها
وبعدين بكرا تكبر وتبقى فخور بيها
حسام: ماشى بس متنتظريش منى اى حاجه تجاهها
ليتركها حسام فى الغرفه وحيده ويذهب غاضباً
لتجلس ريهام على السرير وهى تبكى وتتوسل للخالق بان ييسر الحياه على طفلتها ويرق قلب والدها عليها طالبه الاستجابة
Back..
بعد كل تلك الاحداث التى تذكرتها ريهام ادمعت عيناها على ما تعيشه طفلتها بسبب جهل عائلتها فتسارع بمسح دموعها لترتسم على شفتيها ابتسامه كأنها تداوى جرح ماضيها فتنظر الى طفلتها لتخبرها
ريهام: بابا بيحبك وبيخاف عليكى عاوزك دايما تبقى مؤدبه وبتسمعى الكلام علشان محدش يضايقك مفيش اب فى الدنيا بيكره اولاده أما بالنسبه لجدك فمعلهش دى طبيعته فى المعامله انه قاسى شويه بس بيحبك اوعك يا ساره تكرهى عيلتك او تزعلى منهم دول سندك وعزوتك مهما عملوا ماشى يا حبيبه ماما⁦♥️⁩...
لتومئ ساره راسها بنعم وتسارع فى احتضان والدتها
ريهام: يا خبر اتاخرنا كتير يلا بسرعه اغسلى وشك والحقينى بعد ما تغيرى هدومك عقبال ما اخلص اللى فى ايدى
ساره: حاضر يا ماما
انهت ساره من ما طلبته منها والدتها ولحقتها الى غرفه الطعام لتطل بعد دخول والدتها وهى واضعه راسها لاسفل ليس خجلا وانما خوفا من أن ترى وجه جدها العبوس القاسى الذى طالما اعتادت على رؤيته كل صباح
ساره بصوت شبه منخفض: صبااح الخير
ليرد جدها بصوت ارتجفت من سماعه: كل دا تاخير يا ست هنام هنفضل مستنينك كدا كل يوم بعد كدا هيبقى فى عقاب كبير اوى على التاخير دا يلا اقعدى مكانك
لتسارع ساره بالمشى تجاه كرسيها الذى كان بجانب والدها كانت الكراسى من الطراز القديم العالى وطبيعه ساره انها قصيره القامه حاولت جاهده الجلوس وجلست بعد عناء دون حتى ان يساعدها والدها ثم جلست والتفتت الى والدها لتقول له: صباح الخير يا بابا..
نظر اليها حسام ثم بدأ بالاكل دون الرد عليها..
ضمت ساره شفتيها حزنا ثم بدات بتناول الافطار
لطالما احبت ساره والدها ربما اكثر من والدتها كانت تحب كثيرا ان يتحدث اليها او يبتسم لها حتى وكان ذلك لا يحدث سوى فى الاعياد 🙄
لا يمكن الحكم على حسام بانه كاره لابنته لكن ربما غير قادر على وصف مشاعره الذى لطالما اعتاد على مقابله احسان ابنته بالاساءه ربما ذلك بسبب ما نشأ به من بيئه ربما سيتغير مع الوقت ليظهر المشاعر الحقيقيه تجاه ابنته التى لطالما انتظرته
ساعده ساره والدتها وزوجه عمها فى بعض المهام المنزليه ثم ذهبت لتجلس فى شرفه المنزل لتلعب قليلا
اثناء لعب ساره جاء اليها طارق مسرعا ليقول: معلهش يا ساره روحى قولى لماما تحضر القهوه بتاعه جدو وتوديهالو المكتب اصل ورايا مشوار مهم تمام
ثم يذهب ويتابع هو الحديث فى الهاتف ثم تذهب ساره لوالدتها لتخبرها
ساره: ماما جدو عاوز القهوه بتاعته
ريهام: هوا فين
ساره: فى المكتب بتاعه
ريهام: خلاص هعملها واوديهالو
تذهب ساره لتجلس على كرسى بجوار المطبخ حتى اذا احتاجت لها والدتها
ريهام: ساره يا سااره
لتاتى ساره مسرعه: نعم ياماما
ريهام: خدى يا حبيبتى ودى القهوه دى لجدك علشان مشغوله مش هعرف اوديهالو..
لتهز ساره راسها خوفا بلا
ريهام: يلا خديها بطلى عند وديهالو وتعالى بسرعه ماشى
لتنطلق منها انفاسها فاقده الامل برفض طلب والدتها
ريهام: خلى بالك لتوقع منك ماشى
ساره: حاضر يا ماما
ذهبت ساره بالقهوه الى غرفه المكتب التى يجلس بها رافت ثم طرقت الباب ودخلت بعد سماع كلمه الاذن بالدخول من جدها لتفتح الباب بحذر وتدخل فتجده يقرأ فى الجريده الصباحيه ولا يعطى اى اهتمام بالداخل لتمشى هى بخطوات حذره تجاه المكتب ليرفع جدها نظره عليها فينظر لها نظره جمود توترت من رؤيتها فى تلك الاثناء وقعت ساره ارضا بسبب تعثرها بالسجاده التى لم تلحظها
وقعت ساره على قدمها فالمتها كثيرا لتبكى بسبب قدمها لتجد من يجذبها من ذراعها بقوه ويصرخ بها
رافت: وقعتى القهوه يا متخلفه لا وجايلك عين تعيطى
ساره ببكاء: أسفه والله يا جدو من غير مااقصد رجلى وجعانى اوى
رافت: أنا هخليها توجعك بحق علشان تبقى تركزى
ليمسك رأفت بعصى كبيره ويستمر بضربها على قدمها التى تؤلمها بشده وهى تصرخ طالبه منه ان يتوقف عن ضربها
لياتى على صوت صراخها مسرعا عمها خالد ليجذبها حتى لا يضربها والده
خالد: فى اى يا حج بتضربها لى كدا
رافت: الغبيه وقعت القهوه وعماله تزعق وتصوت دى لازم تتربى
خالد: لى كدا يا حج دى طفله وهتلاقيها مكنش قصدها
رافت بغضب: وإلا تقصد دى قليله الربايه وبعدين مالك انت بيها مش تخليك فى خيبتك انت
وضع خالد نظره لاسفل حزنا فهو يعلم ما يقصده والده فيحمل ساره ويستاذن من والده وخرج
اتت ريهام مسرعه على صوت صراخ ابنتها لتجد خالد يحملها وهو شارد الذهن لتقول بقلق: ساره حبيبتى مالك فى اى حصل اى يا خالد؟...
لم تجد رد من خالد سوى ان اعطاها ساره وطلب من ان تضع بعض الثلج على قدمها وغادر
حملت ريهام ساره الى غرفتها وعلمت منها ما حدث فحزنت لما حصل لابنتها ووضعت بعض التلج والادويه على قدمها وتركتها لتستريح
بعدها بلحظات حضر والد ساره وعلم من والده ما حصل لكن لم يخبره عن ضربه لها بشده سمع حسام ذلك وغضب من الشكاوى المتكرره من ساره وذهب الى غرفته غاضباً
اثناء ذهابه مر بغرفه ساره فسمعها تبكى وتقول: يآرب انت عارف ان مكنش قصدى كمان جدو ضربنى جامد ورجلى وجعتنى اوى هوا لى مبيحبنيش وغير كدا بابا بيبقى دايما زعلان منى هوا أنا عملت اى علشان يزعلوا منى
( لم تفعلى شئ يا صغيره ذنبك الوحيد ليس بيدكى اصلاحه ليسوا هم الصواب ستتعبين كثيرا لمواجهه أخطاء لم يكن لكى ذنب بارتكابها ...)
سمع والدها تلك الكلمات فنظر الى باب غرفتها وغادر
ذهبت ساره فى نوم عميق من كثره البكاء حل المساء ثم ذهبت ريهام لتطمئن على ابنتها وتجعلها تتناول بعض الطعام
ريهام: ساره حبيبتى يلا قومى علشان تاكلى... يلا بطلى كسل...ساره..ساره..
لكن لا رد..
يتبع.....

لست عاراً ياابى...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن