بذرة الذئب {ⴰⵄⴽⴽⴰ ⵏ ⵡⵛⵛⵏ} |مكتملة|

الفصل الأول

في مكان لا ينتمي لعالم البشر.. مكان يعرف بكونه منبع كل شرور الكون وظلماته، حيث تصنع الخطايا ويكون التمرد سيد الموقف، بؤرة المشاكل وزنزانة بلا قضبان لعقولها المدبرة، يتربع بطل قصتنا على عرش العقول المدبرة، وهو الآن منعزل في غرفة مكتبه كعادته، جالسٌ على كرسي مكتبه الفاخر يشاهد السقف بنظرات شاردة، يفكر بعمق في الأوضاع الحالية التي يعيشها كل من عالمه الذي ينتمي إليه بدمائه والعالم الذي احتواه فيما مضى عندما لم يجد مكانًا يؤويه بعدما قام موطنه بطرده، يفكر هل هو السبب فيما يحصل؟ أم أن لا ذنب له في كل هذا؟ دقٌ على الباب أخرجه من عمق أفكاره، أعطى أمرا بالدخول وهو يستدير كي يعلم من يكون الطارق لينفجر ضاحكا ما إن علم هوية ضيفه..

- وااه.. لا أصدق هذا الذي أراه، توقف فجأة عن الضحك.. أمال رأسه قليلا واستقطبت ملامحه ثم واصل الكلام، الخائن يريني وجهه الحقيقي أخيرا.

- لنترك الأمور القانونية لوقت لاحق أيها الملك.. هناك شيء يجب علينا تصحيحه.

- حقا؟! يا لسرعة بديهتك، تفطنت لهذا بعد مئة عام! كيف أدركت هذا أخيرا؟

- لأن السيف اختفى فعلا.

وقف اللورد اكس من مكانه بهمجية ما إن سمع ما قاله القائد العسكري السابق: الجنرال لوغود، الخائن الذي بسببه يجلس شخص آخر على كرسي العرش بدله هو.. الوريث الشرعي.

فجأة ودون استعمال الباب، دخل أماكلاي، عراب إكس، الغرفة ليقاطع حديثهما وهو محمَّل بخبر اختفاء شيء آخر..

- أيها الملك... الآنسة الصغيرة اختفت، واللورد لوسيان مختفٍ أيضا منذ البارحة.

- ماذا؟

سأل مذهولا مما سمعه، اختفاء ثلاثي لأهم الأشياء في آن واحد، ما الذي يعنيه هذا بحق الجحيم؟..هل هذا إنذار لانفجار كارثة قريبا؟.. لقد ظل إكس متنصما مكانه غارقا داخل أفكاره.. وأثناء ذلك لمح أماكلاي لوغود الذي كان يقف بالقرب، فابتسم له وحياه..

- لقد مر زمن طويل منذ آخر مرة رأيتك بها أيها الجنرال لوغود.

- أجل هو كذلك...أخي.

أجل هذا صحيح، الجنرال لوغود يكون الأخ الأصغر لمستشار وعراب الوريث الشرعي إكس.

ظهور مفاجئ آخر شهدته جدران الغرفة، إنه تسوكي إبن إكس، الذي أخرج هذا الأخير من حالة تصنمه ما إن ظهر واقفا على سطح مكتب إكس..

- أبي.. أختي.. بخطر.

انفتحت عيون إكس على مصراعيهما، ليس بسبب ما قاله ابنه للتو وليس بسبب ظهوره المباغت الغريب هذا، بل بسبب صوتٍ مدوٍ صدر من الخارج وضوءٍ ساطع انتشر بين جدران غرفته دخل من النافذة خلفه، الجميع تفاجئ للأمر أيضا، ما عدا تسوكي الذي بدت عليه ملامح الحزن وملأت الدموع عينيه.. مردفا بخفوت..