البارت الثامن الجزء الأول ⚫💞

1.7K 78 14
                                    

"بابا" كلمة من أربعة حروف لكنها تعني الكثير لأي ابن ، تعني الأمان الذي ينتابك عند رؤية حذاء ابيك امام المنزل و شم رائحته الفريدة ، تعني الأطمئنان الذي تحسه عندما تعانق ابوك ، تعني الراحة التي تشعر بها عندما تسمع صوته في ارجاء المنزل ، تعني الحب الذي يسكن قلبك عند قولها و سماع كلمة ابني او ابنتي ، الأب بإختصار هو الملجاء هو العمود هو الكتف ، لكن ليس الكل محظوظ بأب حنون ، من السهل ان تصبح ابا .. لكن الصعب ان تحافظ على حبك لأبنائك.
تعيد ريري جمع الحروف مرة أخرى بصعوبة لعلا ابوها النائم يسمعها لكن ريان قد لبت ندائها و دموع السعادة لا تفارق وجنتيها .. فقبل أن ينام ميران اخبرها عن علاقته بإبنته و حبه لها ، حدثها عن جميع ذكرياتهم و كم كانت عينيه مليئة بدموع كان يروي لها بكل شغف، لتوقظه "ميران ميران استيقظ .. ابنتك ميراان" تمسك وجهه براحة يدها تحاول ايقاظه ، ليفتح عينيه ببطئ شديد لا يزال يريد النوم لسيما على رائحتها تلك و بجانب ابنته قد ادخل هذا شعورا رائعا في قلبه ، لكن ريان تحرمه الأن منه ، ينظر الى داخل عينيها ليرى تلك الدموع اكان هو سببها ام ماذا ؟يتسأل في نفسه ... ليسمع ذلك الصوت الصغير الذي يناديه "بابا" ا يهلوس الأن ام أنه حلم ، ان كان حلما فهو لا يريد الأستقاظ منه ، تنظر اليه ريان لترسم تلك البسمة على ثغرها مطمئنة اياه " ليس حلم ابنتك استيقظت." كان صوتها دافئا للغاية لكن سرعان ما ترجم كلامها " ماذا !؟... ابنتي استيقظت " ليسمع صوتها مرة أخرى انها تناديه يستدير أخيرا ليرى ابنته تنظر اليه ، " ابنتي .. حبيبتي هل نمتي جيدا " ممسكا يدها بكل رفق واضعا قبلة على جبهتها و يده الأخرى تداعب شعرها ، تحت انظار ريان التي ترى الأن لوحة فنية لأب حنون مع ابنته، أنه يذكرها بوالدها يحمل نفس الصفات نفس الحركات ، الهذه الدرجة يشبهه ، ريان فقدت والدها في عمر السبع سنوات لكن طول تلك المدة كانت تتذوق طعم الأمان و الحب من والدها و امها ، كما وعدت نفسها ان تتزوج رجلا يشبه والدها في كل شئ .. و هاهو ذا الرجل الذي لطلما حلمت به لكن القدر لم يجعله من نصيبها ... كان من الممكن ان تكون ابنتهما بين احضانه الأن لتجرب معها ذاك الشعور الذي فقدته ، لتمتلئ عيونها بدموع الحسرة ، لكن هذا ليس وقت البكاء يجب ان تكون سعيدة من اجله ، هذا الشئ صعب ان ترى الشخص الذي تحبه يداعب طفلا صغيرا يناديه بإبنه و هو غريب عنك ، ريان لم تتعرف على ريري بعد ، لكن احساس غريب قد امتلكها في الأخير تبقى ابنته التي لم ينجبها منها و هذا ما يوجع ريان كثيرا ... بعد لحظات جمعت ريان فتات نفسها ، لترسم إبتسامة حنونة و تقترب لتلك اللوحة تجلس على الحافة السرير بحذر لتضع يدها على بطن ريري تمررها بكل حنان " هل إستيقظتي يا عزيزتي .." لتعيرها ريري نظراتها و عيونها قد إمتلئت بلألئ الدموع كان سببها الأبر الملتصقة بجسمها الضعيف .. " انا اريد نوم ..كثيرا .. بابا .." لتغلق عينيها مرة أخرى وهذا ما استنفر جسم ميران الذي بدأ بصراخ " ابنتيييي ... ابنتتييي .. رياان ماذا حصل ؟؟؟" لقد اغلقت عينيها مرة أخرى ، مقفلة بذلك باب السعادة و مرحبة بالحزن الذي اكتسح الغرفة بعد نومها ، ميران و ريان لا يعلمان ماذا سيفعلان لذلك يتوجب ان يتصلا بطبيبة ، لتحمل ريان هاتفها .. تبحث عن رقم محدد ... بعد فوات ثواني لقد وجدته .. تتصل بها تطلب منها المجئ حالا ... هي تعلم انها لن ترفض لها طلب .. لتلبي الدكتورة نادين متفاجئة ندأها بعدما طلبت منها عنوانها.
⚫ستنفجر مروة من فضولها عم يحدث داخل المنزل ... لقد اطفح بها الكيل لتتصل برجالها ... "تعالو ... و اجلبووو كل اسلحتكم .... ستفرغون كل رصاصتكم على هذا البيت" لتقفل الخط " اما ان تكون لي او لا تكون يا ميران" .... غير مدركة بالأمر الذي ستتورط به .. تحمل هاتفها لكن هذه المرة تتصل بفرات للمرة الثالثة فهو لم يرد في المرات الأولى ... ليجيب عليها هذه المرة
" ماذا تريدين اسرعي ..؟"
" ستأخذ جثة صديقتك اللعينة غدا ، هذا وعد مني "
" ماذا ؟؟؟؟ ... إياكي ... انظري إياكي ان تلمسي شعرة منها و الأ سأدفنك اياكي .."
" انت لا تفعل شيأ .. انها هنا ، هنا سأقتلها ، الله اعلم بماذا اغرت زوجي .."
" ريان ليست مثلك .. انتظري مكانك ساعتين و سأكون عندك ..."
" اذا لم تأتي بعد ساعتين .. تمر الدقيقة الأولى من الثالثة و سيغزوو الرصاص بيتهم .."
" مختلة انتِ .. ستقتلين ميران ايضا ..!؟؟"
" لقد جازفت بكل شئ ... "
" انظري انا سأركب الطائرة اذهبي من هناك و تعالي سأفكر بخطة لن تجمعهما ثانية .. فكري جيدا .. اذا امرت بإطلاق النار و نجا ميران لن يعيدك أبدا بل لن ينظر اليكي ، يجب ان يعود هو اليكِ ... هكذا لن ينفع .. " تفكر مروى في كلام فرات ، رغم كل شئ فهو على حق ، لطلما كانت ضحية لغضبها لتقرر أخيرا لأستماع اليه .. " تمام لنلتقي في القصر انا بإنتظارك " .. لتأمر رجالها برجوع بعدما قررت الذهاب أخيرا ... لتترك عائلة صغيرة تعيش اخر ايامها السعيدة متوعدة بالأنتقام.
⚫ تتعجب نادين من هذا المكان ، ايمكن ان تكون ريان اخطأت في إعطائها الموقع فهذا منزل ميران ... تتقدم نحو الباب لتطرقه ، و الف سؤال يجول في عقلها ... لتفتح ريان الباب بعد لحظات ، و وجهها لا يفسر ، "ريان ماذا حصل ؟!!! ، ماذا تفعلين هناا !!!" هذا ليس وقت السؤال تقودها ريان بسرعة لغرفة ريري ، لتستنفر نادين بسرعة بعدما شاهدت شاشة نبضات القلب وهي في نزول مستمر .... ترمي كل ما بيدها لتقترب من ريري النائمة .. تحاول انقاذها لتنتبه لعلبة السيروم تجده قد انتهى " ميرااان ، ميراان علبة السيروم اسرع .. اسرع ..." يلبي ميران ندائها بعدما كان مندهشا من ذاك المشهد يوقع كل شئ موجود امامه ليجلب أخيرا تلك العلبة تحت دهشة ريان التي انكمشت امام باب الغرفة فهي لا تحبذ هذه المناظر أبدا لسيما عند رؤيتها لحالة ميران ، كم هذا غريب ان الزمن يعيد نفسه ( لا تزال بنت السبع سنوات تجلس امام غرفة ابوها تدعو الله رافعة يدها ترجوه ان يستيقظ ، خالتها نازان تشاهدها و الحسرة لا تفارق وجهها قبل يومين فقط فقدت امها ، لكنها قوية رغم صغر سنها .. تشبثت بأمل استيقاظ ابوها ، بعد لحظات ذهبت خالتها من جانبها لتحضر شيئا لتأكله ريان فهي قد اخذت من ذاك الكرسي سريرها و لم تأكل شيئا منذ الصباح ، مرت دقيقتين و هي تنتظر امام الباب لترى مجموعة من المقاتلين ذو اللباس الأبيض (الممرضين) هكذا كانت تسميهم ريان يركضون نحو غرفة والدها ليفتح احدهم الباب بسرعة ، بدخلون جميعا و كان صوت تلك الشاشة مزعج جدا ، و هذا ما جعل ريان تضع يديها على اذنيها لعلى هذا الصوت يختفي ، ليغلق الباب مرة أخرى ، تحاول ريان القفز لترى عبر نافذة الزجاج التي تفصل بين الغرفة و الممر ، لكن طولها لم يسمح ، ماذا تفعل ، تفكر ماذا يفعل هؤلاء في الداخل ، لترى احد تلك الممرضات تخرج من الغرفة تطالب بأستدعاء طبيب لتدخل تاركة الباب مفتوح و هذا ما سمح لريان بدخول بخفة ، لم ينتبه إليها احد لتختبئ خلف احدى العربات الموجودة داخل الغرفة و قد كانت عربة ادوية ، لتشاهد الممرضين احدهم يحمل إبرة و قد سمعت احدهن " زيدي الجرعة .. سيأتي الطبيب بعد لحظات" و قد كان إثنان يلعبان بتلك الشاشة التي تصدر صوتا مزعجا ... لتسمع صوت العم فيدات  وهو الطبيب المسؤول عن حالة والدها " زيدوا الجرعة اسرعوو ، اخبروني عن الحالة" وسط تلك الضجة كانت ريان تتأمل إستيقاظ ابوها .... بعد لحظات من تلك الجلبة و صوت تلك الشاشة اللعين " لقد فقدنا المريض ..."
" هل مات يا استاذي .. لنحاول مرة أخرى "
" لا داعي لم نستطيع انقاذه .. او ربما تعب من المجادلة" تسمع ريان تلك الكلمات ... لكن تستوعبها بصعوبة لتتذكر عند سؤالها لخالتها يوم جنازة امها " ما معنى الموت يا خالتي .."
" يعني أن امك نامت حبيبتي و ستبقى نائمة حتى تنامين انت ايضا"
" يعني اذا نمت الان سآرها "
" بتأكيد ، لكن ستستيقظين .. و هذا الفرق هي لن تستيقظ" لتخرج من تحت تلك العربة وسط دهشة الكل "هل حتى ابي نام ... و لن يستيقظ؟؟؟ ... لتوقظه يا عمي فيدات ارجوك ...") تستيقظ ريان من غفلتها و دموعها ابت ان تتوقف ، لترى أخيرا ميران الذي كان ممسكا بيد ابنته ينظر إليها يداعب شعرها و صوت الشاشة عاد الى طبيعته و هذا ما جعل المكان هادئ ، لم تنتبه لنادين التي كانت تساند ميران و تطمئنه عن حالة ابنته ... " لا تتعبها كثيرا ستسيقظ بعد ساعتين يجب ان نحضر لها الحساء لتقوي نفسها فسيروم قد انتهى عمله سيضرها من بعد اليوم " واضعة يدها على كتف ميران الذي كان يومئ برأسه لا يشيل نظراته عن ابنته ، لو تعلمان كمية الخوف الذي سكن قلبه قبل قليل ، كاد ان يتوقف ، لا يستطيع تخيل هذا المشهد مرة أخرى أبدا ، تقترب ريان منهما بعدما انتبهت لنظرات نادين التي لم تعجبها ، تعلم أنه ليس وقت مناسب لهذه التفاهات لكن هذا هو القلب لا تستطيع التحكم فيه ... تجلس امام ميران لينظر إليها ينتظر كلمة منها تخمد تلك النيران التي اشتعلت داخل قلبه "ستسيقظ يا ميران مجرد ساعتين و ستنظر ابنتك اليك .." ليرسم إبتسامة على ثغره و نظراته تعبر عن ما في داخله ، كلمة واحدة من ريان بصوتها الحنون تلك كافلة بإدخال السكينة في قلبه ... " هيا نذهب لتحضير الحساء و لتأكل انت شيئا .. فوجهك لا يفسر " ، تقاطع نادين حديثهما و كأس الفصول قد فاضت بداخلها " دقيقة ، من أين تعرفان بعضكما البعض ؟؟؟ .. ريان ..... ميران !؟؟". تتلبك ريان من هذا السؤال ا تخبرها بقصة الحب التي انتهت بكسر قلبها و شرفها ، ثقتها ، برائتها .. " صديقي من ايام الجامعة" اكتفت بهذه الجملة التي كسرت شغف ميران فهي لديها حق ، كيف ستخبر العالم بأنه مالك قلبها و كاسره .. ا يعقل ان يكون نفس الشخص .. ليتدارك الجملة .. " و انت من أين تعرفين ريان ؟" و انفاسه المحطمة قد دخلت مسامع ريان التي لعنت نفسها لقولها ذاك .. " نعرف بعضنا من حفلة التبرعات التي كانت ريان ضيفة شرف في مشفانا ، و انا طبعا من معجبيها ، لكن لكثرة عملي لم تسنح لي الفرصة بالألتقاء كثيرا ، لكن ندردش بالهاتف او ماشابه .."
" و انت من أين تعرفين ميران ؟"
" اولا انا الطبيبة المسؤولة عن حالة ابنته و ايضا هو صديق يامان و هو كان زميلي في الجامعة ايضا.."
" يامان من !؟؟"
" صديقي يا ريان .. الذي اتى اخر مرة الى هنا .." ليرن هاتفه و المفاجأة ان يامان هو المتصل .. "انظرو والله سمعنا عندما تحدثنا عنه .. لأتكلم معه و اتي " ليخرج مستأذنا منهن ... لتبقى ريان على إنفراد مع نادين ..
"هل انت حبيبته او ماشابه ..!؟"
" لا .. ماذا تقولين يا نادين !!"
" اوها ارتحت .. هل تعلمين انا معجبة به كثيرا .. اظنني واقعة بحبه .."
" ماذاا ... ماذا ...!!؟" تغير لون وجه ريان بسرعة و نيران الغضب قد اشتاحت عينيها .. لتوقع كأس الماء الذي كان بيدها ... "ريان .. هل انت بخيرر ..!؟"
" نعم نعم .. منذ متى !؟؟" تسألها و ملامح الجدية قد طغت على وجهها .. هل ما تشعر به غيرة ..
" ماذا ..؟!"
"منذ متى و انت معجبة به ..؟؟"
" والله منذ اول يوم رأيته .. رجل وسيم مثله ، غامض في ملامحه ... يحمل في طياته الف قصة و وجع ، و يبدو انه مجروح .. و سمعت أنه درس الهندسة المعمارية يعني يبدو انه شخص يحب الأشياء القديمة و الغامضة .. و انا اعشق هذا الطراز .. كذلك صوته الخشن اعجبني يا ريان .."
" ميران ليس هكذا أبدا ... فرغم غموضه يحب الحياة ، يريد ان يعيش يومه و لا يفكر في الغد .. يحب ان يعيش اللحظة كأنها النهاية .. لا يحب الأشياء القديمة أبدا .. صحيح يحمل في طياته قصص موجعة لكنه يواجهها دائما و هذا ما غير ملامحه .. لو ترينه قبل خمس سنوات لن تعرفيه .."
" أكيد الأعوام تغير الأنسان .. فالحياة تمتحنا في جميع مراحل حياتنا ... لتغير فينا كل المبادئ التي أمنا بها "
" انها الحياة ... لغز نفك احجياته كل يوم "
⚫" كيف .. كيف سنفعل هذا ..." تدور يمينا و يسرا تفكر في خطة لتفريقهما و فرات جالس ينظر اليها
" هلا تتوقفين رجاءا !!" تتقدم نحوه تضرب الطاولة بكلتا يديها و تقترب كثيرا لفرات و الغضب يقرأ من عينيها "قلت لي ستفكر بخطة .. و ها انت الأن جالس تنظر الي و تأمرني ايضا .. من تظن نفسك"
" توقفي .. توقفي .. كل هذا الغضب لن يفيدك ... ستمرضين بقلبك ان بقيت هكذا .. سنجد حلا لا تقلقي" يقف فرات لينتبه لصورة عروسين يبدو ان العريس كبير في السن .. " من هذا !؟؟" مشيرا لذلك الشخص ..
" انه ابي .. و تلك زوجته السابقة .. "
"اذا هذا هو رئيس المافيا فاروق اصلان .."
" هل هذا وقته .. أستعمل عقلك قليلا .."
" وجدتهااا ..."
" كيف .."
" ستتزوج ريان بي .."
" اوها ... و انا سيشتري لي ميران هدية عيد زواجنا .. و سيحبني .." تصفق بيديها لسخرية فكرة فرات و الضحكات المستفزة قد تعالت من فمها ..
" لكنني اتكلم بجدية هنا ..!"
"ريان ستتزوج بك ... كيف و هي ملتصقة بميران !؟؟"
" لن نجعل لها خيارا اخرا ... سنهددها .." بدأت الفكرة تعجب مروة " كيف نهددها ؟؟"
" تمام .. ستهديدنها بحياة احبائها و ستعطينها خيارا اما ان تتزوج في اسرع وقت و اما ان تقتليهم و من ضمنهم ميران .. لكن لحظة هي لن تصدق قتلك لميران .. يجب ان يفعل ابوك هذا الأمر ... ستخطفين خالتها لتخويفها و سترينها صور لأخوة ميران كذلك ... ستجعلينها تأتي الي و تطلب الزواج مني ... "
" اعطيني عنوان خالتها و سأتكفل بالموضوع .."
" لا يجب ان تعلم انك وراء هذا الأمر .. يجب ان ترى خوف ابوك عليك و غضبه .. هل تستطعين اقناعه !؟؟"
" لا تقلق .. و اذا لم تأتي اليك ..!؟"
" ستأتي سأضمن هذا .. انت تكلمي مع ابوك و سأتكفل بالباقي .. انا سأخطف خالتها لأني اعلم انك عنيفة في هذه الأمور .. "
" انتظر لأتصل بأبي ليأتي .."
⚫ يدخل لغرفة ابيه و كلام يامان لا يخرج من عقله كيف لأبوه ان يفعل شيئا كهذا .... هل يحب المال اكثر من ابنائه كان والده جالسا في الشرفة و قدح الشراب في يده حاملا في اليد الأخرى سيجارة .. " اوها أحمد اكسوي ارى ان مزاجك في مكانه "
" هل اخبرك ذاك الكلب بكل شئ .."
" لا اسمح لك ان تتكلم عن صديقي بهذا الشكل .. اي اب انت .. ا تستغل ضعفي اتجاهك .. ا تستغل كل شئ من اجل مصلحتك .. لقد وثقت بك لأول مرة و ماذا فعلت .. لعبت بجميع الأوراق ، لتأخذ نصف ثروتهم ؟؟ ... هل فزت هل عاد أحمد اكسوي الى عرشه .."
" اخذت ما هو من حقي .. اليس هذا ما تريده .. من ايت تأتيك كل تلك الأموال التي تصرفها .. انت غبي بدل ان تشكرني تأتي و تحاسبني اي ابن انت !؟؟"
" هذا ما اريده هاا !؟؟؟ .... هل تعلم ما الذي كنت اريده يا ابي  ... اريد ابا يشعر بي .. يعانقني عندما اكون وحيدا .. يسمعني عندما احزن .. يمسح دموعي عندما ابكي .. يقف معي عندما اسقط .. اب يعلمني الحنان ... اب يشعرني بالأمان ..."
" كلها ترهات .. لا تشكرني على المال الذي تصرفه .. و تتحجج بهذه الأمور .. الم تفهم بعد ان المال هو كل شئ ..؟"
" اذا المال كل شئ .. اذا اشتري لي ابا حنون اشتري لي بيتا دافئا .. اعد لي أمي ... اعدها يا ابي هيا .. عندك الكثير من الأموال لتعيد لنا امنا "
" ميران ليس وقت العاطفة .. تعال وقع لأستطيع مجابهة فاروق .. بني اذا لم توقع سنخسر كل شئ .." يمسك ميران الأوراق و القلم يوقعها ورقة ورقة ..
" لقد خسرت كل شئ اساسا يا ابي .. او اسف أحمد اكسوي .. تذكر آخر مرة عانقت سونجول او ايلول .. تذكر فقط .. انت الأن وحدك .. في مبنى ضخم .. لكنك وحدك " يخرج ميران من الغرفة و كلماته الأخيرة  بقت عالقة في ذهن أحمد الذي توقفت سعادته للحظة بفوزه .. هل خسر عائلته بسبب شجعه ...
يركب ميران السيارة متجها نحو البيت فهو ترك يامان هناك و لكن قلبه غير مطمئن أبدا على ابنته لم تبقى سوى عشرين دقيقة على إستيقاظها ... لتجاوز كل السرعة معرضا حياته للخطر .. لكنه لا يكترث بمقدار ذرة فقط يفكر بإبنته.
⚫ تراقب من النافذة منتظرة وصوله انها الخامسة فجرا و الظلام الحالك يجعل قلب ريان يؤلم .. لقد إتصلت بميران عدة مرات لكنه لم يجب .. القلق بدأ يدخل الى عقلها و الأفكار السيئة تلعب بها ... على عكسها يامان كان يراقب حركات نادين السريعة بكل تمعن و هي تحضر الحساء الطبي لريري .. تبحث عن طنجرة لتضع الخضر بها لكن لقصر قامتها لم تستطيع الوصول إليها لتحس بذلك الجسم الضخم الذي اقترب من الخلف و صوت نبضات قلبه الذي سخرج عن صدره انفاسه التي جعلت من خصلات شعرها تتطاير قليلا من الخلف يرفع يده ليمسك الطنجرة و كم كان سهلا بنسبة له تستدير نادين لتصطدم بصدره العريض ... لترفع عينيها ، كان يامان ينظر إليها و يتشرب من وجهها الجميل لم يحس على نفسه فقد كشف نفسه و هذا ما سيجلب لرأسه المصائب ، على عكسه نادين لم تحس بأن هذه اللحظة سحرية لتأخذ الطنجرة من يده و تبتعد من ذاك الحصار تاركة ورائها عاشقا قد خدرته نظرتها ليبقى على تلك الحال يحاول تدارك انفاسه .. لتكمل هي عملها بكل راحة .... صوت فتح الباب ايقظ ريان من نوبة قلبها لتسرع الى الباب .. ترى ميران يدخل لترتمي الى حضنه بكل قوة و قد بدأت بالبكاء فعلا ، ميران كان يحتاج ذاك الحضن فعلا ليحيطها بكلتا يديه م خصرها بكل قوة يضع انفه بين طيات شعرها يشترب من رائحته لينسى ما عاشه قبل قليل ، لينسى حاله و هذا العالم بين احضانها...
" لقد اخفتني كثيرا .. لماذا لا ترد على هاتفك !؟؟"
" انا هنا لا تخافي لن اترككِ مرة أخرى مهما كلفني الأمر .."
ليغرق في شعرها مرة أخرى و دموعه تختفي بين خصلات شعرها .. كاد ان يموت قبل قليل بحادث سيارة .. كلما يفكر بهذا الأمر يزيد قوة حبكه لريان .. دام العناق طويلا قبل أن يتدخل يامان " اخي هل انت بخير " لم يسمعاه للحظة قبل أن يعيد السؤال ليفترقا من ذاك العناق و تتنفس ريان الصعداء من ذاك الحصار ، " انا اسف لكن الدكتورة تناديك ريري استيقظت .."
" ماذا تقول .." ليهرع الى الغرفة كانت نادين تجري الفحوصات الأخيرة لطفلة و هي تنظر إليها و تبتسم ، دخل ميران و الأبتسامة على ثغره ليجلس بجانب ابنته لكنه لم يستطيع التحمل هذه المرة ليأخذها بين احضانه ... ريان كانت تشاهده من جديد و تتأمل " ا يمكن ان تصبح ابا لأبنائنا في المستقبل و تعاملهم هكذا .. سيكونون محظوظين جدا بك " حوار يجول بداخلها اليس هذا الوقت المناسب لتسامح ميران ... لتبدأ صفحة جديدة معه .. لترسم حياتها من جديد ..الى متى ستعاقب نفسها و ستاعقبه لسيما ان هناك منافسات كثر حولها .. رغم انها تعلم انها مالكة قلبه ... " سنغير كل شئ مع بعض"😍
⚫ في مديات كان الجو ممطرا و الظلام الحالك يكتسح المكان ، الكل في بيته نائم في دفئ بين احبائه و عائلته سوى هذا العاشق الذي لم يستفق من الصدمة بعد جالس في احدى كراسي الجامعة و هذا ليس ككل كرسي فهو منقوش عليه اسمهما ينظر الى تلك النقوشات و دموعه اختلطت بقطرات المطر ، يبكي على هذه الدنيا التي حرمته من حبيبته .. حرمته من ان يكون معاها ... لكن سيلحقها .. يحمل مسدسا يضعه في عنقه .. " سأجدك أينما كنت يا حبيبتي ... سأجدك يا ميرا" يغمض عينيه يضع اصبعه على الزناد ، ليتفاجئ بتلك اليد التي تأخذ السلاح من يده يستدير ليرى من ليتفاجئ مرة أخرى بتلك الصفعة التي أستقرت على خده .. " منه تنقذني .. و منه تضربني ، من انت " يرفع نظراته ليتفاجئ بها مرة أخرى انها نفس الفتاة .. نعم نفسها " هل تخرجين في الليالي الممطرة فقط !؟"
" كنت ستقتل نفسك .. هل انت مجنون "
" هكذا ينادوني مارت المجنون لكن من انت !؟؟"
" لا فرق .. لكن هل الحياة بسيطة لهذه الدرجة لتقتل نفسك و تهرب .."
" جميعنا سنموت يوما ما ... لماذا لا يكون ذاك اليوم هذا اليوم .."
" ان كانت بجانبك الأن هل كنت تفكر بالأنتحار ؟"
" لكنها ليست معي .."
" ان تجعل شخص محور حياتك امر ليس جيدا .."
" لم اجعلها محور حياتي بل احببتها هذا ما يسمى بالعشق .."
" و كيف يكون العشق ؟"
" العشق .. هو ايجاد المشاعر التي فقدتيها بإبتسامة واحدة من ذاك الشخص ، العشق ان تخدعي متعمدة بكل حكاية تروى لكي .. العشق هو الشعور بعدم الأنتماء بغيابها .. يذهب الربيع معها ليحل محله الخريف .. العشق شئ كهذا .."
" اظنني قد وجدت ذاك الشخص .."
" ماذا قلتي .."
" ا تعرف ما يفيدك الأن !!"
" كان الموت سيفيدني لولا تطفلك .." تقترب منه للحد الذي لم يبقى سوى انش بينهما لتقتحم شفتيه بقبلة غريزية قلبها كان يصرخ لفعلها و هاهي ترضخ لعنفوان قلبها ... مارت من صدمة موقفه و أنه بحاجة لتلك القبلة لم يمنعها ... ليتجاوب معها بعد لحظات لتولد قصة حب جديدة تحت قطرات المطر و في ظلام الليل قصة مستحيلة ، لا يعلم كلهما فصولها ... بعد لحظات من الغرق بتلك القبلة قلب مارت بدأ يأنبه لفعلته الشنيعة أنه يخون ميرا ليدفع ايلول بعيدا عنه حاملا سلاحه يبتعد عن ذلك المكان لأنه نجسه بفعلته هذه حتى إختفى كليا عن الأنظار .. بتأكيد سيعاقب نفسه على هذا ... ايلول تضع يدها على شفتيها و قد توردت وجنتيها لقد قبلت احدا لأول مرة .. قلبها لا زال يصرخ بإسمه .. لازلت تحت تأثيرها لتنهض بسرعة تعود الى المنزل قبل أن يكتشف امرها .
⚫ لازال ميران يحكي لأبنته و يحاول نزع تلك المشاهد من عقلها الصغير ... تدخل ريان بعد توديع نادين التي أبت الذهاب لكن يامان لم يفوت هذه الفرصة ليجعلها تعود عن رأيها ... لقد وضعت ميران في رأسها ... لذلك على ريان الحذر .. تدخل الغرفة بعد طلب الأستئذان .. ريري فرحت جدا لمقابلة مغنيتها المفضلة لو تعلم انها ستصبح امها يوما ما .. تجلس ريان بجانب السرير تداعب شعر ريري ، ميران من الجانب الأخر لازال يكافح لأجل حالة ابنته النفسية .. فهو لا يريدها ان تكبر على حقيقة محاولاة قتلها من قبل امها ... يداعب شعرها بدروه لتقع يده على يد ريان لتقع النظرات بعدها ، لكنها تنظر اليه بكل حب هذا ما جعل ميران يسقط دمعات من الفرح .. " بابا هل يمكن أن تغني لي ريان أغنية ؟" تقاطعهما ريري بطلبها البرئ ..
" هل يمكنك ريان هانم ؟"
"بتأكيد عزيزتي تعالي الى هنا " تأخذها آلة حضنها لتبدأ بالغناء بصوتها العذب .. كان ميران منبهرا من هذه اللوحة .. هذه هي الأم .. هكذا تكون الأمومة .. شئ تفتقده ابنته .... لكن ريان ستحله ، هو متأكد من هذا. يتركهما مع بعضهما ليخرج من الغرفة ، ليفتح الموضوع مرة أخرى ، يجب ان يجعل ريان تسامحه .. يجب ان يفعل هذا من اجل ابنته .. من اجله و من اجل ريان .. مرت نصف ساعة .. قد نامت ريري على صوت ريان الدافئ و حضنها الذي يبعث الأمان في قلبها الصغير ، تخرج من الغرفة بعدما تأكدت من نومها و تغطيتها لتعود تعطيها قبلة النوم بكل حنان تحت انظار ميران الذي كان مارا من جانب الغرفة ، تخرج من الغرفة لتصطدم بميران ، يبتسمان كلهما من هذا الموقف .. ان يعيشا شيئا طبيعيا رغم كل تلك الحروب في الخارج ، أنه امر عجيب ... يجلسان في الصالون و اعينهما لا تتفارق هناك الكثير لقوله لكن الشوق قد إفتك بكلهما ... ليقترب ميران الى ريان يمسك يديها الأثنتين يتمعن في ملامح وجهها " الا يكفيني ان تكوني بجانبي .. هذا كل ما اريد .. ان تنظري الي بهذه النظرة من جديد .... ان تكوني بقربي لهذه الدرجة ... ان تجعليني أشعر بأنفاسك و ان اتلذذ برائحتكِ .. ان اسمع صوتك .. ان اسمع قلبك .. فقط انت " تمسك ريان وجهه بين راحة يديها ليمسك يديها مرة أخرى "ريان اعلم أنه ليس الوقت المناسب ..." تضع اصبعها على شفتيه تمنعه من إكمال جملته لتنزلها و تنظر اليه قبل أن تلصق شفتيه بشفتيها تسامحه على طريقتها ، تعلن عن صفحة جديدة في قصة حبهم التي احيتها بهذه القبلة تطفئ بها نار الأشتياق التي فاضت بكلهما لتستقر على حضنه تغط في نوم عميق بعد عناء تلك الأيام.

مــلائـكــة الــحــب ...🥀🦋🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن