(11) حماقات ارتكبتها

2.2K 170 1
                                    


كان هذا عنوان ملف خاص في أحد أدراج مكتب ديل كارنجي dale carnegie الكُتّاب الأمريكي المشهور الذي بيع من كتبه ملايين النسخ، يقول كارنجي أنه يعد ملف "حماقات ارتكبتها" بمنزلة سجل واف للأخطاء والحماقات التي قام بها. فعندما يستخرج هذا الملف ويعيد قراءته يشعر بأنه قادر، مستعينا بعبر الماضي على مواجهة أصعب المشكلات وجعل المستقبل أفضل.

لم يكن كارنيجي الوحيد الذي يستخدم آلية "حماقات ارتكبتها" لتحسين حياته وترك بصمة في هذا العالم.

أيضا استخدم هذه الآلية جو جيراد joe girard الذي دخل موسوعة جينيس كأفضل بائع في العالم وهو مؤلف كتاب:

   (كيف تبيع أي شيء لأي إنسان)
   How To Sell Anything To Anubody

يقول جو جيرارد: أن أهم الأسباب التي جعلته أفضل رجل مبيعات في العالم  هو التعلم من حماقاته، فقد كان يراجع باستمرار ملفات كل صفقاته الفاشلة حتى يصل إلى سبب فشل كل صفقة؛ فيتعلم منه و يتفادى تكراره مما جعله يحقق رقما قياسيا في عدد الصفقات الناجحة.

ولعل من نافلة القول أن هذا التقدم العلمي والتكنولوجي الذي نعيشه الآن يرجع لآلية "حماقات ارتكبتها"

أترى كيف أنه ما كنا لنصنع تلك السيارات الحديثة التي تتمتع بكل وسائل الراحة لو لم نتعلم من حماقات صناعة أول سيارة التي كانت تبدو كقطعة حديد؟!

بل كيف أنه ما كنا لنقلل حوادث الطائرات الكارثية -بفضل من الله- لو أننا لم نتعلم من حماقات الحوادث الماضية؟!

التعلم من الأخطاء والحماقات هو أفضل وأسرع وسيلة لكل من يبحث عن حياة ناجحة سعيدة، ينطبق هذا على الأفراد والشركات والدول.

▪إستخدم أخطاءك:

ماضيك الحافل بالتعثرات والحماقات -معذرة- التي باعدت بينك وبين الصلاة  يمكن أن يكون في صالحك الآن إذا إستخدمته، ماضيك هو أغنى المصادر بالخبرات التي يمكن  أن تعتمد عليها لتحيا الحياة أفضل، مهما قرأت من كتب، وحصلت على معلومات يظل ماضيك هو المصدر الذي يزودك بالمعلومات التي تتناسب مع حياتك الخاصة .

الطريق الذي تسلكه الآن لتنضم إلىٰ هؤلاء الذين قلما فاتتهم صلاةٌ يحوي سعادة الدنيا والآخرة، الآن قد بدأت معركةٌ حاميةٌ في مواجهة نفسك وشيطانك وربما قد تُحالفك الهزيمة في قليلٍ من الجولات، فلا تكرر الخطأ مرتين، في كل جولةٍ تخسرها أمام نفسك وشيطانك فتفوتك صلاةٌ، حلل هذه الجولة بكل تفاصيلها وتَعرَّف علىٰ سبب الهزيمة حتي لاتكرره.

قال أحد الحكماء أن الغبي هو من يكرر خطأه مرتين، أما الذكي هو من يُخطأ مرةً واحدةً ولايكرر الخطأ، بينما الأذكىٰ هو من يتعلم من أخطاء الغبي والذكي فيتفادىٰ فعلهم.

نريد أنا وأنت أن ننضم لفئة الأذكياء، ففي كل مرة تفوتنا صلاة نقف عند الأسباب ونتعلم منها ونتفادى تكرارها.

من خلال حديثي مع هؤلاء الذين قلما فاتتهم صلاة وجدتهم يستخدمون آلية "حماقات ارتكبتها" بشكل تلقائي فأصبح لهم بعض العادات الثابتة التي تكونت بتراكم خبرات ماضيهم مع الصلاة.

فمثلا أغلبيتهم يتوضئون قبل الخروج من بيوتهم، فإذا جاء وقت الصلاة وهم في الخارج سهلت عليهم الصلاة، هم بذلك منعوا شيطانهم من الوسوسة بشأن عملية الوضوء.

فجميعا نعلم أن الشيطان في هذه الحالة يصور لنا أنفسنا ونحن نخلع أحذيتنا وجواربنا وكأننا نخلع ضروسنا من الألم، وأن سراويلنا سوف تبتل وتصبح غير أنيقة قبل موعدنا المهم بعد الصلاة، ولا مانع لديه أن يصور لنا أحذيتنا وقد سرقت،  أو أننا نسينا الساعة الأنيقة الغالية في المسجد وذهبنا.

ففي أمر الوضوء فقط يستطيغ الشيطان أن يوسوس لنا بمئات السيناريوهات التي تنتهي بنا أن نقرر الصلاة في البيت عندما نعود ونفوت الصلاة على وقتها، وأنا وأنت نعلم أنه بمجرد عودتنا للبيت سنواجه معركة أشد من التي كانت خارجه وسنضيع الصلاة.

لذلك فإن كل هؤلاء الذين نجحوا في الحفاظ على الصلاة يصلون بمجرد سماع الأذان كما ذكرنا ولا يسمحون لأي عائق -أيا كان- أن يمنعهم من الصلاة في أول وقتها، فقد تعلموا أنه كلما تأخر وقت الصلاة ازدادت ثقلا.

لذلك حاول جاهدا أن تكون مستعدا للصلاة قبل وقت الصلاة حتى لا تجد نفسك عليك سبيلا فتنساق لك.

وهنا نذكر مهمة في علم النفس تسمى قاعدة الخمس ثوان Five Seconds Rule، تخبرنا هذه القاعدة أن الإنسان لديه فقط خمس ثوان ليضع القرارات الصغيرة اليومية في الفعل أو أن تذهب هذه القرارات في صورة أفكار عابرة.

فمثلا عند سماع المنبه صباحا آن لم تقرر أن تستيقظ بوضع الجسم في حالة حركة خلال خمس ثوان سوف تكمل نومك، أيضا عقلك لديه خمس ثوان فقط ليقرر أن يحافظ على النظام الغذائي الذي وضعته لنفسك أم أن تلتهم قطعة الكيك التى أمامك.

ينطبق الأمر أيضا على الصلاة، بمجرد سماع الأذان إن لم تضع جسمك في حالة حركة ذهابا إلى الوضوء أو المسجد خلال خمس ثوان فستبدأ معركة ضد نفسك والشيطان في المشاورة في أمر الصلاة.

أيضا من الأمور التي تعلمت منها شخصيا وساعدتني -بفضل من الله- في المحافظة على صلاة الفجر هي الإغتسال بماء بارد (الاستحمام) بمجرد الإستيقاظ من النوم أيا كانت حالة الطقس، أو على الأقل غسل الرأس كاملا بماء بارد، فهذا يعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم وبث النشاط فيه، فلا تستقبل يومك ومازالت حالة النعاس مسيطرة غالبة عليك.

أيضا وجدت هؤلاء الذين قلما فاتتهم الصلاة يجعل وقت تناول الطعام بعد الصلاة وليس قبلها، فتلك الفئة كانت تشعر بثقل وكسل في حالة تناول الطعام قبل وقت الصلاة، فقرروا أن يجعلوا وقت تناول الطعام بعد، وليس قبل.

على الجانب الآخر وجدت فئة لا تستطيع الصلاة على النحو المتقن في حالة الجوع، فهم يفضلون تناول الطعام قبل وقت الصلاة حتى يزودوا بالطاقة.

اختبر نفسك في هذا الأمر لتعرف من أي الفئتين أنت.

**تعلم من أخطائك اليومية التي باعدت بينك وبين الصلاة**

**حلل أخطاءك، تجنب تكرارها**



فاتتني صلاة !! لـ ( إسلام جمال )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن