١٢

1.3K 141 16
                                    



|٣ سِبتمبر ٢٠١٧

"لمَ تغيبت البارحة؟"

هذا أول ما سألته فور أن دخلت فصل الصف الثالث
حيث جونكوك، سيروم، بامبام و مينجيو

"كُنت مُتعب؟"

جلست بجانبه لأضع يدي علي كتفه بقلق

"لا شئ"

نهض ببرود ليذهب للخارج

"ماذا بِه؟ هل هو بخير؟"

سألت الثلاثة لينظروا لي دون رد

ما الرد الذي يُمكن أن يُقال عن شخص فجأة أصبح يُعاملني ببرود؟
أعلم أني و جونكوك لم نعرف بعضنا مُنذ مُدة كبيرة، لكني أعترف أني لا أستطيع أن أقضي يوم دون رؤيته
هو يُكمل يومي و يُكمل حياتي
أتذكر كل يوم من الأيام القليلة التي عرفته من حينها
أتذكر كيف دائًمًا عِندما كُنا نخرج جميعنا معًا و كُنت خجولة للغاية أن أتحدث...كيف كان يُساعدني
كيف علّمني أن لا اخجل من التعامل مع الفتية
و كيف كان هو أول فتي لا أخجل منه

بروده تجاهي فجأة يجعلني أشعر أني أريد البكاء.



"ألا يُمكن لأحدكم إخباري ما الذي يحدُث بالضبط؟"

كتفت يدي بينما أنظر لهم أنتظر شرح

إنه وقت الأستراحة لكن ثلاثتهم أتوا بدون جونكوك

"في الواقع....أخبرها أنتَ يا بامبام"

"هو سيفعل أـ...مينجيو قُل أنتَ"

"و اللعنة ما بِكم!"

ضربت الطاولة بغضب

"حسنًا ما يحدث أن
تعلمين أو من الممكن أنك لا تعلمي لأنكِ لا تعرفين الكثير من المعلومات عنه..."

"مينجيو قُل ما لديكَ مباشرةً"

"حسنًا جونكوك كان حلمه أن يذهب ليُمكل دراسته في ألمانيا"

"إذًا؟"

"هو لم يذهب من أول العام لأن والده كان مشغولاً و نسي أن يحجز له في مدرسة
لذا فور أن وجد مكانًا فارغًا في مدرسة هناك حجز له"

"إذًا أنت تقول أنـ..ه سيذهَب للدراسة في أـ...لمانيا؟"






"ياه جون جونكوك"

تركت الثلاثة في المطعم و أقتحمت فصله جاذبة أنظار كُل الموجودين

"لمَ تصرخي!"

"هل كُنت ستذهب دون إخباري؟ ها؟"

"آيشا توقفِ"

شد ذراعي لنخرج خارج الفصل

"لمَ كُنت ستذهب دون إخباري؟"

"لا تبكي"

"أنا لا أبكي و اللعنة رُدِ علي سؤالي"

مسحت دموعي بخشونة لأصرخ به بغضب

"حسنًا كُنت مُخطط لهذا قبل أن أعرِفكِ"

"قبل أن تعرفني؟ و ماذا الآن؟"

"آيشا أبي قام بحجز تذكرة سفري بالفعل"

هو نظر للأرض ليتحدث بهدوء

"متي ستسافر؟"

هدئت من نبرتي لأسأله

"بعد المدرسة"

"ماذا! و لمَ أتيت للمدرسة في نفس يوم سفركَ"

"أردت أن أراكِ لأخر مرة"

"و لمَ كُنت تعاملني ببرود إن كُنت أتيت لكي تراني؟"

"فكرت أنهُ إذا تعاملت معكِ سأشتاق لكِ أكثر"

"أنا أكرهك"

"سأشتاق لكِ"

"كُنت صديقي المقرب"

حاولت أن أمنع بكائي لكن دموعي سقطت دون تحكم مني

"سأشتاق لكِ"

"لا تُريني وجهك مُجددًا
أياكِ أن تُفكر أن تأتي لي بعد أعوام
سأحطم وجهك الوسيم و الذي بالتأكيد سيزداد وسامة إن فعلت"

قهقه ليشدني نحوه يعانقني بخفة

"سأشتاق لكِ"

"حسنًا أبتعد عني الآن يكفي"

أبعدته عني لأمسح دموعي التي كانت تنزل بغزارة

"أُريد أن أخبركِ شيئًا بما أنكِ هدأتِ"

"ماذا هل ستسافر الآن؟ هل طيارتكَ بالأسفل؟"

سخرت ليقهقه قبل أن يدخل فصله و يخرج مرة أخري
لقد قام بجلب حقيبته المدرسية

"ما هذا أنتَ بالفعل ستذهب الآن؟"

"أبي أستأذن من المدير أن أذهب للمنزل بعد الأستراحة لكي أغير ملابسي و أذهب للمطار"

"اللعنة عليك، أذهب هيا أذهب ولا تعد"

دفعته لألتفت و أتركه ذاهبة لفصلي

"آيشا"

ناداني بصوتٍ مرتفع لألتفت له

و قبل أن أُدرك أي شفتيه كانت قد حطت علي خاصتي لأوّسع عيني بصدمة
أبتعد بعد ثواني ليبتسم لي

همس بـ سأشتاق لكِ قبل أن يلتقط حقيبته من علي الأرض و يذهب

هذه المرة ذهب و لن أراه مرة أخري.

𝙒𝙃𝙄𝙏𝙀 𝙆𝙄𝙎𝙎.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن