"استيقظ أيها الصبي اللعين و إلا حرمتك من الطعام" صرخ بها رجل في الخمسين من العمر على ذلك الأشقر الهزيل الذي لم يتخطّ سن العاشرة إلا بقليل
استيقظ الصغير اثر ذلك الهز العنيف و انتفض بخوف حالما رآه لينحني معتذر و بصوت مهزوز نطق بصعوبة " أ أنا آسف سيدي ... سـ سأذهب الآن للمدرسة و أعود بعدها لأعمالي"
صفعه المعني بقوة أسقطته ثم أخرجه من الإصطبل ليرمي عليه بدلو ماء بارد وسط ذلك البرد القارص الذي أثر على حمّى الصغير و زادها سوءا
نظر له الرجل بسخرية ثم أمره بالاستحمام و العودة ...
امتثل آلبيرت لذلك سريعا و حمم نفسه في العراء ثم لبس ملابسه الرثّة و توجه إلى الداخل ليجهز كتبه و يأخذ قطعتي خبز معه ...
رمقه دانيال بنظرات حاقدة و مشمئزة جعلته يخفض رأسه من الحزن و هو يتقدم للخروج ...
ركض الصغير في تلك الغابة كي يصل إلى مدرسته البعيدة في أقصر وقت فهو قد فعلها مجددا و دخل مدرسة راقية بفضل ذكائه الفريد .. وصل إلى مبتغاه بعد نصف ساعة من الركض العنيف ليأخذ قطعة الخبز و يقضمها بسعادة فهو لم يُضرب كثيرا مؤخرا ...
وصل إلى الصف بسرعة و وضع حقيبته بحذر على الطاولة كي لا تهترئ أكثر ثم بدأ في حلّ فروضه بسرعة فائقة و انتهى منها قبل فتح المدرسة بساعة كاملة ...
أسند رأسه بتعب متذكرا أصدقائه السابقين و أيامه الدافئة في ذلك الميتم و التي قطعت تماما بعد تبنيه من قبل هذا الرجل الذي لا يرأف به و يحمله اعمالا شاقة و يزجره طوال الوقت ...
دمعت عيناه بتعب و همس بضعف "أخي فرانس ... جون ... اشتقت لكما"
بقي على تلك الحال ما يقارب الساعة لينهض بسرعة حالما فتحت المدرسة بابها و أخذ ينظر إلى كل الأهالي الذين يودعون أبنائهم ليخفض رأسه و يمسح دموعه و فكرة واحدة ترنّ في عقله
"ما هو شعور امتلاك أهل و عائلة"
أنت تقرأ
فقدان أهل {المعدّل}
Teen Fictionماذا ستكون ردة فعلك لو فتحت عينيك فجأة و تجد نفسك بلا اهل و بلا ذاكرة و قد نجوت من حادث فضيع باعجوبة ... هل ستقدر ان تكون قويا ... صامدا ... قد تكون كذلك ان كنت بالغا و لكن ماذا عن طفل في الخامسة هذا هو الجزء المعدل😁😁😁