13

689 69 66
                                    

"استيقظ أيها الصبي اللعين و إلا حرمتك من الطعام" صرخ بها رجل في الخمسين من العمر على ذلك الأشقر الهزيل الذي لم يتخطّ سن العاشرة إلا بقليل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"استيقظ أيها الصبي اللعين و إلا حرمتك من الطعام" صرخ بها رجل في الخمسين من العمر على ذلك الأشقر الهزيل الذي لم يتخطّ سن العاشرة إلا بقليل

استيقظ الصغير اثر ذلك الهز العنيف و انتفض بخوف حالما رآه لينحني معتذر و بصوت مهزوز نطق بصعوبة " أ أنا آسف سيدي ... سـ سأذهب الآن للمدرسة و أعود بعدها لأعمالي"

صفعه المعني بقوة أسقطته ثم أخرجه من الإصطبل ليرمي عليه بدلو ماء بارد وسط ذلك البرد القارص الذي أثر على حمّى الصغير و زادها سوءا

نظر له الرجل بسخرية ثم أمره بالاستحمام و العودة ...

امتثل آلبيرت لذلك سريعا و حمم نفسه في العراء ثم لبس ملابسه الرثّة و توجه إلى الداخل ليجهز كتبه و يأخذ قطعتي خبز معه ...

رمقه دانيال بنظرات حاقدة و مشمئزة جعلته يخفض رأسه من الحزن و هو يتقدم للخروج ...

ركض الصغير في تلك الغابة كي يصل إلى مدرسته البعيدة في أقصر وقت فهو قد فعلها مجددا و دخل مدرسة راقية بفضل ذكائه الفريد .. وصل إلى مبتغاه بعد نصف ساعة من الركض العنيف ليأخذ قطعة الخبز و يقضمها بسعادة فهو لم يُضرب كثيرا مؤخرا ...

وصل إلى الصف بسرعة و وضع حقيبته بحذر على الطاولة كي لا تهترئ أكثر ثم بدأ في حلّ فروضه بسرعة فائقة و انتهى منها قبل فتح المدرسة بساعة كاملة ...

أسند رأسه بتعب متذكرا أصدقائه السابقين و أيامه الدافئة في ذلك الميتم و التي قطعت تماما بعد تبنيه من قبل هذا الرجل الذي لا يرأف به و يحمله اعمالا شاقة و يزجره طوال الوقت ...

دمعت عيناه بتعب و همس بضعف "أخي فرانس ... جون ... اشتقت لكما"

بقي على تلك الحال ما يقارب الساعة لينهض بسرعة حالما فتحت المدرسة بابها و أخذ ينظر إلى كل الأهالي الذين يودعون أبنائهم ليخفض رأسه و يمسح دموعه و فكرة واحدة ترنّ في عقله
"ما هو شعور امتلاك أهل و عائلة"

فقدان أهل {المعدّل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن