8

717 76 15
                                    

"لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَلْتَبِسَ الْقِنَاعَ إِلَى الْأَبَدٍ"

استيقظ الصغيران بحماس و همّا بتجهيز نفسيهما للمدرسة الجديدة حيث وعدهما أندرياس بإيصالهما بنفسه لها ...

دخل فرانس بسعادة غامرة و حياهما بحماس "صغيراي ... هيا ستذهبان إلى نفس مدرستي للأسف تخرجت من الإبتدائية و إلا ذهبنا معا"

سماعه لضحكاتهما جعله يقطب حاجبيه باستغراب و سرعان ما شهق بقوة عندما أمسكت إيف أذنه لتجرّه معها قائلة "لقد ودعتهما بالفعل و هما لن يذهبا للمريخ حتى تفتعل كل هذه الدراما أيها الشقي"

ضحك بخفة فهو قد هرب من التبني المقرر بعد أيام ليعبث مع جون و آلبيرت ....

....
.......
...........

وصلت السيارة لباب المدرسة فربت أندرياس ببعض الاضطراب على رأسيهما "ابذلا جهدكما أيها الشقيان"

ضحك آلبيرت و عبس جون لينزلا متجهين إلى المدرسة و هما ينظران إلى المكان الفخم الذي يختلف عن مدرستهما السابقة بمرات ...

نادتهما المعلمة ليبدآ الحصص مع بقية التلاميذ ببرائة ...

"آلبيرت لما تنظر تلك الفتاة لنا بغضب أو كره ... هل تعرفها"
نكز جون صديقه مؤشرا على تلك الفتاة ليخرسه آلبيرت حاثًّا إياه على الانضباط في أول يوم فصمت على مضض و أبرز الإثنان ذكائهما في الاختبار الفجائي الذي عاقبت به المعلمة الجميع ...

انتهى جحيم الحصص أخيرا ليحلّ موعد الغذاء فحمل الصغيران علبتي طعامهما و أخذا في الأكل مقارنين أرجاء الحديقة بحديقة أندرياس غير شاعرين بتلك الأعين الحاقدة المسلطة عليهما قبل أن تهتف صاحبتهما هامسة بغضب "لا مكان لكما هنا أيها المتسولان ... أنا هي الوحيدة التي ستحصل على المركز الأول و ستريان"

لم يسمعا همسها فهي بعيدة نسبيا عنهما لذا عادت للصف و بعثرت أشيائهما ثم عاودت الخروج ... و من سوء حظها ربما أن أدرياس دخل المكان مع المعلمة و تردد فهو يرى أن الصغيرين يتمّ التنمر عليهما بسببه فطلب معاقبة الطفلة بحجة كونه يعرف الطفلين و هما هنا على نفقته الشخصية ...

...
......
.........

كان الإثنان هادئين كثيرا و كلٌّ منهما يسرح في أفكارة التي يحتضنها رأسه الصغير قبل أن يقرر آلبيرت كسر ذلك الصمت الذي لم يتعودا عليه قائلا بهدوء اختلط ببعض الحزن و التوتر "جون ، اذا ... إذا عثرت على عائلة ... هل ستنساني"

إلتفت إليه البني بزرقاوتين متسعتين ليرد فورا "آلبيرت أنت أكبر أحمق صادقته في حياتي ... أيا كان من سيتبناني فهو لن يغيّر لي المدرسة و سنظلُّ معا حتى نكبر"

تردد قليلا قبل أن يكمل "لا أعرف و لكن ... ذلك العم أندرياس ... شعرت و كأنـ ... و كأنني أعرفه منذ قرون ... أو هو شخص مقرب مني ... تمنيت لو أن ذلك الشعور يستمر .. لقد كان مشابها لشعوري في أحضان أمي" ابتسم بحنين عند نطقه لآخر كلمة ...

نظر له آلبيرت بشرود ... هو رغم أنه لا يعرف شعور امتلاك أم أو أب ليسأله بشرود "إحكِ لي عن أمك جون"

ابتسم جون بحماس غير منتبها لأندرياس الذي أراد تفقدهما و سمع الحديث من بدايته "قالت أمي أنها لا تذكر شيئا عن ماضيها سوى اسمها <إلينا> و قالت أنني أشبهها تماما .... أخبرها الطبيب أن شخصا ما أنقذها بعد إيجادها في مكان ناء تماما ... مكثت في غيبوبة طويلة و بعد فترة استيقظت و انتفخ بطنها و كانت حاملا بي .... ولدتني و حاولت عبثا أن تتذكر شيئا ثم تكفل ذلك الشخص بنا حتى صرت أنا في الرابعة و النصف اختفى فجأة و ماتت أمي من مرضها و نقلني إلى ذلك الميتم ... آخر جملة كانت <أبوك من سبب لكما هذا الجحيم فلتكرهه> ثم ذهب .... لم أفهم شيئا و كنت أنت قد أتيت بعد ذلك بأشهر فقط فكنت أول صديق لي بعد أخي فرانس"

أومأ آلبيرت بحزن فقد شعر أنه أساء لرفيقه فهما معا منذ ما يقارب الثلاث سنوات و لم يسأله عن والديه ...

دوى صوت الجرس في المكان لينهض الصغيران سريعا و ينسحب أندرياس بسرعة ....

نادى على خادمه ميلان بصوت عالٍ أفزع المعني "لقد وجدت ابني ميلان ... يبدو أنني لن أحتمل أكثر و علي إعادة آلبيرت كذلك ... لازلت متمسكا به و ازداد ذلك مؤخرا"
هو بالفعل كان يريد تفرقة أخيه عن ابنه لأنه ظن أنه لن يحصل على ابن و بما أن أخاه الوريث ... ستنقل الثروة له ... كانت مجرد نزوة ولّدتها غيرة و حسد دمر حياة طفل و فرقه عن أهله ثلاث سنوات ... و ما زاد شعوره اعتبار الصبي له كالأب

نفض أفكاره متوجها لمارسيليا فهو عيد ميلاد التوأم الثاني بالفعل ...

يتبع ...

هممم لا توجد احداث مهمة في هذا الفصل

سأحاول تنزيل آخر في المساء

فقدان أهل {المعدّل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن