3

933 85 55
                                    


"لِأَجْلِ أَنْ تَزْدَادَ صَلَابَةً سَتُعَاقِبُكَ الْحَيَاةُ عَلَى إِفْرَاطِكَ فِي بَرَائَتِك ، لُطْفِك ، ثِقَتِك"

مرّ شهر على ذلك الحادث الذي غيّر حياة عدة أشخاص من تلك العائلة و استيقظ كل من بيير و انجيلا من الغيبوبة ...

سمع كل من جوزيف و جوانا الخبر فشعرا بنشوة عارمة لنجاة من اعتبرهما اخوة كبارا و طرف خيط للوصول إلى صغيرهم الضائع ....
.
.
.
.
.
.

ابتسمت جوانا بحزن و هي ترهما على تلك الحال لتترقرق الدموع في محجري أنجيلا عندما لم ترَ آلبرت معهما ...

أخذت تتحدث بشيء من الصعوبة " السيد الصغير ... آلبرت ... أليس معكما ... لقد كنت أحتضنه حتى لحظات من فقداني وعيي و ... "

اتسعت عيناها من الفزع و بترت كلامها مع خيط دموع عاد للتشكل فيهما ...

تبادل كل من جوزيف و جوانا منظرات مشككة في حديثها و اقتربا مشجعين إياها بلهفة على الحديث ..

مسحت جوانا دموعها برقة و نطقت " لا بأس أنجيلا ... أخبرينا آخر ما رأيتيه فذلك سيساعد المحققين ... أخشى ان ابني حي في مكان ما و أنا لست بجانبه "

لم تبد أي رد فعل سوى مزيد و مزيد من النحيب و البكاء لتستدير جوانا مستنجدة بجوزيف علّه يساعدها في الكلام ...

نطق بهدوء عكس عاصفة الحزن و الغضب داخله " انجيلا ... كل وقتٍ تضيعينه في النحيب الآن يزيد من معاناة آلبرت ... حتى لو رأيتي رأسه يفصل من مكانه فلن نلومك "

نظرت لهما بحزن قبل أن تشيح ببصرها و تجيب بخفوت " بينما كنت أحميه من الحريق او السقوط ... أتى أحدهم من جانب العربة بعد لحظات من الحادث و انتزعه بقسوة مني ثم ركلني أنا و بيير بقوة فضيعة لدرجة فقداننا الوعي ... آخر ما رأيته هو ظله يسلم آلبرت لرجل اشقر بدا سعيدا ثم اظلم كل شيء من حولي "

صمتا لبرهة من الوقت قبل أن يهدئا المريضين و يخرجا بملامح باهتة و وجين شاحبين كأنما امتصت الدماء منهما ...

نظرت جوانا إلى زوجها بدموع متحجرة " إذا ثغيرنا مختطف الآن ... من له الفائدة من كل ما حصل ... أريد رؤية ابني لمرة واحدة على الأقل "

انهارت مجددا ليتلقاها بذعر ثم يتنهد مستسلما و يحملها عائدين إلى مارسيليا ...

♪♪♪♪♪♪♪♪ الميتم ♪♪♪♪♪♪

نزع الطبيب آخر ضمادة و ابتسم له بحنان ...

" حسنا صغيري آلبرت ... طالما لم تبكِ ابدا هذه الحلوى جائزتك "

فرح الصغير كثيرا و حشر قطعة الحلوى في فمه بسعادة غامرة ...

فقدان أهل {المعدّل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن