نوڤيلا: هل يُزهر خريفي؟ ✨
- لعلَّ كُـل ما يوّلد في الرّبيع يموت ذات خريف ،
لكن هذا العشق ليس لهُ اوان..
#جلال_الدين_الرومي
--لا زالت تنظر إليهما و هي فاغرة فمها، ليس بدهشةً.. بل بنظرة خيبة ظهرت جلياً فوق غلاف مقلتيها اللامعتين!..
إرتفعت دقات قلب ريان الواقفة أمامهما و بداخل روحها طفلة صغيرة تشعر بها داخلها تجثو بترجي طالبة بكوّن كل شيء كذباً..
و أن يتبخر سم الإدراك المخزي الذي نشأ بداخلها ما إن رأتهم ، و سمعتهم!..
تناظر هي ميران برجاء بينما الدمعات الساخنة قد ترقرقت من مقلتيها؛ لا تريد أن يكون قد كذب عليها ، لا تريد كونه كذبة..!
و لكن مقلتيه التان أنزلهما عنها بخزىٰ قد ضربتها في مقتل..! كشعور صدأ مُقيت تشبع في حلقها.. و هي تدرك بنظراته تلك الحقيقة!
بينما ماثيو يناظرها بمقلتاه الزرقاويتين بخوف ، لا يعلم هو كم مقدار ما سمعته منهُ و حتىٰ أنهُ من كم توترهُ حالياً لا يتذكر و لا يعلم إلىٰ قدر تكلم ،
هو لا شعور يرافقه الآن سوىٰ شعور التوتر.. تكلم ماثيو سريعاً بينما العرق يتصبب منهُ مبتسماً بسماجة كانت تجذبها يوماً ما:
" روڤان حبيبتي، لقد قلقنا عليكِ كثيراً.. السيد سلڤادور يبكي بحرقة منذ أيام بعد سماعه بما حدث لـ سابين و قلق عليكِ حد الموت و انا أيـ.. "
-" أصمت..! "
صوتها الحاد الذي قاطعه بشراسة عنيفة قد قاطع حروفه المتقطعة؛ بينما ميران ناظرها و شعور غريب يجتاحه و هو يراقب حالتها العصبية في ثانية و عروقها تكاد تنفجر بعد أن كانت تناظرهُ كالتماثيل منذ ثوانٍ بلا ردات فعل ،
همّ ميران للتوجة إليها ناوياً تهدئتها بخوف حقيقي عليها ، إلا أن ريان قد تراجعت إلىٰ الخلف و هي تمنع إياه من التقدم واضعة كف يدها أمامها؛
لم تلبث ريان ثانيتان و هي تهتف بحدة بعد أن وجهت أنظارها المستشيطة غضباً إلىٰ ماثيو الواقف أمامها يناظرها بخوف؛ بينما دموعها قد إنهمرت مخذولة علىٰ الرغم من حدة صوتها :
"هل أنتما الأثنان تعرفان بعضكما؟.. هل وضعتما معاً خطة لخطفي كـ نوع من التسلية؟.. هل كان هذا أمر أشبه بالرهان..؟ "
توسعت حدقتا ميران غير مدركاً إلىٰ أي مدىٰ قد صور لها عقلها و هو ينفي برأسهُ سريعاً هاتفاً:
"ريان ماذا..! بالطبع لا "
وضعت ريان يديها فوق أذنيها هاتفة بشبه هستيرية جعلت جسد ميران رغما عنهُ يرتعش خوفاً عليه:
"توقف عن نعتي بـ ”رياان“ ! ، ثُم إن كان كذباً.. ما هي صلة علاقتكما معاً..! و ما الذي سمعتهُ أنا قبل قليل..! "
حاول ميران اتقدم إليها مرةً أُخرىٰ محاولا تهدئتها إلا أنها منعتهُ واضعة كفيها أمامهُ مستمرة بالرجوع إلىٰ الخلف.. توقف ميران مكانه و هو يشعر بشعور مُقيت مراقباً لحالة ريان.. بينما إرتجف بؤبؤ عيناه بشعور لم يستطع تفسيره..
بينما كان ماثيو يراقبها بصدمة.. لماذا يُناديها هذا الرجل بـ ’’ ريان‘‘ ! ، إلا أنهُ قد أجفل علىٰ صوتها الصارخ من بعيد:
"تكلم.. إنني مُصغية.. "
إبتلع ماثيو ريقه بخوف و نظراتها تلك لا تبشر بالخير أبداً.. التفت جانبه نحو ميران ليراه يناظره بشرر قد ألجمه.. لا يعرف كيف سيشرح لها خطته كاملة منذ أشهر هكذا بينما هو يرجف من فرط التوتر؛ خلل ماثيو أصابعهُ بين خصلات شعره الأشقر، عازماً علىٰ الإعتراف قائلاً بتوتر :
"روڤان.. قبل سنوات.. عندما وجدتني عائلتي الحقيقية.. لم يكونا أمي و أبي... أكتشفت أن والداي متوفيان منذ زمن."
نظر إليه ميران عاقداً حاجبيه بعدم فهم؛ بينما تساقط الدمع من عينا ريان و هي عاقدة حاجبيها تحاول الإستيعاب.. قبل أن تهمس بعدم فهم:
" و حماتي؟.. يعني والدتك!.."
قرّ ماثيو قائلاً و قد أخفض وجهة عنها خجلاً تتبعهم نظرات ميران:
" تكون زوجة عمي ، هما لم يرزقا بأطفال.. ظلوا يبحثوا في أي ميّتم أقبع أنا لسنوات إلىٰ أن وجدني عمي.. أكملت دراستي.. و حالياً أنا شرطي يا روڤان، لا أعمل مهندس زراعي كما تظنين. "
حسنا لقد توقفت دموعها عن الهطول الآن، هي تناظره بشرر قد أنبثق منها مواجهة زرقة عيناهُ التي أولاها عنها بخجل كطفل في العاشرة من عُمره.. ليس كـ ”شرطي“ كما أخبرها الأحمق! ؛ و روح برية أشتعلت بها و هي تتيقن أن تلك الحرباء التي أهانتها لشهور ليست بوالدته.. و هو لم يعد صديق الطفولة النقي..!
نظرت إليه ريان بقرف منتظرة متابعتهِ لـ سيل كذباته عليها.. و تشعر برغبتها العنيفة بشتمه بـ كُل الشتائم التركية البذيئة حيث لن تكفيها شتائم اللغة الإيطالية المنمقة..!
تقدمت إليه ريان هاتفة و الغضب قد تملكها :
"لماذا توقفت.. أكمل!! "
نقل ماثيو انظاره المترددة بينها و بين ميران المتحفز، ليهتف بتوتر:
"روڤان لن أستطيع أن أكمل أكثر من ذلك.. أعذريني "
همّت ريان للرد عليه و قد إشتعلت عيناها.. و لكنها لم تحسب حساب ميران الذي أنقض عليه أمامها متمسكاً بياقة قميصه.. هاتفاً بشراسة متلأكة:
"إن كنت تريد الخروج من هنا سالماً.. برأيي أكمل. "
نظر إليه ماثيو بكُره علىٰ الرغم من إرتجافه قبل أن ينظر حوله متأكداً من خطورة المكان الذي ألقىٰ نفسهُ فيه و هناك الكثير من المسلحين خارجاً..
بينما تقدمت ريان بحزم لتبعد قبضتا ميران عن قميص ماثيو؛ نظر ميران إليها ليراها توجة أنظارها الباردة نحو ذلك الماثيو داعية إياه ليكمل حديثه بغيظ قد لاحظه هو.
بينما أردف ماثيو و الشعور بالذنب يقيده قائلاً:
"علمتُ من مصادر ما في عملي أنها جزء من أكبر عمل خفي شهدتهُ روما منذ سنوات لتصدير و إستيراد الممنوعات بشكل غير مباشر..
أي إنها كانت المتحدث الرسمي معهم، كما أنها جعلت من إسمها الحركي ” ريان “..
كانت صديقتك ذكية بشكل لا يصدق.. تستطيعين القول أنها لعوبة محترفة، تقوم بتغيير شكلها إلىٰ النقيض مئة و ثمانون درجة كل مرة كي لا يتم التعرف عليها.. و لولا أنني أعرفها منذ أيام الميّتم لما أستطعت التعرف عليها في البداية؛ كُـلفت أنا بتلك المهمة.. لذا قررت أن أستقر في ڤينيس أولاً.. و أعثر علىٰ سابين؛ قدمت نفسي إليها أولاً و حاولت التودد و التقرب منها.. لم أكن لأستطيع جمع معلومات عن ما تفعله بطريقةٍ أخرىٰ..؛ و لكنها كانت أذكىٰ.."
-"و بالطبع لم تجد سوىٰ صديقتها الساذجة.. علها تمتلك بعض المعلومات هي ايضاً..! "
كان ماثيو يسترسل في الحديث إلىٰ أن أجفلهُ رد روڤان؛ بينما عضلات ميران قد إشتدت و هو يشعر برغبته الدموية تشتعل تجاة هذا الحقير..
نظر ميران بطرف عينه إلىٰ ريان التي تقف جانبهُ ليراها منكسة رأسها بشكل قد أشعل رغبتهُ بإسقاط ماثيو صريعاً بعد قتله..
و لكن ريان كانت بعالم أخر غيرهم.. هل ما سمعتهُ صحيح..؟ هل صديقتها طعنتها حيّة!!
أنت تقرأ
هل يُزهر خريفي؟
Adventureتتوالىٰ الفصول؛ و يحين موعد فصل الخريف أخيراً.. من بين نواحي إيطاليا؛ تحديداً ڤينيسا.. عندما تتقاطع طرق تلك الراقصة المشعة بالحياة.. روڤان و قد كانت كما إسمها، مع الشخص المظلم الملطخ بالسوداوية.. ميران. هل يقع إنسان بحُب مختطفهُ؟ حكاية مستحيلة بقد...