Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
أقف على السور الصغير فاردةً ذراعيّ،وبدلاً من التحليق أهوي بجسدي للأسفل،تتناثر اوراق الخريف البرتقالية من حولي لتتبعثر في الأرجاء،أستنشق عبق الخريف.
"جيهو،ستجرفين مانثرتيه و الآن" سمعت صوت والدي المستاء من استلقائي على كومة الأوراق،والتي اخذ يجرفها طوال الصباح "عُلم" قلت أضرب تحية عسكريه،وهو حملق فيّ بسكون قبل أن يغادر.
"You could be my only star" غنيتُ بصوتٍ عالي بينما اجرف الأوراق المبعثرة في الأرجاء "You could be the moonlight" صوتٌ ظهر من العدم،الصوت الذي لا أمانع في سماعه طيلة حياتي..دو كيونغسو.
"مالذي تفعله هنا؟" سألت اتكئ بيدي على المجرفة التي احملها "كُنت مارًا لأريك امرًا" تبسم بلطف
"ماهو؟" "أترافقيني لرؤيته؟" ولما لا؟ تركت الأوراق كما هيّ وتبعت كيونغسو،سيكسر أبي المجرفة على رأسي،وبدلاً من غنائي سيسمع الجيران مواعض ابي الغاضب.
صعدنا للتلة حينها،أشد معطفي الخفيف محيطةً به جسدي،الرياح هُنا أشد برودة لكنها أكثر إنعاشًا.
الشمس التي تتوارى خلف الشجرة الضخمة،و الأرجوحة القديمة المعلقّة بها،وجه كيونغسو الماثل أمامي و الهواء يداعب شعره الذي أصبح أكثر طولاً وكثافه.. يبدوا المنظر وكأنه مسروق من لوحة أثريه.
اقترب كيونغسو بشبح إبتسامة على وجهه جاعلاً من قلبي يخفق بشده،خاطفًا انتباهي "قبل عدة اعوام مضت،الطفل الذي يخاف البقاء بقرب أقرانه،والذي دخل الى المدرسة باكيًا في يومه الأول،ظهر له شهاب صغير،دون أن يدرك
أصبح يحب الذهاب للمدرسة،أصبح اكثر جرأة للتحدث مع الأخرين،وكان السبب هو طفلة أخرى،تُدعى جيهو"
تراجع قليلاً يقف بقرب الشجرة "عندما كان يبكي،اقتربت منه لتُخبره أن لا يبكي،لأنه سيصبح الصديق الذي ستعتمد عليه مستقبلاً..ولأنه شعر بالسعادة أن احدهم سيعتمد عليه،هو توقف عن البكاء"
بينما كُنت منغمسة في صوته،كيف يتحدث عن الماضي،تعابير وجهه المتغيرة والسعيدة،انحنى ممسكًا بعلبه "وبجانب صديقته الأولى نمى كيونغسو،بينما تنمو مشاعره معه،نضج ايضًا و مشاعره أصبحت ناضجة كذلك" تابع بإبتسامة واسعه
"وبعد دفن مشاعره لسنوات،قدمت جيهو ميدالية بطريق اليه،مما دفعه للتفكير كثيرًا،عمّ إن كانت تشاركه مشاعره،وقرر أن يؤمن بتلك الفكرة" مع كل كلمة خرجت منه كنت امتلئ بمشاعري،والتي بالكاد أتشبث بها قبل أن تفيض..تقدم مني مادًا العلبه
"أصبح يتدرب يوميًا ليُعد هدية تحمل مشاعره،وعندما انهاها،هو قرر أن يظهر من العدم ليأخذ جيهو للتلة"
"ورغم هدوء كيونغسو الا أن مابداخله دائمًا يعم بالضجيج قربك،جيهو،أنا احبك،كطفل السبع سنوات،و كشابٍ بالغ" امطرت مشاعره سمائي،جعلني عاجزةً عن تمالُك مشاعري
"الفرخ تُحب البطريق" تلعثمت،لم أكن أستطيع ان انطق بها بشكلٍ اخر،ليس وكيونغسو ينظر اليّ بهذه النظرة
"والبطريق سيعتني جيدًا بالفرخ" قال ضاحكًا،عانقني ليطغى دفئه على برودة الجو.
جلستُ على الأرجوحة لأفتح هديته،كنتُ عاجزةً عن التعبير،عن مدى امتناني لحبه،وكل الطرق التي أدّت اليه. "لما الفرخ قصير" تمتمت انظر للكوب الذي قدمه لي،وعلى رأس مقبضه مجسمٌ لفرخ صغير،لم استطع التعبير حتى عن مدى اندهاشي من اتقانه لما صنعه.
"ليحتويه البطريق جيدًا" قال بنبرة دافئة،واضعًا قُبلةً على جبيني.
