الفصل الثاني (الجزء الثالث)

54 9 3
                                    

.
.
.
.
.

بعد اسبوع

تجلس وحيدة ضامة قدميها لجسدها تحدق بتمعن و تركيز في اللوحة المعلقة في الحائط و كأن حياتها تدور حول الخطوط الملونة التي تزينها

وجه المرأة الحسناء نفسه الذي يتردد في أحلامها و اسمها الذي صار يتردد على اذنيها كل صبح و مساء

حياتها صارت ملجأ لحيوات الملايين و مصيرها صار درعا يحمي مصائر هذه الأرواح،لم تعد حياتها ملكا لها
بين ليلة و ضحاها صارت تلك الضفة التي تلقى بها السفينة متنعمة بالأمان بعد أن كانت تتقاذفها الأمواج

لكنها صارت هي التائهة بين عواصف ذهنها و كيانها، بين عقلها الذي ينفي كل لحظة عاشتها هنا و كل ما سمعته منهم و قلبها الذي يتلو عليها كلمات تحدثها بسحر يحيطها و يحكي لها عن ما أجمله مصير مادام كان مرتبطا بالانتماء و مادمت أنت الجناح الحامي

لكن إن كان الآن الكل سبيعتبرها أمانه من سيكون أمانها و ملجأها هي.
.
.
.
.
.
.
.

" لنأمل ان الامور ستكون لصالحنا بظهور البدر الأسود"

اردف احد الحكام ايثيروس بصوت اشبه للهمس و كأنه يطمئن نفسه ببضع كلمات، لقد كانت أول مرة يخاف فيها الحكام بشدة من نبوءة ما
غالبا ما لا يكون لهم موقف محدد الا هذه المرة و هذا لم يكن سوا ىمؤكدا لخطورة المستقبل و أنها ليست بحرب هينة تلك التي المملكة مقبلة عليها

استنشق النسيم البارد الذي ينبئ بفصل الشتاء الذي يطرق على الأبواب ليعود للداخل مغلقا الشرفة الواسعة

.
.
.
.
.
.

" عليك أن تعلمي يا عزيزتي ان وجودك هنا هو اختبار لك و لنا، القدر اختارك كحامية للملكة لم تعيشِ فيها يوما و حملك مسؤولية أقل ما يقال عنها عظيمة و ثقيلة.... لكن نحن نعتمد عليك... و على ارادتك و قوة عزيمتك"

استرسلت أرسيليا بصوت جاد و حنون في نفس الوقت مخاطبة اكاهي التي قد تقبلت واقعها الصعب و عزمت على ان تنجح في مهمتها
كانت كلتاهما آخذة مقعدا لها حول طاولة المكتبة

امامهما عشرات الكتب الضخمة منها و المهترئة
مدت ارسيليا يدها لأحد الكتب العريضة التي بانت على صفحاته القدم و الزمن
بكل حرص فتحته بهدوء لخرج من بين صفحاته الأولى

" هذا الكتاب هو خطوتك الاولى في هذا العالم عزيزتي"

اردفت بينما تحول نظراتها ناحية اكاهي دون ان تحمل رأسها من على الكتاب و تلك الابتسامة التي وجدتها الفتاة غريبة بحق

The Bloody Tears   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن