الفصل الثاني(الجزء الرابع)

55 8 1
                                    

"أبي؟"

كانت نظراته نحوي ذابلة كزهرة الخريف، بدا منكسرا اكثر حين بادر بسؤالي بصوت هادئ

" ألا تزالين غاضبة؟"

لم اقاوم نظراته التي كسرت جزء مني
أبي لطالما كان جزء من روحي و فؤادي، لم اخفي عنه شيء يوما و هو الاخر، كنا نتشارك اي شيء حول حياتنا و مشاكلنا، لم يكن فقط أبا لي، كان اخا و والدا و صديقا و حبيبا، أجد فيه كل ما يشبع روحي و هو الاخر لم يبخل علي بل غمرني بحنانه و حبه

" لا أعرف!"

اشحت بنظري بعيدا عن عينيه بينما افرك مرفقي بتوتر

انزل رأسه للاسفل ليرسم ابتسامة صغيرة و كأنه يطمئنني، هو يعلم انه حتى و لو لم اسامحه تماما فلا زلت اهتم بأمره، يعلم ان حزنه يؤلمني لذا لم يرد ان يزيدني ألما على آخر

" لا بأس... الوقت سيجعلكِ تسامحينني ربما"

اردف بهدوء ليهم بالمغادرة لكنني استوقفته

" أبي!... ماقصتك؟"

نظر لي بتساؤل و كأنه يطلب مني تفسيرا اكثر

" كيف انت تتنتمي للمملكة و تعيش في الأرض.. لقد علمت انه فقط بعض المحاربين الذين يسمح لهم ان يتواجدو في الأرض لإنجاز نوع من المهمات و كذلك حارسة البوابة!... لما انت تت..."

صمت حين ادركت أمرا كنت قد غفلت عنه، هل يعقل هذا؟

" هل؟... هل تم نفيك؟"

زفر الهواء ليمرر اصابعه بين خصلاته و قد علمت انني جعلته يتذكر امرا و ماضي يؤلمه

" إنها قصة طويلة يا عزيزتي.... لقد.. لقد تم نفيي منذ مدة من الزمن للأرض لأنني خالفت أحد قوانين المملكة "

" اي نوع من القوانين هي؟ هل خال.."

" اكاهي... انا حقا لا اريد ان اتكلم عن هذا الأمر الآن... لندعه لوقت لاحق ربما"

قاطعني مردفا بنبرة مستسلمة و متعبة و قد بدا التفكير في الأمر يرهقه بقوة لذا لم اشأ الضغط عليه أكثر لذا آثرت الصمت و كذلك هو إلى أن كسره مردفا بابتسامة صغيرة

" ما رأيك في جولة صغيرة حول المملكة؟ "

أردت الرفض مظهرة غضبي الذي لم يزل عنه لكنني لم استطع مقاومة عرضه المغري، فقد منذ قدومي لهنا لم ارى سوى شجرة عجيبة و تنينا أراد تحويلي لكباب مشوي

The Bloody Tears   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن