الفصل الثاني

1.4K 93 7
                                    

وصلوا إلى مسكنهم ولم يكن لدى أحدهم طاقة متبقية حتى إنهم رموا بحقائبهم حيث ماكانت وسقطوا نائمين من تعب الرحلة والاداء، لديهم أسبوع للراحة قبل استئناف الحفلات استعدادا لإنهاء الجولة في مسقط رأسهم كوريا، صحيح أنه أسبوع للراحة لكن ذلك لا يعني الإعفاء عن التدريبات، عليهم التدرب على الرقصات يوميا، فالاداء الجماعي لا يحتمل الأخطاء وهم بالفعل لايريدون أن يصاب أحدهم أو يخطئ، يودون أن يقدموا اداءا مثاليا ومتكاملا من أجل الأرميز الذين ينتظرونهم بلهفة.

الساعة تقترب من منتصف الليل، وحتى بعد خلوده إلى فراشه، لم يستطيع جين أن ينام فورا، تقلب في فراشه وبقي يفكر ويستمع إلى دقات الساعة التي تكسر صمت الليل قبل أن يغلبه النوم أخيرا.
ومع كونه نام متأخرا إلا أنه استيقظ قبل البقية، اليوم سيتجهون إلى التدريب متأخرا لذا لا يتوجب عليه أن يوقظ الأعضاء الآخرين، يجب أن ينالوا قسطا وافيا من الراحة والنوم.

لقد تدربوا كالمعتاد ولم يحتج مدربهم أن يشرف عليهم طوال المدة، لقد قاموا بالرقصات مؤخرا في الجولة، لذا لم يأخذ من جهدهم كثيرا وانتهوا أسرع بمدة من موعدهم المعتاد، استغل جين هذه المدة للتدرب على جزء خاص من الرقصة، سأله هوسوك إن كان يود منه أن يبقى معه لكن جين لم يرد من الراقص أن يرهق نفسه أكثر، مع أنه بالفعل قد تطور في الرقص وأراد منه رؤية ذلك ومدحه، لذا طلب منه أن يغادر مع البقية ويرتاح، كما لم ينسى كعادته أن يذكرهم ألا يسهروا طويلا ويخلدوا إلى النوم باكرا، أكد الأمر على صغار الفرقة تايهيونغ وجونغكوك الذي بقي يشتكي طوال الطريق حول الأمر.
عاد جين إلى المسكن، دلف إلى المطبخ من أجل شرب الماء، طعامه كان في الثلاجة وقد ذكره جيمين في محادثة الدردشة أن يسخنه ويتناوله حين يعود، لم يستطيع إكمال وجبته كله، جين عزا الأمر إلى كونه غير طازج وبارد قليلا، بدلا من ذلك شعر برغبة فجأة في تناول شيء حلو.
كان كسولا ولم يستطع أن يمشي بضع خطوات إلى غرفته من أجل تغيير ملابسه والاستحمام، لذا استلقى على الأريكة في غرفة المعيشة وأخذ يتصفح هاتفه، غفى قليلا واستيقظ ثانيا، هذه المرة أخذ بخطواته إلى غرفته ونام.

مر الأسبوع بين التدريبات والمناقشة مع أعضاء اللجنة الكبرى ورئيسهم من أجل العودة القادمة، مع كونهم لم ينتهوا من جولتهم بعد، إلا أن نامجون ويونقي قد انتهوا من كتابة نصف أغاني الألبوم بالفعل، تبقت خاصة الأعضاء الفردية لكتابتها، لذا دوما بعد انتهاءهم من التدريب يتوجهون إلى غرفة التسجيل من أجل إنهاء أغانيهم.

غدا هو اليوم الذي سيستأنفون فيه حفلاتهم، كانوا بداخل مسرح الملعب الذي ستختم به الجولة من أجل التدريب النهائي على المسرح وكشف الصوت.
حين أتى دور جونغكوك من أجل أغنيته الفردية(يوفوريا)، جين الذي كان يجلس في المقاعد الأمامية يستمع إلى غناء جونغكوك، راقب بحرص أعضاء الطاقم وهم يربطون حزام الخصر ويتأكدون من سلامته من أجل الجزء الخاص الذي يرتفع به جونغكوك أثناء الأداء، في البداية حين طلب منهم جونغكوك أن يقوم بهذه الحركة لم يوافق أحد من الأعضاء، كونه سيتأذى لكن جونغكوك كالفتى العنيد الذي هو عليه استطاع إقناعهم بل وأداها بشكل سلس حتى، لا ينكر جين مدى إعجابه بشغف الأصغر في تجربة كل شيء جديد، هذا هو جونغكوك الذي يضع كل قلبه في أي شيء يفعله، كل شيء يفعله يكون بارعا للغاية، هذا هو الماكني الذهبي خاصتهم موهوب وشغوف ومتهور قليلا مع أنه لا يقصد إقلاقهم أبدا.
لذا كان كل شيء على مايرام عندما ارتفع حول الملعب، راقبه جين وهو ينتهي من غناء الأغنية ويستعد للنزول، هنا تماما حين توقف وعلق الحبل فوق المسرح ببضع مترات، وجونغكوك قد أزال الحزام بالفعل بينما يظن أن الحبل سينزل به إلى الأسفل كما يجب، جين الذي لاحظ الأمر استقام من المقعد صارخا لكنه تعرقل،وجونغكوك كان بالفعل قد سقط على أرض المسرح بينما صرخته ملئت الجدران الفارغة، الأعضاء الآخرون لم يعلموا عن الأمر إلا بعد صراخه، حين هرع طاقم العمل إليه، وصل جين إليه لكن الطاقم الطبي الخاص بهم قد توجهوا به إلى خلف المسرح، لقد رآه جين يبكي، بالنظر إلى المسافة التي سقط منها والأرضية الرخامية لابد أنه تأذى كثيرا، الأعضاء الآخرون وصلوا إليه وأمطروه بالأسئلة لكنه كان مصدوما ومرتعبا من الأمر، تحركت ساقاه وركض خلف المكان الذي ذهبوا إليه بجونغكوك.
انتهى الأمر بجونغكوك بساق متورمة والتواء بالكاحل، لم يحدث كسر لحسن الحظ، لكنه سقط بكامل ثقله على ساقه اليمنى فحدث ماحدث، السبب الذي كان الأصغر يبكي من أجله ليس الألم، بل لأنه علم منذ اللحظة التي سقط بها أنه تأذى ولن يستطع الأداء والرقص، جونغكوك دوما ما كان حساسا ناحية أداءه وغناءه، وكثيرا مابكى خلف المسرح لشعوره أنه لم يؤدي على أكمل وجه بينما الأعضاء لا يجدون عيبا في الأداء، الأصغر كان دوما ما أراد أن يبذل جل جهده من أجل أن يرى الأرميز أداءا مثاليا متكاملا، والآن كونه لن يستطع الرقص غدا، كان منزعجا من نفسه كثيرا، بانقتان لم يضييعوا لحظة للثناء عليه وتهدئته.

Awake | KSJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن