الفصل الثالث

1K 61 5
                                    

مع كونه متعبا جدا من تدريبات اليوم ورأسه المثقل بسبب البكاء، لازال يستمر بالاستيقاظ كل حين وآخر، لا يعلم ماخطبه لكن النوم يأبى أن يزور عينيه، لديهم يوم حافل غدا وعليه استجماع طاقته من أجل ذلك، لكنه لايستطيع، صوت دقات الساعة في الغرفة توتره، لا بل تزعجه، هكذا: تيك توك تيك توك، لم يتحمل ذلك طويلا فاستقام من سريره وذهب لينزل الساعة عن الجدار المرتفع ثم أخرج البطارية منه، وضعها على طاولته الجانبية وارتعشت يداه وأخرج نفسا مهتزا لم يكن يعلم أنه يحبسه، عاد لفراشه وتكور على نفسه، ضئيل جدا، أصبح لا يشغل سوى ربع سريره، وحاول العودة إلى النوم، لكن الآن وبكون تفكيره قد هدأ قليلا بدأ بالقلق على جونغكوك، سيتوجب عليهم تشتيت انتباهه على المسرح حتى لا يحزن كونه سيكون على الكرسي طوال الحفل.

كان ذلك أثناء الجزء الأخير من أدائهم الجماعي، حين انتهى من الأداء، خطى إلى خلف المسرح وأوشك أن يسقط مترنحا وإن لم يسانده طاقم العمل بالأسفل لكان سقط من السلالم.
كان قرارا سيئا أن يظل يدور ويقفز على المسرح ضاحكا حول جونغكوك، ومع كونه عطشا إلا أنه منع نفسه من شرب الماء حتى لا يصاب بالغثيان فهو يشعر بالدوار.
ربما لهذا عندما قام بأداء آخر أغانيهم ضمن الحفل، تحشرج صوته قليلا، ومن ثم أصدر المايكرفون خاصته صوتا حادا، كان الأمر مخيبا له، لم يستطع أن يغني جملته الوحيدة بالأغنية، وفي الجزء الأخير حيث يجتمعون لأداء الرقص، شاهد تايهيونغ أمامه بينما يؤدي (البريك دانس).
قلبه انقبض في مشاعر متعددة، الخيبة وربما قليل من الحسد؟ شعر أن الوقت قد تأخر على أن يحزن على الأمر لكن مثل الأمس تغاضى عن جميع أحاسيسه سوى من تأنيب ضميره لأنه أراد بداخله هذا الجزء الخاص بأحد إخوته.
عند إلقاء نامجون للخطاب ختاما للحفل، اقترب جين من جونغكوك ووقف خلفه محتضنا إياه ، هوسوك وتايهيونغ بالفعل يقفون حوله، بينما جيمين ويونقي كل على جهة من جانبي نامجون، يونقي يستمع إلى كلماته بينما جيمين يغيض نامجون ويحاول لمس غمازته كل حين وآخر.
ارتجف جسد جونغكوك بين يدا جين، كان يبكي وحان دوره لإلقاء كلمته، بينما اجتمع البقية حول جونغكوك ومد من استطاع منهم يديه عابثين بشعره تشجيعا له.
وبعد نهاية المسير إلى جميع جوانب المسرح وتوديع المعجبين، وقفوا في المنتصف للانحناء هرع جين ليقف بجانب الأصغر وامسك يده مبتسما له بوسع، وحينها سحبت يداه الأخرى، كان تايهيونغ بجانبه الآخر ولم يعي جين مقدار شده ليد تايهيونغ، اعتذارا على كل أفكاره بداخله نحوه.
حين نزولهم إلى الأسفل ازداد الضجيج حولهم، الألعاب النارية وهتاف المعجبين وأصوات طاقم العمل، في هذه اللحظة والشعور الذي ملأ قلب جين برؤيته للمعجبين يهتفون من أجلهم، يستمعون بكل حواسهم إلى أصواتهم وأغانيهم، يصنعون العديد من المفاجآت لهم.
لحظة جين المفضلة بينهم هي تلك عندما يحاول قراءة الكلمات التي يرفعها المعجبين ويلوحون بها، قصيرة جدا، جملة واحدة أو اثنتان لكنها تبدو كل التي يحتاجون إليه، كأنه رد لأفكاره وأسئلتهم في أنفسهم، الأضواء الصغيرة الملونة تتحرك يمينا ويسارا، الموسيقي والكثير من الأوجه التي تبدو مألوفة حتى إن كان جين يراهم لأول مرة، هم يسيرون بجانبهم في نفس الطريق، شعور أن يغني كلمة وهؤلاء الآلاف يكملونها عنه ومعه، أن يتحدث عن الشيء الذي حدث قبل أيام أو شهور لكن هؤلاء يعلمون عنها ومتلهفون لسماعه ، متلهفون لرؤيته، أحب سوكجين هذا وكثيرا.
في هذا المكان المظلم الملون يبدو كل شيء متصلا ببعضه، كأنه من كيان واحد، حدث جين نفسه: لم يبالغ نامجون أو حتى جونغكوك عندما أطلقوا عليهم اسم كون مصغر، المجرة، النجوم، ومتجر السحر، هذا ماهم عليه الارميز.
شعر جين أن قلبه سيلامس السماء وسيطير عن جسده من السرور الذي ملأه، إنه يحب أن يغني ويؤدي من أجلهم، رؤيتهم متحمسين ومليئين بالمشاعر مثله تفرحه جدا، في تلك اللحظة لا يهمه غير السبعة الذين بجانبه، والآلاف والملايين الذين أمامه، هذا عالمه وكونه، هؤلاء كلهم نجومه وسماؤه وفضاءه.

Awake | KSJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن