Chapter •29•

8.8K 1.1K 1.3K
                                    

•••

الأمـَان، كلِمةٌ واحدة بسيطة لكنها تعني لنا الكثير، فقد تستقر في موطِنٍ ما، أو بين طياتٍ ذكرياتٍ ما، أو ترتبطُ بشخصٍ معيّن.

شخصٍ يحيطُك بأمانه دون الأنينِ بألمٍ من الأسهُمِ التي تخترِقُ ظهرهُ الذي يُعتبَرُ الجدار الذي يحميكَ و يُوفّرُ لكَ ذلك الشعور...

شعور الوطن دون أن تكونَ بموطنِك، و شعورَ الذِكرى دون أن تكون لكَ ذِكرى، و شعورَ الدّفئ الذي تفتقِدُه.

قد نملكُ جميعاً ذلك الشخص، و قد لا نملكُ سوى أنفُسنا التي تقُاومُ الرياحَ القوية المُحمّلة بالصّعاب، و المحاوِلَة جاهدة لقطعِ ما تبقى من خيوطٍ شبهِ متصلة تتمسكُ بالأمل...

أو رفعنا نحو الأعلى بين الغيومِ لتذوقِ لذّة الحريّة، و الحُبّ، و الحياة!

لكن، الرياح لا تكونُ على طولِ السنة، و الصّعاب و الألمُ لا يستمِرّان، كما أن السعادة لا تدومُ أيضاً، و الشخصُ الذي لطالما إعتبرناهُ سندنا الوحيدَ قد تأخدُه الرياح مِنك يوماً ما.

ليس لأنها قاسية و تريدُ تعذيبك، بل لأنكَ لن تكون الشخصَ الذي يحصلُ على الأمانِ طوال الوقت، و لن يكون سندِك الشخص الذي يتألم وحيداً أيضا.

فقد حانَ دورُك، لتسقُطَ و تقِف من جديد، تركضَ و تتعثّر، تواجِه السهام المُؤلمة، فأنتَ لم تولَد لتضع حياتكَ بيدِ شخصٍ آخر دون أن تذوقَ طعمَ السقوطِ الحُرّ و العودة للطيرانِ من جديد بعدما كُنتَ على وشكِ الوقوع.

...

وقفت يي سو تقطعُ الأشواكَ من بعض الأزهار في حين تنظّفُ الأعشاب الضارة و هي تدندن ببعض الألحان.

الجوُّ كان صحواً بعض الشيء و ظهرت أشعّةُ الشمس و قد إنعكست على الثلوجِ لتبدو كالرذاذِ اللاّمِع و النقيّ...

«يي سو!»

توقّفت مكانها فور سماعِها لذلك الصوتِ و وضعت ما بيدِها ثم إستدارت بهدوء

«هـ-هـانغ يول؟»

أردفت بتردد ناظرة نحو الشابِ الذي يرتدي ملابس الجنود الكورية في حين يقف إلى جانب حصانِه.

«كيف حالُكِ يي سو؟»

مسحت يديها بملابِسها و توترت في التقدم أوالتحدث أو العودة للخلف في حين تقدم هو بإبتسامة ليدخل من الباب

«لم أكن أعلمُ أنكَ ستعود اليومَ من الجيش..!»

هز رأسه و قد وقف أمامها ليُردف قائلا

Black Bearحيث تعيش القصص. اكتشف الآن