الفصل الأول

6K 110 20
                                    

الفصل الأول

تململت في فراشها بثقل تفرك عينيها بتثاؤب تدلك فروة رأسها بخفة؛ ثم نفضت الغطاء للجانب ونهضت من الفراش متوجهة نحو المرحاض قاصدة أخذ حمام بارد تنعش بها نفسها غير عابئة أنها لم ترى زوجها الجديد منذ أسبوع ولم تكلف نفسها عناء الاتصال به والسؤال عنه ؛ قاطع سيرها نحو المرحاض هو رنين الجرس المتواصل فسحبت شالها لتغطي كتفيها وسارت نحو الباب بملامح ممتعضة

وجدت رجلا ينظر لها بملامح جامدة ؛ ثم سألها عن هويتها قائلا :
انتي خديجة غفران .

ضيقت عيناها بتساؤل عن هوية ذلك الجامد؛ ثم أومأت برأسها هاتفة بامتعاض ظهر علي ملامحها :
أيوة أنا

أمسك بورقة في يده هاتفا بخشونة:
جوزك سامح مدكور باعت ليكي ورقة طلاقك امضي هنا بالإستلام .

أصابتها الدهشة مما يتفوه به الرجل ؛ وامتدت يدها بألية تمسك القلم وتخط امضائها تأكيد باستلام قسيمة طلاقها ثم تناولتها منه وأغلقت الباب بوجهه بصفاقة فشتمها لاعنا اليوم الذى عمل به ورؤيته لتلك النساء جميلة الملامح بغيضة الاسلوب .

ألقت القسيمة علي الطاولة بحدة ثم تناولت هاتفها لتحادثه ؛ وهي تسبه بعنف علي ما فعله بها ذلك القمئ وعندما لم يأتيها الرد ضربت المقعد أمامها بعنف فسقط علي الارض الصلبة محدثا صوتا عاليا
وقفت تحاول تهدئة أنفاسها الثائرة في محاولة فاشلة منها لكبح غضبها .

دقائق مرت حتي استمعت لصوت رنين الجرس مرة أخرى فتحت الباب علي الفور لاعتقادها أنه طليقها الحقير ؛ ولكنها وجدته رجلا أخر يصحب زوجته وأولاده معه يخبرها بحدة أن تخلي الشقة فسامح طليقها قد باعها له وقبض ثمنها .
انكمشت ملامحها بذعر فلا يمكنها العودة مرة أخرى للعيش في الحارة تحت سطوة جدها توفيق غفران والألعن منه اللعين صالح .

مر يومان علي ما حدث وكانت قد انتقلت للعيش مع صديقتها حسناء التي تقطن بحي راقي برفقة والدتها المتعجرفة ؛ ولكنها لم تستطع الصمود أمام والدة حسناء فاضطرت للبحث عن مكان أخر تذهب اليه ورأت أن المكوث بفندق جيد سيكون مناسبا لها تلك الفترة حتي انقضاء عدتها والعثور علي رجل أخر توقعه بشباكها وتتزوجه لتعيش علي أمواله .

مرت الأيام وانقضت عدتها ومعها أعلنت نفاذ أموالها التي ادخرتها مسبقا وذهب أخر أمل لها في الزواج بأخر بعد أن فشلت في العثور علي الزوج الخامس معلنة هزيمتها واضطرارها الي العودة لشقة أبيها الراحل برفقة والدتها التي يأست من اصلاحها .

تنهدت بيأس ثم دلفت لتلك الحارة البغيظة التي تجثم علي صدرها كحجر صلب؛ وتنفست بضيق وهي تقف أمام احدى المباني القديمة نسبيا والذى وضع عليه لافتة قديمة قد جار عليها الزمن فأصبحت بالية كمشاعرها مدون عليها أكثر عائلة تبغضها
(منزل عائلة غفران)
دلفت بوجه ممتعض وملامح يعلوها النفور لتصعد للطابق الثالث حيث شقة والدتها ولحظها العثر تكن الشقة مقابلة لشقة صالح غير عابئة بنظرات الاحتقار وأيضا نظرات الافتتنان التي توزعت بين رجال الحارة منهم من ينظر لها بنفور ومنهم من ينظر لها نظرات الذئب الجائع مستعدا للإنقضاض علي فريسته متى حانت اللحظة المناسبة .

رواية القلب يهوى قاتلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن