الفصل الخامس

2.5K 65 4
                                    

الفصل الخامس:-

من أنا بعد ليل الغريبةِ؟
ذاتَ يَوْمٍ سأجْلِسُ فوق الرَّصيف.. رَصيف الغَريبَةْ
عانِقيني لأُولَدَ ثانيَةً
من أنا بعد ليل الغريبةِ؟
في الرَّحيل أُحبك أَكْثَرَ
إنَّ هذا الرَّحيل سَيتْرُكُنا حُفْنَةً منْ غُبارْ..
مَرَّ الْخَريفُ عليّ وَلَمْ أَنْتَبهْ
للْحَقيقَة وَجْهان، وَالثَّلجُ أَسْوَدُ فوق مَدينتنَا
لَمْ نَعُدْ قادرين على الْيأْس أكْثرَ مما يَئسْنا..
والنِّهايةُ تَمْشِى إلى السُّور واثقَةً مِنْ خُطَاهَا
فَوْقَ هذا الْبلاط الْمُبلِّل بالدَّمْعِ، واثقةً مِنْ خُطاها
                                 "نزار قباني"

كانت تركض ذو القلب المرح ركضا علي الدرج سعادتها لا توصف بانتهاء فترة امتحاناتها ودراستها بعد أن كانت تقيم ببيت للطالبات بسبب ابتعاد محل اقامتها عن جامعتها ولكن اليوم أتمت تعليمها الجامعي وتخرجت من كلية التجارة لتعود مرة أخرى راسمة البهجة علي ثغرها فسترى حبيب القلب والروح مرة أخرى بعد غياب دام لشهر ونصف بسبب امتحانات السنة النهائية وليالي المذاكرة الكئيبة ورفضها العودة للمنزل حتي تنتهي من كل شئ غافلة عن أحلامها الوردية التي قضي عليها قبل أن تتحقق وبخرت في الهواء فلم يعد لها وجود فحبيب القلب والروح أصبح ملكا لأخرى أكثر شراسة ستدافع عنه مهما حدث.

دلفت خديجة شقتها بهدوء تزيل دمع عيناها بيدها ورأسها يدور به عشرات الأفكار هل تترك حياتها تسير كما خطط لها القدر تنتظر ما سيحدث بخنوع ورضا بالنصيب أم تتمرد مرة أخرى وتترك المنزل كما تركته دوما ولكن هناك ما تغير ذلك الدفء الذى افتدقته دوما شعرت به هنا..الأمان الذى حرمت منه حصلت عليه يكفيها أنها تنام أمنة وسط كنف عائلتها حتي لو كانوا يبغضونها وصالح ذلك القاسي
موقنة بشدة أنها هي من تجعله يشيط غضبا
هي من تخرج الثور من عقاله ماذا سيحدث ان عاشت حياتها معه كزوجة مطيعة هل سينقص من كرامتها شيئا ولكن كيف تتعامل معه وهو يكرها بشدة يبغض الظروف التي أوقعتها بطريقة
"حمقاء أنت يا خديجة فذلك الذى يكرهك ويبغضك من وجهة نظرك ما هو الا عاشق قديم لك منذ الصغر فرفقا بعاشق فقد الأمل بعودة معشوقته حتي وهي أمامه لا يثق ببقائها لجواره "

خديجة..خاؤها هو الخوف بعينه من فقد الذات ودالها هو الدلال كله والأنوثة الناعمة وياؤها هي الملكية لكل ما تقع عليها عيناها وجيمها هو جمال الشكل وتاؤها هو أجمل ما يزين اسمها كما يزين القمر السماء......

طرقات شديدة علي باب الشقة جعلت تلك المرأة تشتاط غضبا وتعقد حاجبيها بضيق من هوية الطارق الا أنها عندما أبصرت تلك الناعمة الواقفة أمامها ضحكت عيناها قبل ثغرها ورقص قلبها طربا قبل أن تجذبها اليها في عناق شديد اشتاقت له كثيرا فابنة القلب عادت فرحة العائلة اسمها فرحة ووجودها فرحة

قبلتها علي سائر وجهها فضحكت ذات القلب المرح هاتفة بسعادة
كفاية يا ماما كفاية

ابتعدت عنها والدتها ببطئ تنظر لوجه ابنتها البشوش ثم جذبتها للداخل كي ترى والدها

رواية القلب يهوى قاتلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن