و توقف احمد عن الحديث ، و طافت على شفتيه ابتسامة غامضة كأنه عاد يعيش تلك الدقائق من حياته ، ثم عاد الي و قال :
" و لست بمزعجك بالتفاصيل . فلقد استمرت صحبتنا ، و تطورت، و تزوجت برندا بعد ان انهيت دراستي و عدت بها معي و عشنا ، و ما زلنا ، اياما و سنوات سعيدة رغدة ، الا ان الطعام و المناخ و الاولاد قد افقدت رندا الكثير من جمالها ، فلم تعد فتاة العشرين ربيعا التي عرفت ...
و هنا تحسس محمد صلعته و قال ساهما :
- و من منا ظل على شبابه ... ثم استطرد يقول : و لا شك ان الناس يتساءلون في بعض الاحيان : كيف تزوج محمد مثل هذه المرأة ؟ الا اني اعرف لماذا تزوجتها و لماذا ما زلت احبها ، و كلما رأيتها احسست بقلبي يدق و بفمي يجف ، و بشمس حزيران تملأ رأسي نورا و موسيقى ... انها شبابي المحىوم العطش الذي لاقى نبعا يرتوي منه و انسانا ينقذه من وحدته و عزلته ، و يجعل من حياته سكينة دائمة و طمأنينة لا تبرح .و قال احسان : و لم استطع الا ان افهم قول محمد ، و اكبر فيه -- بل و احسده -- على هذه العاطفة الصادقة التي لم ينل منها الايام و الليالي ، و اعجب باخلاصه لشبابه و ذكريات شبابه ، لا يخونها و لا ينساها . و على انه ادرك السعادة و انه لن يتخلى عنها و لو اجمع البشر على انتقاده و التقول عليه
الحب ليس من اجل جمال او مال الطرف الأخر ، بل يأتي عندما يشبعك شريكك العاطفة و الحنان الذي انت بحاجة اليه ⚜
أنت تقرأ
شمس حزيران
Romanceثُمَ جاءَ بِكَ القدرُ إلي لِتطفو على سطحِ أيامي كأزهارٍ مُجفّفَة ولِأفتحَ لكَ أساريرَ قلبي وأُسطِرَ بِكَ تاريخَ حُبٍ لم يُكتب إلاّ معك ولم يوَّرِد إلآّ بِك. فمنذُ مجيئِكَ وشجرةُ الياسمينِ داخلي، عادت لِتنمو والرّبيع يا عزيزي أصبحَ على مشارفِ الوصول،...