المكان: حي شيبويا, طوكيو.
الزمان: الخامس من يونيو, 12:54 ظهرا.
داخل تلك الشقة الواسعة, والتي رغم مظهرها الفخم والمترف هي قد حملت طابعا بسيطا في الأثاث والمقتنيات داخلها. كانت قد مرت سابقا بمجزرة كبيرة, إلا أن قاطنها قد قرر بعد مدة أن يتوب زيقوم بترتيبها, وإظهار حسنها. حتى يستطيع البشر العيش داخلها.
داخل إحدى صالاتها الواسعة, وعلى الكنبة المريحة, والتي قد اعتادت على حمل ساكن هذا المكان. جلست آياكو نصف واعية تحمل بيدها كوب قهوة ساخنة -رغم كون الجو حارا- إلا انها أحبت الدفئ المنبعث من الكوب.
بشعر مبعثر طائر في السماء كأن صاعقة ضربتها, وبملابس نومها الزهرية اللطيفة. ظلت قابعة أمام التلفاز الذي يذيع آخر الأخبار الحصرية. عن الفن والإقتصاد خاصة.
فقد استيقظت منذ بضع دقائق فقط, وقد قررت أن تنعم باليوم كله راحة. تقضيه بالنوم والأكل والعبث في الأرجاء. ولا ننسى اللعب رفقة قطها الظريف 'تاو'. فاليوم أول أيام العطلة -محبوبة الجميع-.
ومازالت على حالها ترسم العديد من المخططات الفارغة -والتي تمحورت حول عدم فعل أي شيء- وهي تبتسم بسعادة غامرة, وتعصر بين يديها قطها المسكين. ليرن هاتفها القابع على الطاولة, مخرجا إياها من وهمها الجميل.
كرمشت وجهها بحنق. فمن ذا الذي يجرأ على الإتصال في يوم مقدس كهذا؟ لتحرك يديها -وقد لعنت تحت أنفاسها- على الطاولة بحذر شديد من تحطيم مبتغاها. لتمسك في النهاية نظارتها الزجاجية وترتديها, قبل أن تحمل هاتفها -والذي كان بجانبها منذ بالداية- وهي تقرء الإسم بهدوء.
شقت الإبتسامة وجهها, وقد غاب العبوس عن وجهها اللطيف بعد سماعها للخبر في الهاتف.. لتسارع بالنهوض من مكانها قافزة نحو غرفة نومها, وقد أصبحت واعية أكثر بمحيطها. وقد قامت بركل هرها المسكين بالخطأ المحظ.
.
.
.
المكان: دينيتشوفو (الحي الأوروبي)، طوكيو.
الزمان: الخامس من يونيو, 02:32 عصرا.
داخل غرفة فخمة غلب عليها الأزرق الداكن مع بعض الأثاث الأسود. تكور جسد تحت العديد من الملاءات وسط السرير الوثير. وبجانب رأسه على الطاولة القريبة, وضع كوب ماء وبعض الأدوية وهاتف نقال.باشر الغاربي في حملة السعال دون هوادة, هو يشعر أن حلقه قد جرح بالفعل من كثرة سعاله. وقد أزعجه الأمر كثيرا, خاصة أنه لم يستطع النوم براحة كما يحب. وحرارته المرتفعة تزيد الوضع سوءا.
![](https://img.wattpad.com/cover/224624963-288-k970427.jpg)
أنت تقرأ
موسيقى عمياء
Romance"حِين أخْبرَتنِي أنّها قد وَجدَت في عيْنيَّ لوحَتهَا المفْقودَة، كنتُ قد أَقرَرتُ فِي دَاخِلي أنَّها سيمْفونيَّة روحِي المحبَّبة ..!" -لا أسمح بأي اقتباس أو سرقة. وأي تشابه في الأعمال ماهو إلا وليد الصدفة.