المكان: شيبويا، طوكيو، متحف بونكاروما للفنون.
الزمان: الثالث والعشرون من ماي، 04:17 عصرا.
تربعت الشمس على عرشها وسط السماء قبل ساعات قلال، فالعصر قد حان وحان معه موعد إفتتاح المعرض الكبير.
ليس وكأن كل سكان طوكيو يحبون الفن واللوحات المرسومة، لكن بمجرد ذكر إسم الرسام العالمي والمعروف أيضا بوسامته 'إيكيهيتو سوواري' سيسارع الجميع كالقطيع نحوه.
تسير بهدوء داخل ذاك الرواق المكتظ وهي ترسم ابتسامة لطيفة على ثغرها، بفستان أبيض ملائكي عاري الذراعين مزركش ببتلات زهور الياسمين البيضاء، يزينه ثوب حريري بلون سماء الصبح يمتد على طول الذراعين، تاركا كتفيها الناعمان دون ساتر.
تعبث بأطراف شعرها البندقي بأناملها ببطئ، تبحث عن ضالتها دون كلل أو ملل، غير آبهة بالمشاعر الجياشة التي خلفتها في نفوس من مر بجانبها أو لمحها ولو عن بعد.. هي ملاك جامح مثير نزل ليزرع الفتنة في القلوب، يكاد المسحورون بها يقسمون على رؤية أجنحة عظيمة تنبثق من ظهرها. أما هي فقد كانت فتاة بريئة لا تدري عن ما تملك من سحر وتأثير.
"مرحبا بكم جميعا! شكرا لزيارتكم معرضنا المتواضع" قالت بهدوء وبصوت رقيق رنان وهي تنحني للأمام قليلا كما تجري العادة. سارعت الفتيات من الوفد في الإندثار كسرب نحل من جهة باحثات عن الرسام الوسيم 'سوواري'، أما الفتية فقد ظلوا يحملقون في هذه الملاك الصغير كتماثيل حجرية.
"آكاي-كن، سوزومي-تشان، ميساكي-كن سعيدة بقدومكم" قالت مميلة رأسها بطفولية ليسارع الأشقر الهتاف بمرح وهو يطوق رقبتها بذراعه القوية "بالطبع سنأتي عزيزتي، فأنا لن أضيع أي مناسبة تكون نسبة الحسناوات كبيرة بها. وأيضا متشوق لرؤية تحفتك التي تغيبتي بسببها شهرا كاملا عن الجامعة.." ختم جملته وهو يبحث بعينه هنا وهناك عن فريسته كصقر جارح.
"آ..آكاي" صوت ضعيف خرج ليلفت إنتباهه آياكو التي تختنق بين يديه, سارع بإفلاتها ليباغته صوت حاد من خلفه
"ني-تشان، هل تهيئ لي أم أنك لوهلة كنت تحاول خنق ياكو-بايسين* في يوم مهم كهاذا؟" قالت سوزومي وهي تمسك كتف أخيها بقوة، وقد رسمت على وجهها ابتسامة سفاحة متعطشة للدماء.
(ملاحظة: بايسين*
هي طريقة أقل احتراما لقول سينباي)"لا، أنا فقط.. كنت أحاول.." ظل يتمتم وهو يعود للوراء بخوف، "هذا حقا فعل مشين آكايي~ " قال ميساكي وهو ينفي برأسه حسرة على هذه التربية الفاسدة.
"آياكو-تشي، أخبريهم أنني لم أقصد الأذية!" قال برعب وهو يسمع همسات الزوار وهم يطالعونه بدنياوية، "أنا حقا مصدومة للغاية!" قالت ياكو وهي تخفي عينيها الغارقتان بالدموع.
أنت تقرأ
موسيقى عمياء
Romance"حِين أخْبرَتنِي أنّها قد وَجدَت في عيْنيَّ لوحَتهَا المفْقودَة، كنتُ قد أَقرَرتُ فِي دَاخِلي أنَّها سيمْفونيَّة روحِي المحبَّبة ..!" -لا أسمح بأي اقتباس أو سرقة. وأي تشابه في الأعمال ماهو إلا وليد الصدفة.