الفصل السابع

48 7 43
                                    

المكان: تايتون, طوكيو, جامعة طوكيو للفنون.

الزمان: العاشر من ديسمبر, 10:07 صباحا.


مرت بالفعل أكثر من ستة أشهر على ذكرى ذاك الصيف الماطر. ذكرى تلك الليلة اللطيفة خلدت عميقا داخل قلوب كل من الرفقة الأربعة. لتليها ليال أخرى مشبعة باللطف والحب أمضوها معا. توطدت علاقتهم وصارت أعمق من ذي قبل. ترابطت قلوبهم وأرواحهم معا. أصبحت علاقتهم أنقى وأسمى من ما كنت عليه. متشاركين السراء والضراء. كأنهم شخص واحد.. فقد  أمسوا أصدقاء!

وكمى جرت العادة, على تلك الطاولة الخشبية في الزاوية -والتي كانت في ما مضى أكثر الأماكن هدوءا- يجلس الثلاثة الصاخبون, أو إن صح التعبير إثنان فقط. وقد أصبحت أصواتهم العالية وضجيجهم أكثر شيء بديهي ومنطقي داخل حرم الجامعة.

يجلس ميساكي بهدوء مقطبا حاجبيه بانزعاج, بجانبه آكاي الذي يخرج كل ثانية من حقيبة ظهره شال صوفي ليضعه على عنق الغرابي الذي بات شكله أشبه بكرة شاطئية.

أمامه آياكو والتي تسأله كل ثانيتين إن كان يشعر بالبرد وقد أحضرت له ثلاث كؤوس من الشوكولا الساخنة, وقد حاولت إحضار المزيد لولا رفضه التام.

"الرحمة يا إلاهي! ألى تتعبان بحق الله؟! أكاد أختنق داخل هذه الملابس!" زمجر هو بغيض وقد ذاق درعا من طنين رفيقاه فوق رأسه.. وقد خيلا إليه للحظات أنهما ذبابتان مزعجتان.

كتفت آياكو يدهيها إلى صدرها, وعقدت حاجبيها بغيض. وقد شاركها آكاي الفعل "لا أريد إعادة ذكرى ذاك الصيف المخيف. لقد كاد قلبي أن يتوقف فزعا!" أعربت آياكو ببساطة وعفوية, وقد جعل هذا الأخير -الإعتراف- قلب ميساكي يخفق بشدة. ولوهلة تسائل هل يمكن لوقع الكلمات أن يكون بهذه القوة؟!

"نعم بالفعل! حالتك تزداد سوءا كلما اقترب الشتاء, فما بالك ونحن في شهر ديسمبر؟!" قال آكاي بدوره وهو يحرك يديه بعشوائية وآياكو بجانبه تؤيد كلامه كطفل صغير.

نظر ناحيتهما مطولا وقد ظنا أنهما نجحا في إقناعه, ليقلب عينيه بملل وهو يهشهما كما الذباب. وقد جعل تصرفه هذا الآخاران يكرمشان بغيض.

بيد أنهما قد اعتادا على تصرفاته الوقحة, هما قد قررا تجاهله وجذب أطراف الحديث مع بعض. وقد راقه الأمر إذ انغمس داخل ملابسه الدافئة وهو يتناول طبق من حلوى الإيماغاواياكي*. وقد كان صاحب الفكرة طبعا الثنائي أمامه, كونه يلبي شروط السلامة في نظرهما -يقدم ساخنا-.

"وما بال الديجور إذ شد الرحال مهاجرا؟" قالت بثبات شديدة عابثة بأطراف شعرها الذي قد صار يلامس كتفيها, وعيناها مثبتة على الذي أمامها كطير مفترس. "كطير السنا قد مل الحضيض مجلسا" أجاب الأشقر مواريا بصره عنها, فعيناها دوامة تسحب الجميع. فهل ستضل على حالها آمد الدهر؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 14, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

موسيقى عمياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن