الفراشة والجليد

متابعة وتواصل

قبل أسبوع أو أكثر كلفنا بمشروع معا فطلب مني حساباتي على الأنستغرام والتلغرام ليقوم بمتابعتي

ليستطيع من خلاله التواصل معي لم يكن في أول الأمر يبادر برؤية كل ما أقوم بنشره بل كل ما يفلعه

سؤالي عن موعد الأمتحانات والمشروعات الدراسية بعد أسبوعين أكملنا المشروع ولم نتكلم بعدها

لأسبوعين في تلك الفترة كنت أشعر بمزاج جيد لأنشر عن الحب والغزل وقام الكثير بسؤالي أذ كنت أملك

حبيباً أم لا لكني كنت أكتفي بلا وضحكة لكنه لم يكن يرى تلك المنشورات أبدا لكنني لم أهتم لذلك.

قبل ساعتين من الأن نشرت منشوراً عن أيهما أكثر أهمية الحب أم الصداقة وشدت على أهمية الصداقة

قام برؤيته لكنه لم يعلق على كلامي.

7:00 صباحاً

تناولت فطوري وخرجت مسرعة لأستطيع الوصول قبل وقت المحاضرة كونها تبدأ في الساعة الثامنة

وصلت الى هناك وكان هو أول شخص أراه كأن يبدو جميلا وذو هيبة بملابسه السوداء وتسريحة شعره

فقد قام برفع شعره الى الأعلى فبدأ أكثر طولاً وأكثر هيبة ويرفع أكمام قميصه مظهراً وشومه الغريبة

فهي تبدو كأسم شخص باللغة الهندية أو لغة أخرى لم أتبينها وعضلاته حكاية أخرى تحكي أياماً طويلاً

من التدريب والرياضة وعيناه تبدو أكثر أشراقاً من أي وقت مضى كان ينظر في عيني وكأنه يخوض معي

حديثاً تبوح به عيناه وكأنه عاجز عن النطق أمام عيناي فهو يبدو مرتبكاً عكس عيناه التي تنقل الي حكاية

غرام وأشواق وهيام والجميع لحظ ذلك لكنه لا ينطق حرفاً ليعبر عما يكنه لي من مشاعر وأحاسيس.

فلو أستمعت الأ عيناه لقلت أنه حفيد روميو ولو أنظر فقط اليه سأتجمد أنا ومشاعري الى الابد، فأيهما

أصدق لا أعلم رغم أني من أشد المصدقين بلغة العيون لكني لا أستطيع تصديق عيناه ولهفتها تجاهي

وتكذيب بروده وأهماله في وقت ما وأهتمامه في وقت أخر وربما خوفاً من أن أبني أمالأ ثم تتحطم جميع

أمالي بقسوة فأتحطم معها وربما خوفي من الأيمان بالحب ثم أتلقى صفعة على وجه أيماني وصدقي

لذلك سأمحو أي أثر لحبه في قلبي حتى الأعجاب سيأتي الوقت الذي سأنهي فيه ذلك الأعجاب من عقلي

فأنا لا أريد أشغال نفسي سوى بدراستي ونجاحاتي ونفسي ولن أسمح لأحد بالدخول الى قلبي ويعث

فيه فساداً وتدميرا فأنا أمراة عايشت الكثير من الآلم والخيبات ولم يعد هناك متسع لمزيد من الآلم و

والخذلان.

رحبت به بقليل من البرود وتحدث معه قليلا عن بعض المشاكل الدراسية ثم تركته وأتجهت نحو النادي

بأنتظار ملاك وتاج فهن لم يأتين بعد شربت قهوتي وأنا أتصفح هاتفي وبعد خمس دقائق كان الأثنتين

واقفات أمامي.

هند: جئت أخيرا

ملاك وتاج: ماذا نفعل كان الطريق مزدحما

هند: كيف جئت معا وطريقكن مختلف!

ملاك وتاج: لقد التقينا عند الباب

هند:  والان هيا بنا فالمحاضرة على وشك الأبتداء

ملاك: لازلتي تحبين الدخول أولا

هند: بالطبع أنا كذلك

أتجهنا الى قاعة المحاضرة ونحن ننتظر الأستاذ ونتحدث معا بعد عشرة دقائق جاء الأستاذ وأبتدأت

المحاضرة وبعد نصف ساعة من بدء المحاضرة جاء كرم مع أصدقائه دخل وجلس مع أصدقائه على جانبي

الأيمن وكنت أشعر به ينظر بأتجاهي لكنني حاولت تجاهل الأمر ونجحت بعد ساعتين أنتهت المحاضرة

والمحاضرة الأخرى بعد ساعة من الأن ذهبت مع ملاك وتاج لتناول الطعام فأنا جائعة فلم أتناول سوى

القليل جلسنا على أول طاولة فارغة وجدناها أخذنا ننظر الى قائمة الطعام لنختار ما نريد ونحن كذلك

رأينا كرم وأصدقاؤه يدخلون وهم ينظرون بأتجاهنا جلسا في طاولة على جانبنا الأيسر فرحبنا بهما ثم

طلبنا طعامنا وبدأنا بتناوله بهدوء ونحن نتحدث بأحاديث عشوائية ونتجاهل وجود كرم واصدقائه أنتهينا

من الطعام وعدنا الى الجامعة مرة أخرى ودخلنا أخر محاضرة لهذا اليوم لكن كرم لم يتواجد في تلك

المحاضرة.

اليوم بدأ كرم يشاهد كل ما أقوم بنشره ويتواصل معي بين فترة وأخرى من أجل الأمتحانات والدراسة

بالطبع لكن أجد أحاديثه غريبة وبها لغز ما وكأنه يريد أيصال شيئاً ما لكن لم أستطع فك شفرات كلامه

المبهم رغم أنه قد يبدو للجميع عادياً لكني أستطيع أن أرى هالة الغموض والتشفير في كل كلمة يكتبها.

وأنا لا أخطى في شعوري أبدا فطالما يحصل كل ما أشعر به وأنا أرى أن كل فعل يقوم به معي ورائه

الكثير من المقاصد والغايات والرسائل المشفرة ويوما ما سأستطيع فك تلك الشفرة.

‏احذر من الشخص الذي تشعر مرة أنه أقرب من وريدك.. ومرة كأنه غريب، يتركك بقوقعة تساؤلات ضخمة وسيلٍ جارف من الحيرة.