مؤسف

262 11 25
                                    

"أغار عليك جداً حتى أني أتمنى لو أستطعت تخبئتك وسط قلبي بعيداً عن الجميع فلا تنظر أحداهن اليك ولا
يمس الخوف قلبي من أن تحب أخرى وأكون أنا جزءاً
منسياً، أنت لي فلا تنظر لسواي فأنا أجن عندما تناظر نجمتيك أمراة أخرى، أحبك"

لقد أحببتك منذ أول يوم كنتِ تبدين كزهرة متفتحة في
أول الربيع بملابسك الحمراء وتتصرفين برقة كرقة
نسمات الهواء منذ ذلك الوقت ونبضتي لكِ أنتِ لقد جننت بك من اليوم الأول لكنني خفت الأعتراف خوفاً
أن تظنين أنني أحاول التلاعب بكِ وبمشاعرك وأيضا
أنتِ لم تكونِ منتبهة لي لذلك لم أعترف لك لكنني كنت
أموت غيرة كلما أراكِ تتحدثين وتبتسمين مع غيري وأنا لا أستطيع أن أكون قريباً منك مثلهم لذلك قررت أن
أنسى حبك وأبحث عن أخرى تحبني ولكنني لم أستطع
تجاوز حبك ونسيانك.

تحدثنا حتى أخذنا النوم ونحن نتحدث فلم يغلق أي منا
الهاتف، أستيقظت في السادسة صباحاً ووجدت الخط
مازال مفتوحاً فصلت الهاتف عن الشاحن ثم ناديت على
كرم لاعلم أن كان قد أستيقظ أم لا لكنه كان نائماً وعندما
أردت أغلاق الهاتف فأجاني صوته المبحوح والخشن
والذي يسبب الأضطراب لنبضاتي

-صباح الخير حبيبتي

-صباح الخير حبيبي

-لاول مرة أسمعها منك كم أنكِ ظالمة وباردة

-أنا الباردة أم أنت وأيضا هل تريد الجدال منذ الصباح

-طالما أني سأستمع لصوتك اللطيف لوقت أطول لا أمانع الجدال طوال الوقت

-سأذهب لتجهيز نفسي وأنت أيضا جهز نفسك وأذهب
مبكراً كفاك عبثاً

-تأمرين يا أميرتي

جهزت نفسي وذهبت لتناول الفطور مع والدين قبلتهما
وبدأت بتناول الفطور وأنا أتبادل معهم الأحاديث ثم أتجهت نحو الجامعة وعندما دخلت أنصدمت بما رأيت
هل هذا حقيقي، هل يقوم كرم بخيانتي، أتجهت له

-هل هذه الثقة التي منحتك أياها

-أجلسِ لأشرح لك

-ماذا ستشرح لي أنني مغفلة أنني وثقت بك

-هذه ندى أبنة عمي وجاءت للتعرف عليك لأنها لم تستطع القدوم لخطبتنا

شعرت عندها بالحرج لأنني تسرعت بالحكم وقلت كلاماً
مبالغاً به لكن ماذا أفعل لذلك الخوف المتربع في قلبي
ويجعلني لا أثق بأحد، أعترف أنني أخطئت وجرحته لكن
عليه أن يتفهمني لقد مررت بتجارب جعلتني لا أستطع أن أثق بسهولة لذلك كان الموقف كبيراً علي لاواجهه في هذا الوقت فقد أخبرته بالأمس أنني أثق به ثم أجده
مع أمراة أخرى فماذا عليه التفكير غير أنه خذلني وخان ثقتب به، سأعتذر له بطريقة جيدة وأمل أي يتقبل
ذلك الأعتذار، قاطع حديثِ مع نفسِ صوت ناعم ورقيق
يعود لندى أبنة عم كرم

-مرحباً بكِ هند أنا ندى أبنة عم هذا البارد المزعج

-مرحباً بكِ ندى وأعتذر لما حصل قبل قليل

-لا عليكِ يا هند حصل خيراً

-سررت بلقائك يا ندى أسمح لي يجب أن أذهب لصديقاتي فلدينا محاضرة بعد قليل

-سررت بالتعرف اليكِ، الى اللقاء

ذهبت هند لملاك وتاج ليفكرن معها بطريقة رائعة للاعتذار لكرم، أخبرتهن بما حصل وطلبت منهن التفكير
بطريقة فأخبرنها أن تتصل به عندما تعود للمنزل حتى
لا يشتد الخلاف بينهما وبدلاً من أن تنشغل بطريقة جميلة للاعتذار أن تفكر جيداً بما ستقوله له فأحياناً الكلام يغني عن كل شيىء خاصة لو كان علاقة بين
شخصين وموضوعاً يتعلق بالثقة هنا الكلام أهم من أي
فعل

أنهت محاضراتها بذهن شارد تفكر بكلمات مناسبة لتشرح موقفها دون أن تؤذيه أو تسبب له جرحاً فربما
ما فعلته وما قالته صباحاً قد جعله يظن أنها لا تثق به
لكنها تقسم أنها ليست كذلك

دخلت منزلها وقبلت والدتها لكن كان واضحاً أنها تعاني
من خطب ما فسألتها والدتها ماذا بها فأخبرتها أنها
ستخبرها حالماً تبدل ملابسها، أبدلت ثيابها ثم أتجهت نحو المطبخ

-لقد حصل سوء فهم بيننا أنا وكرم ولا أعرف أن كان سيتقبل أعتذاري أم لا فقد جرحته بكلامِ
أخبرتها بما حصل بالتفاصيل فهي ليست والدتي فقط بل
هي صديقتي وأختي وجنتي

-عندما ننتهي من الغداء أتصلِ به ووضحِ له موقفكِ ولماذا فعلتِ كل هذا لا تدعِ الخلاف يطول أكثر من ساعات فكلما طالت فترة الخلاف كلما زادت الفجوة بينكم وعندها يستحيل حل الخلاف فكل منكم سيرى أن
الأخر لا يستحق ثقته وعندها لا ينفع لا الحب ولا العواطف الأخرى فالثقة هي بوابة الحب والعاطفة

بعد ساعتين جاء والدي وبدأنا بتناول الغداء وعندما أنتهينا أتجهت نحو غرفتي وأتصلت به لكنه لم يرد علي
في الثلاث مكالمات الاولى وفي المحاولة الرابعة جاءني
صوته البارد الخالي من أي عاطفة

-مرحباً

-مرحباً حبيبي كيف حالك

-لقد رأيتيني صباحاً وتعلمين كيف حالي ولا أظنك أتصلتي لتسأليني عن هذا

-أعتذر حقاً منك لم أقصد جرحكِ أو أشعارك أنني لا أثق
بك لكن ماذا أفعل أن كنت أغارا عليك بشدة، ماذا أفعل أن كانت تلك النيران قد سيطرت علي ولم تدعني أفكار بأي أمر أخر، ماذا أفعل أن كان قلبي لا يحتمل رؤيتك مع أخرى، أن لم أقل ذلك الكلام لأنني لا أثق بك بل لأنني جننت عندما رأيتك جالس مع أخرى، أنا أثق بك يا أميري لكنني أغار والأنثى عندما تغار تتصرف بجنون
أنت ملكي فلا أحتمل رؤيتك في عين أمراة أخرى.

-سأقبل لأعتذارك لأنكِ قلبي ولا أحد يعيش دون قلبه وأيضا كيف لي أن لا أقبل أعتذاركِ بعد كل تلك الاعترافات اللطيفة ملكتي، ما رأيك أن نخرج غداً سوياً

-موافقة لكن أين سنذهب

-مفاجئة يا جميلتي، والأن أذهبِ لترتاحي قليلاً

-أحياناً تكون لطيفا لدرجة أنك تجعل قلبي يرتجف

-لطيف معكِ فقط يا نجمتي المضيئة


أتمنى البارت ينال أعجابكم

الفراشة والجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن