منذ شهرين وأنا وبشكل دائم أحلم بكرم بأحلام تبدو حقيقية جدا فحلمت مرة به يمسك يدي
ويخبرني أن أنتبه جيدا لنفسي كنت أشعر بلمسة يده وكأنها حقيقية ومرة أخرى حلمت به على هاوية
جبل وهو يعترف بحبه، لم أكن أفهم سبب تلك الاحلام ولا ما هي ماهيتها ولا لماذا هذا الشغف بالتفكير
به وحده وكأنه لا يوجد في الحياة سواه، من غير المعقول أن أحب فأنا لست أمراة تؤمن بالحب ولا أنا
ممن أتبع قلبي فقط فمنذ أول خذلان وأنا عاهدت نفسي أنني لن أتبع قلبي فقط بل ما يتفق عليه
قلبي وعقلي وضميري وأعماق روحي فأنا أمراة روحانية تؤمن بالروح أكثر من أي شيئ أخر. لم يكن
أحد يعرف بتلك الاحلام سوى ملاك فأنا لا أثق بسواها لكنها لم تكن تساعد بشيئ سوى أخباري أنني
وقعت بالحب وهذه الاحلام نتيجة لتفكيري به لكنني كنت أنكر ذلك فأنا أعلم أنني لست شخصا خلق للحب
وأعتقد ربما لن يعجب أحد بأمراة مجنونة مثلي، أمراة لا تحب المسؤولية ولا تجيد التعبير عن مشاعرها
كنت متخبطة جدا ومبعثرة منذ بدأت أفكر به لكنني أحاول محوه من تفكيري ،كان صعبا تناسي شيئا
يستمر عقلك بتذكيرك به دون أن تستطيع التحكم بكل ما يعرض بدماغك، لم يكن بيني وبينه سوى السلام
والدراسة لكنه أستعمر حياتي كما لم يفعل أحد من قبل وأحتل أغلب فكري دون مقاومة، لكني بالطبع
لن أحبه كيف لي أن أحب باردا قد أتجمد قربه وكيف أحب شخصا قاسياً مثله، شخصا كهذا يصعب التعامل
معه، شخصا بغموضه وهالته تلك سيكون من الصعب فهمه .
الساعة السابعة من صباح يوم السبت
أفطر مع عائلتي بعد أستحممت وأبدلت ملابسي فاليوم هو اليوم الاول للكورس الثاني وبشكل غريب
أشعر بالتوتر وكأنني لا أعرف أحدا، أكملت أفطاري وذهبت الى الجامعة دخلت قاعة محاضرتي وسلمت
على الجميع ثم جلست في مكاني بأول القاعة فأنا أحب هذا المكان أكملنا المحاضرة الاولى بكل ملل
وبعد أن نام العديد من الطلاب، فلم نعتد بعد لا أجواء الدراسة بعد تلك العطلة.
كان كرم يجلس على جانبي الايمن وكان مشغول بالكلام مع أصدقائه لكن يبدو على وجه التجهم والانزعاج
والعصبية وكأن مر بيوم عصيب لكنه لم يفقد هالته الغامضة والباردة حتى بالنظر الى عيناه لن تستطيع
فهم ما ذا يشعر هذا الرجل وبماذا يفكر وما الذي مر به ليكون بتلك التعابير بدل تعبير الجمود المعتاد
يبدو أنه شيئا يخص عائلته أو حبيبته فرجل مثله ما الذي سيهمه سوى أشخاص هامين ومؤثرين بحياته
فهذا الرجل المتجلد لن يبالي سوى باشخاص مقربين ويمتلكون مكانا في قلبه.
الان الساعة الواحدة ظهرا وأنا الان بطريقي الى المنزل سرت وأنا أفكر بكيف ولماذا أفكر بكرم ولماذا
أهتم، وما الذي يجعلني أحاول تفسير تصرفاته وأستكشاف متاهة غموضة، هو حقا كالمتاهة بالنسبة لي
فكلما أجد طريقا لاكتشاف شيئا عنه أجد الطريق مغلق وكلما حاولت الخروج من فضولي تجاه اجد نفسي
داخل متاهة أكبر، ماذا فعلت لتحتل جزء كبيرا من تفكيري ،لكن لن أستسلم لشعوري هذا فأنا أدرك
جيدا الاختلاف بينا وأدرك جيدا أنني لن أستطيع التفاهم معه لو يوما أحببته أو فكرت بالارتباط به
وأيضا أعلم أنه ليس ملكي ولن يكون ملكي أبدا، وليس من مبادئ تدمير سعادة أحد لاشيد فوق خرابهم
وتعاستهم سعادتي وأيضا لا أحب مشاركة شخص أحبه مع أخر، لذلك لو كنت أمتلك أي شعور حب تجاه
سأحاول بكل ما أملك من قوة وأصرار محوه من أفكاري وقلبي ،فالحب بالنسبة لي الاحترام والتفاهم
وشخصا يشابهك بالاهتمام والمبادئ وما دامه ليس كذلك فمن المستحيل أن أسمح لقلبي أن يحبه.
أنت تقرأ
الفراشة والجليد
Romanceماذا سيحصل لو التقى شخصين مختلفين تماما أمراة مرحة وتنتقل كالفراشة في الحقول ولطيفة وجميلة ورجل بارد ومتملك وذو كبرياء عالي أو ربما هذا ما يحاول أظهاره فهل سيذوب الجليد يوما ما أم ستموت الفراشة وهي تنتظر الربيع.