"امي ان هاري يبكي مجددًا" تحدث زين بنبره مُغلفه بالنوم نظرًا لاستيقاظه علي صوت بكاء اخيه النائم للمره الثانيه علي التوالي لم تقوي فلورا علي التحرك ليكرر زين الحاحه قائلا "امي افيقي انه هاري يبكي وهو نائم مجددًا"
فتحت فلورا عيناها بصعوبه "ماذا يحدث زين ؟"
" يا امي اخبرك انه هاري يبكي من جديد"
تنهدت فلورا ثم نهضت قلقه من عاده طفلها الغريبه تلك تري ما الذي يجعله يبكي كل يوم تحاول ان تأخد منه كلمه ولكن الشيء الذي يثير حيرتها انه يستيقظ متناسيـًا كل ما حدث
عانقت فلورا هاري مسدت علي شعره تتمتم" لا تبكي يا صغيري امُك هنا ،انني هنا يا صغيري لا تقلق"لتبدأ في غناء تهويدته المفضله بصوت عذب هاديء "السنوات التي سبقتنا الآن مخيفه وغير معروفه لم أتخيل قط انني سأواجههم بمفردي أتمنى أن تمر هذه الاشتيه الالف بهدوء ، أنني أحبك، أنني أفتقدك، أتمنى أن تكون كل أحلامك حلوة الليلة آمن على سريرك من ضوء القمر ولا تعرف الحزن أو الألم وعندما أحلم ، سأطير بعيدًا وأقابلك هناك ،نمّ يا صغيري واغلق عيناك الصغيرتان " انتهت فلورا من ترديد تهوديته المفضله من فيلم المُهره الصغيره ليستغرقـا الإثنان في نومٍ عميق نامت فلورا محتضنه هاردن تدعي ان يحفظ الله لها طفلها من كل شر.
امتلئت عينا هاردن بالدموع التي آبي ان يسقطها سُحقا لا يُمكن ان يكون ما رآه حقيقه!.. تعجب الجميع من حاله ليجلس ويبكي كالآطفال بكي بشده من صدمته عاد وكأنه طفل البارحه الذي يبكي ويجد امه تحتضنه وتُغني له تهويدته ولكنها ليست هُنا وهو لم يعد طفل ولم يعد مسموح له البكاء وقتما شاء وقف الجميع ينظر له بتعجب ليكسر الجو المتوتر صوت مالك قائلا "ما بك يا رجل تبكي كالاطفال ماذا حدث!"
"هاردن ماذا حدث لا اتذكر ان هُناك شيء سيء حدث لك ام انك يا فتي تندم لانك انضممت لنا!" اردف نايل ليشاركهم لوي بالحديث "ما بك هاردن!"
افاق هاردن من بكائه ليستوعب الموقف لقد كسر حاجز الشخصيه القويه امام الجميع لقد رأي الجميع شخصيته الهشه التي يُبكيها ابسط الاشياء ولكن كيف له ان يصمد بعد ما رآه! لقد شعر وكأن عالمه بأكمله انهار تمني ان يكون ما في باله حقيقه ولكن هو يعلم حتمـًا نتائجه المؤلمه نهض تركهم و اسرع في المغادره وسط أعين الجميع المتعجبه لم يعلم ما يُمكن ان يفعله هو مُرهق للحد الذي لا حد له تري هل ما رآه مجرد وهم ؟.. ماذا ان كان حقيقه! سار في شوارع مدينته بلا وجهه فقط سار وكأنه يحادث كل شيء في تلك الشوارع عن همومه وما يُبكي روحه شعر بأعراض نوبات التوتر خاصته توجه الي بيته خوفـًا من ان تأتيه تلك النوبات وحده فور ان دلف الي البيت ترك العنان لعيناه جلس ارضـًا بكي مره اخري انهالت الذكريات عليه بلا رحمه نهض وقام بتكسير كل شيء امامه تبـًا انها نوبات القلق من جديد صاح وكأنه يُلقي همومه بالصياح شعر بالتعب جلس علي الارض احتضن نفسه لتتعالي شهقاته تزامنـًا مع صوت طرقات الباب هدأت شهقاته بينما لافيندر بالخارج تُحاول الحصول علي المفتاح البديل للمنزل وقفت ل دقائق لتتذكر انه أخبرها يومـًا بوضعه الدائم للمفتاح اسفل تلك المزهريه امام الباب اخذته لتتسع عيناها من هول المنظر
هاردن مُلقي ارضـًا يحاوطه اثاث المنزل المحطم مُحتضن نفسه بينما ينتفض من شهقاته الخافتة اسرعت اليه متفاديه بعض الزجاج المُتناثر ارضـًا لفت انتباهها صوره لطفلان بينهما والده هاردن ويبدو عليها الصغر ولكن الصورة محطمه بجانبه.
عانقته لافيندر بشده بينما تُحرك يداها صعودًا وهبوطـًا علي ظهره يُقال ان تلك الحركة تُساعد علي الهدوء لم يعارض هاردن ما فعلته فـهو مُرهق للغايه وعناقها ذاك كان اشد ما يحتاجه في تلك اللحظه.
تعجب مالك مما حدث جلس يراجع احداث ما حدث في اليوم لم يجد شيء ما يستحق التحول الذي حدث لهاردن ذاك!
"لم يحدث شيء يا رجال تابعو الاحتفال" تحدث لوي ليعود الجميع الي ما كانو يفعلوه
جلس ثلاثتهم صامتين لدقائق كل منهم ترتسم علي وجهه آثار التعجب من الحدث قرر نايل كسر الصمت متحدثـًا
"يالهي يا شباب ماذا حدث! ، هل فعل ايا منكم شيئـًا ليجعله في تلك الحاله! انا لم احادثه حتي! "
" لا نتذكر ان هناك شيء حدث الحفله لم تبدأ بعد لا اعلم رُبما هو مريض نفسي او ما شابه لقد حذرتك مالك ولكنك لم تستمع لي" تحدث لوي ببرود واضح في نبرته ليستفز نايل في صمت تام من مالك
" يا رجل هل تعتقد ان جميع الرجال بلا مشاعر مثلك! فقط لانه بكي قليلا ولا نعلم السبب جعلته مريضـًا نفسيـًا؟"
سقطت جمله نايل علي لوي كـمُحفز البركان ليثور قائلاً" بلا مشاعر ؟، هل كُنت الولد المنبوذ دائما؟، هل عشت طفوله مليئه بالصراعات بين والدك ومعاملته الجافه لك كونه اكبر رجل عصابات ؟،هل عشت وانت مُهدد كل يومٍ بالقتل فقط لانك ابن اكبر رجل عصابات ؟ هل اباك حاول ان يقتل اعز اصدقائك امام اعينك حتي لا تتعامل معهم ؟ لا اذا لا تُخبرني عن المشاعر والحياه والاحساس بالاخرين فأن كنت انا بنظرك شخص بلا مشاعر فبداخلي انا علي درايه بشخصيتي جيدًا لا داعي لنظرتك تلك ".
" يا رفاق ما بكم اهدأو قليلا! "تحدث توم متعجبا مما حدث ومن صمت مالك المُريب
نهض مالك تاركـا اياهم في حيره من امره دون التفوهه بكلمه واحده بعد دقائق نهض الجميع معلنين نهايه حفله الاحزان و الاحداث الغريبه تلك.
دلف الي بيته ومازل ما حدث يُشغل باله جلس علي سريره امسك بالقلاده المُعلقه برقبته دائما يُحاول تذكر لما هي مُعلقه منذ زمن ولكن مثل كل مره رأسه تؤلمه دون التذكر هو يعلم ان هُناك حلقه مفقوده في قصته ويعلم جيدًا انه كان يعيش حياه ما جيده قبل حادثه خطفه اللعينه تلك تُري اين عائلته الان ؟.. كـكل يوم يجلس مُزيلا لقناع رجل العصابات البارد ويعود الطفل الفاقد لعائلته يظهر شخصيته المشوشه لنفسه مُتسائلا متي سيجد نفسه ؟.. كل منا بداخله الآف الذكريات التي تقتله كُل يوم ولكن مع مرور الوقت نجد أنفسنا ممنوعه من ابسط حقوقها وهو التعبير عن الالم تجبرنا الحياه للدخول في طرق لا نريدها ولكنها فقط مفروضه علينا.. تجبرنا الحياه ان نضع همومنا وما يؤلمنا جانبـًا للنهوض وتكرير روتينها الممل غير عابئه بحجم الالم الذي يكمن بقلوبنا في النهايه انت مُجبر علي التخطي والنهوض حتي ان لم يكن في مقدورك تخطي حواجز سريرك وهذا ما كان يدور في بال مالك حتي غط في نوم عميق.
___________________________________________
فصل قصير ويعتبر ملهوش لازمه ومفيهوش احداث كتير بس كان لابد منه مستنيه ارائكم. 💕
YOU ARE READING
غائِب
Actionرُبما تمر الساعات و يصدمنا الوقت وتمر الايام وآمالنا معلقه ليأتي الوقت هادم لكل تلك الامال بمرور السنوات ارواحنا منتظره غائِب ما.. ارواحنا مُعلقه بين ناريّ الانتظار و النسيان..