P5. مهووس الرقم 8

127 16 1
                                    





قيل في إحدى العوالم القديمة " أن نهاية كل شهر هو بداية طريق جديد من حياة البشر نحو السعادة " ماذا إذا عكس تلك المقولة، بمقولة عالمنا:

" تنبع كل بداية جديدة من نهاية بداية أخرى، وتستمر البدايات بالبدء من تلك النهايات، لكن الحقيقة هي أن النهايات لا نهاية لها حتى لو كانت نهاية لبداية جديدة، لأن النهايات خيط واصل بين بدايات النهاية، والبدايات الوسطية حتى البداية النهائية التي لا نهاية لها "

اليوم الأول من الشهر التاسع، عام 2018:
ورد للمحققة "FER" بلاغا من قيادي الشرطة العامة، عن وقوع جريمة قتل مشابهة لجريمة قتل الضحية "L" – مقطوع الرأس- . صاحب البلاغ الأول كان عاملا يعمل في شركة نشر. عند نقل البضائع الجديدة إلى مخزن الشركة، رأى جثة شخص مغطى بالدماء، مثبت في الحائط على هيئة الحرف "X". بعد منتصف الليل من اليوم، عاد "DO" من موقع الجريمة إلى غرفة التحقيق الخاصة به، غرب الطابق الأخير من مبنى "HXH". كانت الغرفة شبه فارغة من المفروشات، يوجد في منتصفها طاولة مستديرة كبيرة، شاشة لوح عريضة، ضخمة تمتد من يسار الغرفة إلى يمينها، وبضعة حواسيب أخرى في الجانب الشمالي. في الحائط الجنوبي حيث البقعة التي يضم فيها "DO" استنتاجاته الورقية عن القضايا التي يحقق فيها

" أسماء الضحايا، وظائفهم، طرق قتلهم، تاريخ موتهم، الأدلة التي جمعت من مواقع الجريمة " وما شابه من هذه الأمور. بالقرب من الحائط كانت هناك لوحة شفافة عريضة، وضع فيها "DO " تساؤلاته التي لم يصل إلى إجاباتها بعد

" دافع القاتل من ارتكابه للجرائم، عمره وجنسه، سبب اختياره لأولئك الضحايا، معنى " "BN8" وما شابه من هذه التساؤلات.

كانت "FER" تجلس في الكرسي بجانب الطاولة المستديرة، تستمع إلى استنتاجات "DO" الأخيرة، والذي بدوره كان يقف أمام الحائط الجنوبي، يربط بين الأحداث الجديدة والقديمة من خلال الملخصات الورقية.

– الضحية الأولى هو "L" رجل أتمم عامه الـ35. يعمل بوظيفة ومنصب جيد يكتسب منها قوته ليرعى والدته وجده. كما شهادة والدته: كان رجلا جيدا لم يؤذي أحدا ليكن ضده الضغينة. قُتل في اليوم الثامن، من الشهر الثامن لعام 2018 في تمام الساعة الثامنة مساء، تحديدا في يوم السبت الممطر. دون أي أضرار أخرى، اجتث رأسه عن جسده بحركة واحدة من منشار يدوي. كما الأدلة سحبه القاتل من قدميه إلى الحفرة التي اعدها لدفنه، ثم أحمى أداة نحت بشعلة لينحت على قلب الضحية، الشيفرة "BN8". بعد انتهاء الدفن و وضع علامة مشبوهة على الحفرة، أخذ الرأس الذي قطعه وترك مسرح الجريمة وراءه خاليا من أي دليل. المطر الذي كان يهطل في تلك الليلة ساعده على محو آثاره جيدا.

الضحية الثانية "A" رجل في الـ38 من العمر، لديه عائلة صغيرة مكونة من طفله الصغير و زوجته الشابة. لا شكوك حوله وحول تصرفاته وكما شهادة الزوجة لم يتدخل بأعمال تضره هو و عائلته. في يوم الأحد 2018/8/16. حدود الساعة السابعة مساء، سلك الطريق العام من منزله إلى مركز التسويق، عابرا إحدى الأحياء السكنية القديمة ومن هناك اختفى اثره تماما. بينما كانوا جنودي يحرسون منزل المتهم "H" اكتشفوا صدفة وجود جثة في قبو المنزل، والذي اُكد لاحقا أنه عائد إلى "A".

THE BLACK NOTE-المذكرة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن