#أختلاجات_عاشقه

أمنياتي

منذُ الوهلةَ الأولى في حياتي قبلَ عُقودٍ مضتْ ..
كانتْ في بالي أمنياتٌ كثيرة ..
تمنيتُ أن أكونَ مِثلَ الكثيرينَ ومِثلَ ماكانَ يُعجبني مِنَ الشخصياتِ المشهورة في كل العالم
تمنيتُ أنْ أكبرَ بسرعةٍ وافعلَ كُلَ شيءٍ وأيّ شيء
فجأة مضتْ السنوات
ولمْ أفعلْ أيّ شيء
لمْ أشعرُ حتى بالعمرِ الذي رحلَ
مضى ومضتْ تلكَ اللهفةُ والأمنيات حيثُ لاعودة ولم يتحقق منها شيء
كل مابقيّ ذكرياتٌ مؤلمة
رحلَ الصديقُ والقريبُ والغريبُ والبعيد  وضاعتْ فُرصاََ عديدة مرّتْ منْ أمامي كدخانٍ وبخارَ ماء
تركتْ حسرةً وألمً وغصةََ في صدري
مجردُ تَذكُرها يُشعرني بضيقٍ ووجعٍ في روحي
بعضُ الأحداث مرّت كأن لمْ تكنْ وبعضها
بقيّت عالقةََ في ذهني كأنها حدثتْ للتوّ
ماتزالُ حرارَتها ولحضاتُها في بالي
ياترى لمَ ..!
لمْ أعرف السببْ .. لمْ أتوصل إلى الغايةِ منْ بقاءِها إلى الآن عالقةََ في ذهني
رُبما لأنني عشتها بكلِ تفاصيلها وَبكلِ جدّية
أو لأنني تمنيتُ أنْ تدوم معيّ وتبقى إلى الأبد
أفكر الآن كيفَ ليّ أنْ أحققَ ما تمنيتُ ..؟
تُرى هل أستطيعُ أنْ أرجِعَ إلى الوراءِ وأُحققَ و لو أمنيةً واحدةً من الماضي؟
هل ستكونُ هناكَ فرصةََ من جديد !
أشعرُ بالخوفِ ، بالندم
لماذا لمْ أنتبه
مرّت أحلامي منْ أمامي بسرعة وكنتُ غافلةََ عنها
حتى أنني ذاتَ مرةٍ تمنيتُ أنْ أكون عصفوراَ كيّ أطوفَ البلاد وأرتفعَ في السماءِ وأرى كُلَ ماحلمتُ بهِ في أحلامي
أريدُ أنْ أرى البحرَ مِنْ فوقِ
أريدُ أنْ المُسَ الغيوم
أُحلقَ فوقَ الجبال وأسمعَ حفيفَ الأشجارِ
كمْ هوَ جميلٌ مجردُ أنْ أتخيلَ الأمر
ليتني كنتُ طيرََ لا بلْ ليتني كنتُ شجرََا
أو حجراً في عُمقِ البحرِ
ليتني كنتُ أيّ شيءٍ عدا كوني أنسانََ مُقيّدََ بِلا هدف
كأنني جمادٌ عاجزٌ عنْ تَحقيقِ أيّ أمنيةٍ منْ أمنياتي
أصبحتْ كلها وَهمََ وخيالََ
رحلتُ ولمْ يبقى منها سوى أمنيةٍ أخيرةٍ
وهي الرحيلُ عن هذهِ الدنيا بسلام
أمنيتي الأخيرة أصبحتْ الموتُ فقط
لعليّ أحضى ببعضِ السكينةِ والهدوء تحتَ التراب
.. ينخُر قلبي وجعاََ عميقاََ
إنه يقتلني ويعودُ ليُحييني ويعودُ ليَقتُلني تارةََ أخرى
ليتني أستطيعُ أنْ أتنفسَ بلا ألم
هل أرتحتَ الآن ؟
حتى لأنفاسي تمنيتْ
ومازلتُ أتمنى وأتمنى
لعليّ أحصلُ على مُبتغاي
ولو كُل ماتمنى المرءُ يُنال
لبُنيت قصورٌ فوقَ الجبال
رغمَ معرفتي بِكلِ هذا لكني مازلتُ أتمنى
فهذهِ هيَ أقصى أمنياتي
.....
✍️