سجينه حرة
عندما تغيب الشمس وراء الافق وما زلت مكاني ..
أدرك أنه انقضى يوم آخر و مازلت سجينه خلف القضبانِ ..ليت لو كان باستطاعتي فعل شئ لتغيير حياتي، اقلها كنت مسحت خربشات الماضي منها، كنت حررت نفسي من قضبان السجن، كنت طرت عاليا في السماء كما تطير العصافير (دون قيود)؛ كنت حلقت نحو النجوم.
أو كنت سأسبح واغوص الى اعماق المحيطات واعيش مع الاسماك دون ان اعرف ما الذي يجري على اليابسة
(كنت ساعيش بسلام).
لكني لم استطع ان افعل شئ في الماضي وها أناذا مكتوفه الايدي في الحاضر لا اقدر ان افعل حتى ابسط الاشياء وهي ان اتنفس؛ فهناك شى ما كالحجارة على صدري تضغط بقوة وقوة واكثر من مجرد قوة تقبظ لي قلبي و تجعله بحجم اصغر من اصغر حصى على وجه الارض تجعله بحجم لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ؛ تجعلني اود البكاء والصراخ باعلى صوتي،
النجددددة .......
انجدونييي.........
حرورونيييي.......
اطلقوا سراحي ......
دعوني اذهب......
اريد ان اعيش .....
لا اريد ان اموت.....
اريد ان ارى الغد......
وبعد كل هذا اسال نفسي كيف بمقدوري ان احقق احلامي غدا ؟؟؟
اقول: اريد الطيران. لكن كيف لي ان اطير وقد تقطعت اجنحتي بقضبان السجن الحديدية الحادة كالمنشار ؟
اقول: اريد ان اتحرر من هذا السجن! لكن كيف لي ان اتحرر وقد اغلقت بوجهي جميع الابواب ؟
اقول: اريد ان اغوص للاعماق! لكني كلما احاول اجد نفسي اغرق في اعماق خربشات الماضي التي اسرتني في سجن الحياة .
وفي النهاية ..
أجد نفسي ممدة على سرير من حديد ؛أبكي على وسادة الزمن تحت غطاء القدر ،ثم ادرك اني ولدت لاكون (سجينه حره) اكل- اشرب- انام- اذهب الى حيث اشاء لكن بموافقة رئيس السجن.
اخرج الى عالم جديد ومن ثم اعود الى نفس المكان الذي خرجت منه (سجن الحياة) .
وهكذا سأعيش طوال حياتي سجينه حرة في القرن الحادي والعشرون .