قصه قصيره

69 22 15
                                    

مـساء الـخـيـر.....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه القصه من اعجب القصص الذي حدثت في غابر الازمان......

....جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه
لفت انتباهي ،

شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة شديدة، شاركني تغسيل الميت وهو بين نشيج وبكاء رهيب و دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ..

ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله ... هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...

بكاؤه أفقدني التركيز في غسل الميت فهتفت به ...

- إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر
ألجمتني المفاجأة .... مستحيل ....وهذا البكاء وهذا النحيب
التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي

- نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ...
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب .... بينما واصل حديثه ...

- إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة
تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...

كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي

تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...
التحقنا بعمل واحد....تزوجنا أختين....وسكنا في شقتين متقابلتين....

رزقني الله بابن وبنت، وهو أيضاً رزق ببنت وابن....
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا، يزيد الفرح عندمآ يجمعنا،

وتنتهي الاحزان عندما نلتقي....اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة..نذهب سويا ونعود سوياً..واليوم

توقفت الكلمه على شفته وأجهش بالبكاء..أخذت أردد
،سبحان الله،سبحان الله،وأبكي رثاء لحاله...

إنتهيت من غسله، وأقبل ذلك الشاب يقبله.. لقد كان المشهد مؤثراً، فقد كان يشهق من شدة البكاء، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك للحظه..

راح يقبل وجهه ورأسه، ويبلله بدموعه..أمسك بيه الحاظرون وخرجوه لكي نصلي عليه.. وبعد الصلاة توجهنا بالجنازه إلى المقبره.. وأما الشاب فقد أحاط به اقاربه...

فكانت جنازة تحمل على الاكتاف،وهو جنازه تدب على الارض دبيباً

وعند القبر وقف باكياً،يسنده بعض أقاربه سكن قليلاً،وقام يدعو،ويدعو انصرف الجميع عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله

وتقف عنده بعض الكلمات عاجزه عن التعبير..
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازه لشاب اخذت اتأملها،

الوجه ليس لي غريب شعرت بأنني أعرف، ولكن اين شهادته...نظرت الى الاب المكلوم،هذا الوجه اعرفه..

تقاطر الدمع على خديه،وانطلق الصوت الحزيناً..يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه..

يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده

بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم
انخرط في البكاء ...

انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...
رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟

- عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته

وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ...
رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...

- إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ،

يوم أن ينادي الجبار عز وجل : ""أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي ""...

قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...
توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...

لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...
قلت في نفسي مستحيل لم تأتي جنازه،لم يحدث هذا من قبل..

أنزلناه في قبره،وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما وأنا اردد يالها ما من القصه عجيبه اجتمعا صغاراً وكباراً،وجمعت بينهما القبور امواتاً..

خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما:اللهم أغفر لهما وأرحمهما أللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سررا متقابلين،

في مقعد صدق عند مليك مقتدر ومسحتُ دمعة جرت، وانطلقت اعزي اقربهما......

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شنو رئيكم بلقصه..
قصه اشبه بلخيال..
ونادره حاليا بوقعنا.

في امان إٱﻟﻟـِْﷻـِْﮭﮧ ♥️

الحياة الرقيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن