المُعارضة

82 26 1
                                    

بَينما نَحتسي شرابنَا تطرّقنا لمواضِيع كَثيرةٍ أَوّلها الحَياةُ في زَمانٍ سبقنا بِعشرين خَريف ، لاحَظتُ أَنّها تتهرب بإِستمرار لذلك قررّت تضييق الخِناق عَليها '

" لِماذا تتَملصِين مِن إِجابتي ؟ "

" أَنا لا أَتملّص ، يُقال أَنّ الخُبزَ بِسنتٍ واحِد "

" أَحقاً ذَلِك ؟ "

" أَنتَ غَبي أَتعلم ؟ "

" إِنتظري لحظةً فقط "

إِعدادتُ المُستخدم هي المَكان الوَحيد الذّي لا يُمكن لقاعِدة بيانات الأَقمار الصنّاعية الوصولُ إِليه .

أَتحكّم فيها عن طَريق حَركاتِ أَهدابِ العَين و العضلاتِ في القزحِيّة .

بَدأَ شَريط عُنوان المَوقِع في الوَميض باللّون الأَحمر ، لا وَقت لدينا لنُضّيعه '

" تَكلّمي الآن ، لَديك دقيقتين بالتّحديد قَبل أَن يُفكّ التّشفِير "

" كَيف فَعل.... "

" لا وَقت لِكيف قُمت بذلك ... أَشعُر أَنّني مُحتجزٌ هُنا و أَنّ هَذا لَيس عالَمنا الحَقيقي ، كَيف أُخلّص نَفسِي "

" يُقال بأَنّنا قبل عِشرين سنةً كُنا نواجهُ عدواً من نوعٍ خاص .... هُزمت البَشريّة أَمام فَيروس ! "

" حَسناً لابُّد ان العالم إِنقلب رأْساً علی عَقبٍ بعدَها "

" هُناك مَشرُوع أَشرفت عليهِ ناسا بِشراكة شركةٍ يابانية و شِيومي الصّينية ، نَظّارات الواقِع الإِفتراضِي "

" أَتعنِين ..؟ "

" نَحنُ الحَقيقيون لَسنا مَوجودِين هُنا !! "

و َقبل أَن أَسأَل أَكثر وَصلتْ الأَنتِي فايرُوس مَوقِعنا و طَوّقته و مَنعت الوُصول إِليه بِغرض التّحقيق فيما حَدث .

تَعرّضنا لمُسائلةٍ و لوائِح عَريضةٍ مِن الإِتّهامات ، و بعدَ مُراجعة سِجلّ بَحثِنا و نَشاطِنا تَمّت تَبرِئتُنا و وَصفُ ما حَدث بالعَمل التّخريبي و تمّ نسبُه لجَماعةٍ تُعرف بال" مُعارضةِ الثّورية الإِفتراضِيّة " .














و لأنّ مَوقِعها قَد تَمّ حَذفه لتجنّب تِكرار ما حَدث فقد صارتْ مُشرّدةً و تَحتاجُ لموقعٍ جديد '

" ااااااااه لَقد صِرتُ مُشرّدة "

" و مَا عَلاقتِي بِذلك ؟ إِنتقلِي إِلی مَوقعٍ آخر فَحسب "

" أَنسِيت أَنّك مَن قام بتشفِير مَوقِعي ؟؟! "

" أَلا يُمكنك شراءُ واحِد ؟ "

" لا ... أَنا مُفلسة ... "

" و اللّعنة أَتعنِين أَنهُ عليّ تَحمّلُ مَسؤولية ذلكَ و جَلبِك مَعِي ؟ "

" لِما لا فأَنت المُتسبب بِكلّ ذلك مُنذ البِداية "

زَفرتُ بقوةٍ حتی حَرقتني رِئَتاي بِشدّة .
و لَكن فِيما تُنفقُ أَموالها ؟

و بيدَما كُنّا نَمرُّ بِمواقِع ترفيهّيةٍ خَطرت ببالِي فكرةٌ جُنونيّة '

" سنَلتحِقُ بالبُوتس الشّرطة "

" ما سَببُ ذَلك ؟ "

" نُريدُ أَن نَحمِي عالَمنا ، نَشاطُ العِصاباتِ الإِجراميّة في تَزايد ... و النّعمة الدّماغيّة الطّبيعية مَطلُوبة  "

" لا أَفهمُ سَبب قرارِك المُفاجئ هذا و لَكنني أَدين لك بإثنتين لذا ..... أَنا مَعك "

















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخُبز بِسنتٍ واحد معناها  أَنّ النّاس إِلي تعيد الكَلام بيننا ، ذا مُصطلح لِيبي أَصيل مدري وش استعمالكم انتوا

فُوت ممكن ؟

النّاجُون مِن كُورونا II كِيم سُوكجِين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن