كنت أُراقبك

3.2K 194 143
                                    


كانت تختبئ بين الاشجار خلف باحه الميتم، تراقبه بعينيها، كان وقت دخول الأطفال بعد اللعب في الخارج فقد غربت الشمس على أي حال.

غدًا سآتي أخيرًا لأخذك معي، لن أضطر لمراقبتك فقد أصبحتَ كبيراً بما فيه الكفاية.
همست لنفسها وهي تتبعه بعينيها حتى دخل إلى المبنى الكبير مع بقية الأطفال.
-ميتم هويمانغ
..........................................

-صباح يوم الجمعة-

داخل ذلك المنزل الضخم، أو لنقل أنه قصر متواضع؟
تنظر لنفسها في المرآة للمرة الأخيرة قبل أن تسلك وجهتها فهي أخيرًا ستذهب لتبنيه بعد تسع سنوات من مراقبته بالسر

استقبلتها أحد مساعدات مديرة الميتم فور وصولها
"مرحبا أيتها السيدة الصغيرة، المديرة مسرورة لمقابلتك اليوم هي بأنتظارك في مكتبها"

" هل قامت بتجهيز كل شي لي؟ لا أُحب الإنتظار كما تعلمين" أردفت بينما ترافق المساعده متوجهة نحو المكتب

"نعم هي كذلك، فأنتِ قد أرسلتي كل المستلزمات والأوراق بالفعل أنا أحسدُكِ كم أنكِ دقيقه في كل شيء"

غادرت من الأخرى قهقه بسيطه فور وصولهن أمام عتبه باب المكتب

قامت المديرة بأستقبالها بحرارة
وبَدأن بتبادل أطراف الحديث أثناء انتظارهن قدوم الآخر.

_____________________

في الجهة المقابلة،

كان ينتابه الفضول حول من قام بتبنيه فنادراً ما يتم تبني أشخاصاً بعمره فهو بالفعل يبلغ السابعة عشر،

بنفس الوقت كانت تنتابه مشاعر مختلطة فهو اعتاد العيش هنا ، يحب الجميع ،قد يشعر بالوحده في منزله الجديد فهو ليس من النوع الذي يتأقلم مع الناس بسرعه

هو لم يستطع النوم الليله السابقه فقد ظل يفكر.

طرق باب المكتب بينما تتشبث كلتا يديه بحقيبة مقتنياته الكبيرة بقوة
-من الواضح أنه متوتر-

"يمكنك الدخول بومقيو"
صدح صوت اوليفيا من الداخل تأمره بالدخول فهن كن بأنتظاره.

دخل بهدوء منكس رأسه وهو يتقدم ناحيه الأريكة أمام مكتب المديرة الكبير التي أشارت له بدورها على الجلوس مقابل امرأه ما - من الواضح أنها من قامت بتبنيه.

أما الأخرى فكانت تتفحصه بسرور منذ أن دخل،
بنفس الوقت صوت بكاء طفل صدح خلف باب المكتب، يطرق الباب بطرقات ضعيفه وينتحب.

قطبت الأخرى حاجبيها حالما سمعت صوت الطفل لكن نفضت كل ذلك من رأسها وعادت بالتحديق بالهيئة القابعه امامها.

"إذن بومقيو، هذه السيده يون التي ستذهب معها كن لطيفاً ولا تفتعل المشاكل حسنًا؟"
هز الآخر رأسه إيجاباً بخجل وتردد
..............

كان يفكر بداخله بينما يتبعها متوجهان نحو السيارة الفاخرة أمام مبنى الميتم أمامها السائق ينتظرهما .

هل هي حقًا من تبنتني ؟ ألا تبدو صغيرة في السن؟ من هيئتها فهي لا تبدو أنها تجاوزت العشرين من عمرها لكن هذا لا يمكن فلن يسمحوا لها بالتبني لو كانت صغيرة.

نفض جميع الأفكار من رأسه حالما استلم السائق حقيبته الكبيرة التي كان يواصل جرها ورائه حتى يحملها في السيارة وينطلقوا.

__________________________

فرق ثغره بإنبهار حالما تبين له المنزل الضخم والذي يبدو أنه سيسكن فيه .

استقبلتهم إحدى الخادمات فور دخولهم المنزل

"هل سبق وأن تناولت الفطور؟" سألته يون -المدعوة بالسيدة الصغيرة-

"ن نعم"

"إذًا إتبعني سأدُلك على غرفتك ارتاح قليلًا فـلابد أنه يوم متعب لك وإن احتجت لشيء يمكنك سؤالي أو سؤال ميرينا" أخبرته وهي تشير لتلك الخادمه الكبيرة نوعًا ما بالسن .

بالرغم من المنزل الكبير فلا تتواجد به إلا خادمتين .

_________________________

رمى بنفسه على ذلك السرير الضخم الذي أشعره بالراحه فقد كان دافئ وغطاء الصوف ناعم
أمسك بالغطاء وتكور على نفسه ، فقد خالطته تلك المشاعر مجددًا

لا يعرف كيف يجب أن يشعر الآن؟ هو تاهئ، هل يجب أن يشعر بالسرور؟ فقد تبين أنه سيعيش حياة راقية، أم يجب عليه أن يشعر بالحزن لأنه ترك الميتم الذي تربى فيه وابتعد عن اصدقائه وإخوته الصغار و اوليفيا -المديرة- التي كان يحترمها كثيرًا؟

قد يشتاق للأيام التي كان فيها شقياً يفتعل جميع المصائب والمقالب التي تنقلب فوق رأس مساعده المديرة المسكينه أم عندما يتم معاقبته ويذهب للمرح بدلا من ذلك.

لم يشعر بنفسه إلا قد غفت عيناه فهو لم ينم جيدًا الليله الماضية.

_____________________

أول كتاب لي انشره، اتمنى أن ينال اعجابكم اغلب الفصول جاهزة بحدث فيها قريباً.

ملاحظة بسيطه: من الآن لاحظوا دائماً الكلام اللي احط تحته خط لأنه رح يدلكم على شي في القصه

Catherine | كاثرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن