إعجاب أم ماذا

5 2 0
                                    


الفصل الحادي عشر
عندما تغيرت ملامح سيلينا سألها باهر : ما بكى
- لا شئ
هناك مشكلة أخرى نسيت أن أخبرك بها ألا وهى أن الساعة الواحدة على السفينة الفضائية مدة قدرها  مئة عام على الأرض ويرجح بعض العلماء أننا سنهرم ساعة واحدة فقط وفى الفترة التى سيكون فيها رائد الفضاء داخل السفينة تكون الأرض قد مضى كل من فيها قرن كامل
- هذا درب من الخيال حقا
- وأيضا لن تتمكن سفن الفضاء من الاقتراب من أى نجم من النجوم لشدة حرارته وقد يكون لبعض النجوم توابع من الكواكب السيارة ويؤمن بعض علماء الفلك أن لهذه المجموعات كواكب تسكنها كائنات حية مفكرة .. وبما إننى أجلس امامك الآن فأنا أعرف جيدا أن هذا حقيقى وأنه كان معهم كل الحق فى ظنهم ذلك
- لماذا أنت سعيد باكتشاف وجودنا لهذا الحد
- هذا شئ كنت أحلم به منذ صغرى .. لم أنفك أحلم باكتشافه سواء بالقراءة عن ذلك أو الدراسة والعمل فى ذلك المجال للوصول إلى تلك الحقيقة
- والآن وقد تأكدت فماذا ستفعل
- لا أعرف بعد
- حقا .. بعد كل ذلك
- ولم تندهشين .. أنا كنت أسعى لإثبات ذلك لأشبع فضولى ومعرفتى بذلك الأمر سيجعلنى أعمل في ذلك المجال ولكن بنظرة أخرى وخبرة أعمق ولم يعد يهمنى بعد الآن أن أقابل شخص يجادلنى فى ذلك الأمر ويخبرنى بأننى مخطئ فى ظنى هذا
- و هل ستخبر أحد بتلك الحقيقة
- أعلم أن ذلك يمثل خطرا عليكم وليس هناك اية فائدة ستعودى علىّ من ذلك ويكفى أنى قد اشبعت فضولى واطمئن قلبى
قالت سيلينا فى نفسها ليته كان صادقا في قوله هذا
قاطعهم كريم وقال : أنا لا أرى أى داعى لوجودى هنا .. هل من الممكن أن أعود لديارى
قالت سيلينا : ومن سيساعدنا فى الوصول لكوكب بلوتو لنقوم برحلة استكشافية عليه
تنبه باهر لكلامها فقد كانت هذه دوما غايته ولكن قال كريم : أنا على عكس باهر تماما أنا لا أرى اهمية لذلك الكوكب .. أنا أرى الأهم هو كوكب المريخ حيث يدور حوله جدلا واسعا
- ولكن ألم تصعدوا عليه من قبل فى مهمات استكشافية
باهر : كيف عرفتى
- لأننا عندنا كنا على سطحه وجدنا  آثار لكم هناك بالفعل وعلمنا انكم أخذتم عينات منه
- نعم  كانت هناك رحلات استكشافية لنا ولكن كانت تحمل بها آلات وليس بشر بالفعل ولكنهم تارة يقولون انه ما من حياة عليه وتارة يقولون إن العلماء يخفون الكثير من الحقائق عن ذلك الكوكب ولا أعرف حقا لم كل هذا الغموض الذى يحيط به
- ربما لأنه كوكب مثير بحق
- نعم بالفعل
تدخل كريم وقال : الم تقل عنه أمام الناس أنه كوكب لعالم يحتضر و اخذ فى الجفاف وأن احتمال وجود كائنات حية عليه هو احتمال ضعيف
- نعم ولكن هذا ليس رأيى أنا فقط أنه رأى العلماء أيضا .. ما رأيك أنتى
- سأحتفظ برأيى لنفسى ليظل ذلك الكوكب غامضا كما هو
- وهل تجولتى على كوكبنا ورأيتى كيف هو
- لا لم أفعل فنحن مطالبون بإتمام مهمتنا فقط ثم العودة  سريعا .. كم كنت أود أن أشاهد عالمكم حقا ولكن مع الأسف سيرفض الزعيم
- ماذا تفعلى إن قمت بإقناعه
زعيمنا ليس سهلا على الاطلاق فهو صعب المراس ولا يغير رأيه قط بسهولة
أخذ باهر يفكر فيما قالته وانتبه لنقطة ما هامة للغاية .
عندما عادت سيلينا لغرفة القيادة تحدثت إلى الزعيم وأخبرته بما دار بينها وبين باهر ولكنها أخفت عنه بعض الحقائق المقلقة ولم تعرف السبب فى ذلك واطمئن الزعيم لانجازها وكان ميركو يتجسس عليها كعادته ثم أخذ يشكوها للزعيم الذى طلب منه أن يجنب المشاكل الشخصية جانبا ويولى المهمة كل اهتمامه مما زاد من حنق ميركو وجعله يرغب فى إنهاء المهمة والعودة سريعا .
كان كريم حزينا ولاحظ باهر ذلك فسأله : ما بك
- أريد أن أعود لمنزلى
- وأنا أيضا .. سأعيدك قريبا لا تقلق
- متى ذلك وهم يريدون معرفة كل شئ ولا أظن أنهم سيتركونا بسهولة بعد معرفتنا بوجودهم
- لقد أعددت لكل شئ ولن يحدث لنا أى مكروه .. صمت باهر قليلا وقال : لا أعرف لماذا تأخرت
- من .. أتقصد وجه القمر
- نظر له بعتاب وقال : لقد تأخرت اليوم
- لا تقلق ستأتى .. أراك مهتم بها .. هل أنت معجب بها
- هل جننت .. كيف ذلك وهى ليست من أرضنا وتختلف عنى فى كل شئ
- ولكنى لا أرى أى إختلاف ..  جاوبنى هل أنت معجب بها أم لا
كانت سيلينا خلف الباب تسمع ذلك الحوار الشيق وانتظرت إجابة باهر لسؤال كريم  بفارغ الصبر .
يتبع

لقاء على القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن