الفصل الثامن

938 34 6
                                    


🦋شخصان و أذرع ثلاث🦋

ساعات مرت قبل ان يأتي الدكتور سلبي أخيرا الى غرفة الانتظار ، بدا عليه التعب و التوتر و ظهرت ملامح وجهه غريبه فيها تحفظ و بعض التكتم قطع الصمت الرهيب عندما أعلن : صحته ستكون على ما يرام كسر في الذراع و بعض الندبات و لم تكن خطرة كما تصورت في البداية لقد أفاق من المخدر و يريد ان يراك .
كان دايف ممددا على السرير و مرتفعا قليلا بعدة وسادات تحت راسه و ابطه ، كان وحهه شاحبا لكن عينيه واعيتان و كانت ذراعه اليسرى مجبرة تحت المرفق و معلقة بشريط ثابت في قاعدة فوق السرير ، قالت له بحنان : انس سعيده للأخبار الحسنه قال الدكتور سلبي انك تريد ان تراني .
- نعم اريد ان اشكرك لانقاذ حياتي .
- كانوا سينتشلونك من هناك بطريقة أو بأخرى و الآن قل لي كيف تشعر ؟
- سوف أعيش ...لا داعي لان اقول لك ان هذا الحادث سيغير كل مشاريعنا هذا طبيعي . سأبقى هنا حتى نهاية عقدي لكن لم يعد هناك اي سبب يدعوك تنتظرين هنا معي غدا تقلع الطائرة متوجهه الى انكلترا عند الظهر و سوف يتصل لوك بالمسؤولين لارسال طارة مروحية توصلك للمطار و انا احول لك المال اللازم للبنك في انكلترا في انتظار الغاء الزواج لا تقلقي فلن ينقصك شيء .
- هل تقصد انك ستعطيني اجازة مدفوعه .
- اذا كنت ترين الأمور من هذا المنظار .
- و اذا رفضت ان اذهب .
- ماذا تريدين الآن ..المال الكثير ؟
- بما اني لا اعرف كم ستدفع لي فلا استطيع ان اطلب اكثر لقد ...وعدتني برحلة الى الجنوب قبل العودة لانكلترا .
بابتسامه مرة دلها على يدها المكسورة : و يدي .
- انا اقود السيارة .
- اذا كنت تعتقدين انني بحاجة الى امرأة للاعتناء بي فانك مخطئة بالنسبة الي لقد انتهى كل شيء بيننا يا جميلتي اذن ذهابك بسرعة افضل من اي شيء آخر و في كل حال كنا على وشك الانفصال خلال اسبوع أو اسبوعين .
نهضت و قالت بانفعال : لا اريد ان اذهب يا دايف ليس هكذا الا يمكننا ان نظل على وعدنا و ننفذ رحلتنا ؟ على الأقل نسافر معا حتى نصل الى انكلترا .
ظلت نظراته قاسيه : لا لا يمكننا لقد قلت لك الآن اني لم أعد أريدك .
فقط لأنككسرت ذراعك ؟ هل هناك سبب آخر ؟
- كسر الذراع ليس سوى تفصيل الا يمكنك ان تفهمي أخيرا باني لم أعد أطيق القضية بيننا ؟ نعم صحيح انني قلت اننا سنقوم بالرحلة لكن هذا الكلام حدث قبل .......
شد على أسنانه ثم عاد ليكمل حديثه : حدث قبل ان التقي بكارين من جديد متى شفيت و عدت الى الاعتماد على نفسي فسأحقق مشاريعي معها هل هذا واضح ؟
رفعت كيم ذقنها و قالت محاولة الدفاع عن كرامتها : لا شيء أوضح من ذلك لا تقلق يا دايف لن أسبب لك أية مشكلة لست بحاجة الى ان تراني بعد الآن آمل ان تجدا ما تبحثان عنه .
ادارت له ظهرها بعنفوان و خرجت من القاعة لم يعد يريدها ان لوك مخطئ في تفكيره .
- كيم .
اسرع لوك نحوها : كيم ما بك ؟
سألته في صوت مرتعش : اين كارين ؟
- نصحتها بان تعود مع اوستن الى المنزل ، هكذا اذن انه يستعمل كارين حجة ليجبرك على العودة الى انكلترا .
- لم تكن حجة انما السبب انه يريدها لا انا لقد اخطأت يا لوك لقد قال لي ذلك بوضوح .
حافظ لوك على صمته و تعابير وجهه وتتبدل و أخيرا هز كتفيه و قال : اني آسف كنت اعتقد اني اعرفه جيدا تعالي سآخذك الى المنزل .
عندما و صلا للمنزل خرجت كارين مع اوستن للشرفه سالت كيم : اذن ما النتيجة ؟
- انه سينجو اصيب بكسر عادي في ذراعه لا أكثر ، لا مانع من زيارته اذا كنت تريدين ذلك .
- صحيح هل طلب ذلك ؟
- نعم و انا سارحل غدا عائدة لانكلترا و الآن سأهتم بتحضير الغداء لاني جائعة .
تبعها لوك للمطبخ : سوف ترحلين ؟ هكذا ببساطة ؟
- ماذا تريدني ان افعل ؟ لم يترك لي اي خيار يريد التخلص مني باسرع وقت و المطلوب منك مرافقتي غدا للمطار .
- يمكنني ان ارفض .
- رفضك لا يغير الأمور سوف يطلب من مهندس آخر و انا افضل ان ترافقني انت .
- لم اعد افهم شيئا لو كان هناك خطر من قطع ذراعه لفهمت لكن الآن لا افهم .
- انه سهل يا لوك ان دايف ملني و هذا كل شيء و الحادث عجل الامور كنت اعرف انه زواج مؤقت لا دخل لدايف في القضية انا التي تغيرت .
- و ماذا ستفعلين في لندن ؟
- لا اعرف ساقبل عرضه المالي حتى اجد عملا .
- اتعرفين انك متكبرة مثله و عنيدة ايضا انك لم تقولي له ما هو شعورك تجاهه ؟
- لكن يا لوك لا يريد ان يسمع شيئا من هذا القبيل شيء واحد يهمه و هو الخلاص مني بسرعة انه غاضب علي لاني انقذته اني اعتقد انه كان يفضل موته على ان يكون مدينا لامرأة انقذت حياته .
زم لوك شفتيه : في هذه الحاله يجب ان نلقنه درسا .
قالت له كيم و هي تمسك يده :لا ارجوك لا تفعل شيئا من اجلي .
نظر اليها ثم هز راسه : حسنا اتفقنا اذا كان هذا ما تريدينه من افضل ان اذهب الأن لتحضير امور سفرك .
رجعا لغرفة الجلوس طلبت كارين و اوستن مرافقتهما بالطائرة الى فريتاون و بعدها طلبت كارين مفاتيح السيارة من كيم حى تزور دايف و سالت لوك ان يدلها للعياده ، بعد ذهابهما كان وجه اوستن محتقنا و اشفقت عليه كيم : آسفة لما حصل لا شك انك حائر كنا انا و دايف سنفترق قريبا جدا و لن في الظروف الراهنة رأينا ان من الافضل الانفصال الآن .
- لا داعي لشرح الامور لست فضوليا لكن ما اعرفه هو انك تسمحين لكارين بخداعك قالت لي ونحن بطريقنا الى هنا انها تنوي استعادة دايف فقط من اجل ان تنتزعه منك فهي لا ترغب فيه فعلا و بصراحه انها لا تعرف ما تريد انها فتاة انانية جدا .
ابتسمت بخفة : انك رجل طيب رايك صحيح لكنها ليست سبب انفصالنا السبب بسيط جدا انا و دايف مختلفان تماما هذا كل شيء .
كان يتحدثان عن حياة اوستن في انكلترا عندما عادت كارين ، كانت تبدو متغيرة على نحو ما أكدت ان دايف متفائل و اعصابه هادئه .
و لما خرج الجميع للخارج بعد ليلة ممطرة كانت الطارة المروحية تنتظر في ساحة الهبوط راح الطيار يلقي بنظرة فضوليه اليها و هو يساعدها للصعود صعد لوك بعدهاو كارين و اوستن قبل ان يغلق الباب دوي المحرك و ارتفعت الطائرة و بعد قليل انحنى الطيار جيري برايس نحو كيم و قال بصوت خفيض لكيم : لم اكن انتظر ان آراك اليوم سوف تعودين اليس كذلك ؟
- لا لا لن اعود .
قال بحدة : لم اكن اتوقع ان تترك امرأة زوجها و هو يعاني في هذه الحالة السيئة ؟
- انه يعاني فقط من كسر في ذراعه .
استغرب قائلا : آه ليس هذا ما سمعته لقد سمعت من أحد الرجال انه يعاني خطرا في ذراعه و قد يضطر الى بترها .
ذعرت كيم و راح قلبها ينبض لا شك انك فهمت خطأ .
- ربما لكنه كان يبدو متأكدا من ذلك .
التفتت كيم غريزيا الى الوراء ووقع نظرها على كارين التي كانت تحدق فيها و لم يكن في وسعها ان تخفي التعبير الذي كان يمر بسرعة على وجهها : كنت تعرفين اليس كذلك ؟ و لهذا السبب كنت بحيرة و ارتباك مساء امس عندما عدت من العياده هل قال لك الحقيقه كلها ؟
اجابت كارين من دون انفعال : ابدا ان الدكتور سلبي هو الذي اخبرني بذلك و اذا كنت مصرة على معرفة كل شيء فانني اقول لك اني لم ازر دايف اذ لم يبدو ذلك ضروريا لا اريد اشغل نفسي بانسان عاجز .
كانت قسوة كلماتها كالصدمة بالنسبه لكيم التي صرخت : لن يصبح دايف عاجزا ابدا مهما حدث لا أحد يحق له ان يعامله كانسان عاجز .
ثم التفتت نحو جيري و قالت : جيري عد بي الى المنجم ارجوك ان ذلك ضروري .
حول الطيار سيره مبتسما : هذا سيلغي مهمتي التالية لا يهم سوف اقول بان التاخي حصل بسبب اصلاح عطل .
بعد دقائق هبطت الطائرة نزلت كيم وهبط لوك ورائها ومعه حقيبتها ودعت كيم الركاب ردت عليها كارين بهزه من كتفيها و قال اوستن : حظ سعيد آمل ان تتحسن الامور بينكما .
صعدت كيم بجانب لوك في السياره و اقلعا باتجاه العياده قال لها لوك : لن يكون ذلك بسيطا سيكون سعيدا لرؤيتك لكنه سيرفض التصريح بذلك .
- مهما قال فاني هذه المرة باقية هنا .
- انك دون شك امرأة عظيمة .
كان الدكتور سلبي في غرفته فنظر الى كيم دهشا عندما ظهرت على عتبة الباب : ظننت انك رحلت .
هل صحيح ان هناك خطرا و قد يفقد دايف ذراعه ؟
تغيرت ملامحه و قال : من قال لك هذا ؟
- لا يهم اريد فقط معرفة الحقيقة .
تردد و هز راسه : نعم هذا صحيح او هناك احتمال اني اشك انه سيستعمل ذراعه بصورة طبيعيه فقد تقطعت بعض الاعصاب بذلت المستحيل و تصرفي نحوك لم اكن اريده لكن دايف اصر الا تعرفي الحقيقة و هو مخطئ بذلك .
- لكنك قلت الحقيقة لكارين المرأة التي شاهدتها امس .
- بناء على طلب دايف قال لي انه سيتخلص منها بهذه الطريقة .
- فهمت ...
حاولت كيم ان تضبط اعصابها : هل يمكنني ان آراه ؟
هز الطبيب راسه :بكل تاكيد لكن لا اعرف ردة فعله عندما يراك .
كان خادم افريقي على اهبة الدخول للقاعةحاملا فنجان قهوه اخذت كيم منه الصينية وو ضعت اصبعا على فمه حتى لا يعترض ثم دخلت كان دايف واقفا امام النافذة مديرا ظهره صوبها و لما سمع وقع اقدام لم يلتفت لكنه اشار بيده الى الطاولة قرب السرير : ضع الفنجان هنا .
اقتربت كيم ووضعت الفنجان و قلبها ينتفض و التفت فجأه و ظل برهه يرتجف و هو يحدق فيها بصمت و البريق الذي ظهر بعينيه كان سريعا لدرجة انها لم تكن متأكدة من انها راته .
قال اخيرا بقسوة : منذ 20 دقيقة اقلعت الطائرة فلماذا لم تكوني على متنها ؟
- كنت على متنها ثم طلبت من الطيار العودة .
- لماذا ؟
- لانني عرفت شيئا و انا هناك اكدت لي كارين ...دايف انا ايضا يحق لي ان اعرف الحقيقة ما قلته للدكتور سلبي غير عادل بالنسبة اليه او الي .
- انها مسألة رأي في كل حال هذا لا يغير شيئا انك تخلقيت مشاكل جديدة بعودتك و الآن سأضطر الى ان اطلب من جيري برايس ان يعود مرة أخرى .
- ليس اليوم سيكون مشغولا طيلة النهار .
- هذا لا يهم ان شركته تملك العديد من الطائرات و الطيارين .
راح يتنقل بعصبيه ثم اسند مر فقيه على الطاولة : لن تبقي هنا لقد سبق ان طلبت من ان ترحلي .
- هل انت خائف من عدم استطاعتك السيطرة علي و انت تملك ذراعا و احدة .
- يمكنني ان اواجه قدري من دون احتاج الى مساعدتك .
ابتسمت قليلا : آه لا داعي للقلق ليس في نيتي ان اشفق عليك قال لي الدكتور سلبي انه ليس متأكدا 100% من انه سيضطر لبتر ذراعك لكن لنتوقع اسوأ الأمور فان بامكانك ان تتصرف بيد واحدة كاي رجل آخر ..... ثم الم تفكر مرة ان بامكاني الموافقة على البقاء معك لسبب آخر .
-سألها ساخرا : و ما هو السبب ؟
- لنقل مثلا انني مغرمة بك لا تنظر الي هكذا هذه هي الحقيقة لم أريد ان أحبك لكن هذا حصل و لا سبيل الى انكاره .
- لست ابله الى هذه الدرجة ربما انجذبت نحوي بالرغم منك لكن لا يمكنك ان تخلطي هذا الشعور بالحب اني فقط الرجل الأول الذي افهمك انك امرأة .
- لقد افهمتني اكثر من ذلك كنت اردد دائما لنفسي اني اكرهك لكن ذلك فقط لانني كنت اخجل من ان اعترف لنفسي بانني اريدك بقدر ما تريدني و الرغبة جزء من الحب بالنسبة الى المرأة على الأقل و خصوصا لامرأة مثلي .
- لماذا انتظرت حتى الآن كي تخبريني بذلك ؟ لماذا لم يحدث ذلك امس او قبله ؟
الجواب على هذا السؤال كان يتطلب منها شجاعه كبيره لكن كيم ترددت : لانني لم اكن متأكده من عواطفك تجاهي .
- و هل انت متأكدة الآن ؟
- اني ....اني اعتقد ذلك ...
اقتربت خطوة منه : دايف كنت صريحه معك متخلية عن كبريائي الايمكنك ان تقدم على خطوة مماثلة ؟
هز كتفيه في نبرة لا مبالية : آسف انا لا احب النهايات السعيده .
كانت كيم تتأمل ملامحه القاسيه ووجهه الحجري و عينيه الداكنتين لكن الغضب المفاجئ العنيف جعلها تصرخ عاليا : اذن لست سوى رجل أحمق و أنا أيضا حمقاء لأني كنت اعتقد انه في و سعي ان اخترق درعك السميك اني اعرف تماما من تكون يا دايف ؟ انت جبان انك تفضل الموت على ان تتصرف مرة كانسان و لهذا فانا لست أكيده من انني اريد رجلا جبانا زوجا لي صحيح انني كنت اعتبرك في البداية رجلا حقيرا و من دون رحمه لكن لم يخطر في بالي انه تنقصك الشجاعه و ما عليك اذن الا ان تمضي بقية حياتك في الخوف من العذاب اذا كان ذلك يعجبك اما انا فسوف ابحث عن رجل قادر ان يتحمل المسؤوليه .
كانت تجهش بالبكاء و اسرعت للباب تبحث عن قبضته محاولة الخروج و لم تسمع خطوات دايف خلفها لكن فجأه أمسكها بكتفيها و سمرها على مصراع الباب كان وجهه داكنا و نظرته ساطعه : سأقتلك من اجل هذا ايتها الفتاة المجنونه .....
سحب يده عن كتفها ثم مدها الى حنجرتها و رفع راسها و عانقها بشده و لم تحاول كيم التخلص منه بل انها مدت يدها حول خصره و تقوقعت على صدره و غرزت خديها المبللتين بالدموع في صدره و راحت تسمع دقات قلبه و تنفسه الدافئ فوق شعرها همست : اني احبك يجب ان تصدقني يا دايف اني احبك .
- لا يمكنني ان اقول لك الى اي درجة اريد ان اصدقك عندما عدت شعرت و كانني اعيش من جديد لا اريد ان اقول اني كنت اريد لك كل خير في البداية كنت اريدك و استعملت كل ما لدي من وسائل لأحصل عليك لكن لم اكن ارى ابعد من الوقت الذي ستعودين فيه الى انكلترا .
- كنت تعتقد انك ستكون قد سئمت مني .
- ربما ....
راح يداعب شعرها بحركة ناعمه ثم اضاف : كنت تختلفين عن بقية النساء اللواتي عرفتهن ، اعجبني صدقك تجاه آدامس مثلا حتى بعد ان عرفت الحقيقة و تصرفك عندما قال لك حقيقته و ما هي قيمته لم تذرفي دمعه و احده قبل مغادرة المنزل الا بعدما فهمت خطورة الوضع و بعد ذلك لم اكن انظر الا لمصلحتي الخاصة كنت اعرف اني لن احصل عليك بطريقة أخرى لذلك جاءتني فكرة الزواج المؤقت ....من دون ان افكر بطبيعتك الواثقه .
توقف عن الكلام و ابتعد عنها ليتفحص و جهها : هل صدقت فعلا اني كنت غير مبال ؟
- لا اعرف....ربما كنت اريد ان اقنع نفسي ....ربماكما قلت ..
- لقد قلت امور كثيرة افضل ان انساها الله وحده يعرف كيف يمكنك ان تشعري تجاهي بهذا الحب بعد كل الذي تحملته مني و تلك الليلة عندما قررت ان تستسلمي لرغباتي لقاء ما يمكنني ان اقدمه لآدامس من أجل مساعدته على الخروج من الورطة تلك الليلة كدت اقتلك انت و هو معا .
- لكنك عرفت في الواقع كيف تصرفت تلك الليلة و فهمت اني احبك .
- نعم و حينذاك فهمت انني لا استطيع البعاد عنك لذلك اقترحت تلك الرحلة للجنوب آملا ان نتوصل الى تفاهم متبادل و حل نهائي لنبدأ حياة جديدة .
نظرت كيم الى ذراعه المرفوعه : وقع الحادث و ظننت انك اصبحت عبئا لا يمكن لأية امرأة ان تتحمله دايف ..دايف كنت اعمى لدرجة انك لم تر ماذا فعلت بي عندما طلبت مني الرحيل ؟
رفعت راسها لتتأمل من جديد عينيه الرماديتين و اضافت : و الآن هل تصدقني قل ؟ هل تصدقني ؟
- نعم ..نعم اني اصدقك لكني افضل ان احذرك مسبقا يجب ان تجاهدي كثيرا حتى ابقى مقتنعا بذلك اني في حاجة لحنانك و حبك .
ثم نظر الى ذراعه و اصبحت ابتسامته مرة و تابع : ماذا استطيع ان افعل بهذا الذراع ؟ يجب ان اتكيف لما يمكنه ان يحصل و مع الزمن تنحل جميع المشاكل شخصان و أذرع ثلاث لا بأس في ذلك .
أجابت مقتنعة : و اذا كانت أربعا يكون ذلك أفضل ليس لدينا سوى رأي واحد و هو رأي الدكتور سلبي قد يكون مخطئا في انكلترا اطباء و جراحون افضل منه كما توجد امور تتعلق بقوة ارادتك و هذا لا ينقصك .
نظر اليها : و ماذا لو بترت ذراعي ؟
اجابت بسرعه : في هذه الحال سيضعون لك ذراعا اصطناعيا من الحديد الأبيض و حينئذ سأتعب قبل ان اتذكر اي ذراع سوف اعض و اداعب .
انفجر دايف من الضحك فجأه معبرا عن فرحه ووضع ذراعه السليمه حول خصر كيم و رفعها من دون جهد و جذبها نحوه : ذكريني كي اقول لك يوما بعد يوم اني احبك يا جميلتي اما الآن فدعيني اغمرك و اعانقك الى الأبد .

تمت الرواية🤗🤗🤗

🎉 لقد انتهيت من قراءة 🌿أقدام في الوحل 🌿- كاي ثورب ( كتابة / كاملة**) 🎉
🌿أقدام في الوحل 🌿- كاي ثورب ( كتابة / كاملة**)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن