ماذا لو؟ حلقة ١

1K 24 10
                                    


كانو على طاولة يأكلون عشاء مبكر لان بعد قليل طاهر سيعود الى اسطنبول و عليه ان يتجهز.
سانيه: لينتهي دراستك و تبدا بالعمل في الشركة مع مصطفى اريد تزويجك ابني.
طاهر: اي زواج امي بحق الله انا ٢٢ يعني صغير جدا على زواج.
سانيه: و ماذا فيها زواج مبكر؟ هل ستهرم مثل اخوك لتجد زوجة لك؟
مصطفى: امي!!
اسيا: زوجي ليس مسن بل في اعز شبابه امي رجاء يعني.
طاهر: انسى مسالة زواج امي نهائيا لا افكر بالموضوع ابدا!
نهض في مكانه و ذهب الى غرفته ليجمع اغراضه ثم يتجهز نحو سيارته ليودع كل و بدا بسفره طويل الى اسطنبول..سفر مدته ١٣ ساعات، يغوص بين افكاره..ما مخططاته بعد ما يتخرج؟ هل فعلا يتزوج بهذا العمر؟ ام ماذا..هل سيبدأ العمل عند اخاه مصطفى و ينتهي ؟ هل سيتزوج عن الحب ام تقليدي؟ كلا ما هذا هراء ..لن يفكر بالموضوع ابداً!
طاهر: اه امي ماذا وضعت براسي بهذا وقت..لا اصدق انا افكر بهذا موضوع ابدا!
وصل طاهر آلو اسطنبول في صباح باكر و اخذ حمام ساخن قبل ان يغير ملابسه، لبس شيرت اسود مع جاكيت لونه رصاصي مع جينز اسود ثم لبس نظاراته و توجه نحو الجامعة بسيارته ..
وقف سيارته في اشارة المرور و اقفل جفونه لوهلة ثم فتحه لكي ينظر الى خارج و راى فتاة ما فاردة شعراتها على كتفها لابسة لبس مدرسة و حقيبة في ظهرها تنتظر باص لكي ياتي و ينقلها..ركز بملامحها..لم يرى بوضوح لان كانت تنظر لجانب اخر و كان من بعيد، تغير لون اشارة لاخضر و هو شارد في مكانه..سمع اصوات هورن في خلف ليفيق من شروده و يتحرك بسيارته و يترك تلك المجهولة.
بينما هي تركب باص و تتجه نحو مدرستها، كل ما يشغل افكارها هو ماذا ستطبخ في المساء و كيف تدرس وظائفها و هل والدها سيقوم بتوبيخها مجددا دون سبب؟ هل سيتشاجر مع اخاها و هي تنجبر ان تتوسط بيناتهم لكي يفرقهم؟ نعم هذه كان حالة يومية.
في الجامعة :
طاهر دخل المحاضرة متاخرا دون قصد: استاذ هل ادخل؟
استاذ: اين كنت؟
طاهر: زحمة مرور استاذي اعتذر.
اخذ نفسا طويلا: ادخل لتكن اخر مرة.
دخل و جلس في مكانه معتاد و كالعادة اعين فتايات عليه، كاريزما و شهامة و هيبة كله اجتمعت عند طاهر كاليلي وسيم.
بعد ما انتهت محاضرات خرج طاهر ليلتقي ب علي و فرحات اصدقاءه في الجامعة ..
طاهر: يا هذا اين انتم؟ لما لم تدخلوا؟
فرحات: لا شيء يا اخي و لكن تعرفني لا اطيق محاضرات و اشعر بضيق تنفس عندما اجلس بمكان ما اكثر من نصف ساعة.
علي: و الله لا تنظر الي ..نمت متاخرا لهذا لم استطيع ان استيقظ بوقت مناسب.
طاهر: لنذهب لنذهب..لا فائدة منكم اساسا.
فرحات: اقول ..انظر لهذه فستق كيف تنظر اليك، لا تقدر نعمة يا هذا ؟
طاهر حدق بها للوهلة ثم رجع لهم: اذا تريد بشدة تقدر ان تاخذها..لا اريد!
علي: و براي ايضا لا نتدخل بهذا نوع من فتيات.
فرحات: فقط قل لي متى ستفكر يا اخي.
اخذ نفسا طويلا و فجاة تذكر ما راى في صباح عند اشارة المرور ..و شرد تماما!
علي: طاهر..طاهر اين ذهبت؟
استيقظ طاهر من شروده: لا شيء هيا لنذهب و لا تفتح هذا موضوع تشبهين امي بالضبط تريد ان تجد لي زوجة..اتركني يا هذا!
علي: حسنا سكتنا..هل نذهب لناكل؟ جعت كثيرا يا هذا انظر الى ساعة.
فرحات: لنذهب هيا طاهر.
تجولوا ثلاثتهم في شوارع اسطنبول جميلة بعد ما اكلوا و قضوا اوقاتهم بكلام و ضحك..
و هنن يتمشون بقرب احدى محلات بياع خضروات اختفى ابتسامة طاهر عند رؤيتها مجددا..ما هذا قدر!!!
كانت تلبس تفس ملابس مدرسة و تشتري خضروات ..
بياع: هذا مجموع ٥٣ ليرة.
ابتسمت بتوتر: ليس معي الا ٣٠ هل ممكن اخذه بالقرض يا عمي؟
زفر بالغضب: قرض؟ قلت لكم انني لا ابيع بالقرض .. ما هذا ياه الا تفهم..انظر حتى كتبته على الباب..لن ابيع بالقروض!
طاهر استاذن من علي و فرحات و ذهب اليهم و وقف بجانبها ثم رمت ٢٥ ليرة على الارض.
ابتسمت بوجه بريئة: و لكن عمي انا-...
بياع: لن ابيع!
طاهر نظف حلقه و تكلم بصوت خافض: عفوا منك يا انسة هل هذا مال لك؟
التفت فجاة لتنظر اليه..و تجمدت بمكانها و هو ايضا، ابتلع ريقه و هو يناظر ملامح وجهها..كانت طفولية جدا..ثم عيناها خضراء مثل الغابة..
تلبكت في مكانها : ماذا؟!
طاهر اخذ نقود على الارض و دون ان يبعد عيناه عنها: اظن ان هذا نقود يعود لك..لقد رايت منذ قليل.
اخذت نقود من يده و تاخذ نفسا طويلا قبل ان تلتقي بعيناه جرة من العسل : هل-...انت متاكد؟
طاهر كان يذوب عند سماع كلماتها يخرج من لسانها..لم يعلم بعد ، هل يستمر ليسمع صوتها ام يكتفي لان لا يستطيع ان يتحمل مزيد منها لذلك اكتفى بهز راس و هي ابتسمت له ثم اعطت بياع ما باقي من نقود لتاخذ اغراضها ..
ابتسمت بلطافة: شكرا لك..انقذتني!
ثم ذهبت..طاهر لم يسمع شيء سواء شفتيها يخرج منها كلمات..و هو في عالم الموازي فرحات و علي شهدوا على حادثة الي حصل منذ قليل و اكتفوا بنظرات استغراب ..ماذا حصل لصاحبهم؟
#يتبع📝

#ماذا_لوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن