ماذا لو؟ حلقة ٣

314 8 3
                                    


بعد انتهاء المحاضرة :
طاهر جمع اشياءه و توجه الى الخارج و فرحات و علي مسكوه من ذراعه بسرعة قبل ان يهرب!
فرحات: الى اين؟
علي: لما تهرب هكذا بسرعة؟
طاهر: اتركوني يا هذا هل انا مجرم تمسكونني من ذراعي هكذا؟
فرحات: منذ صباح انك لست بوعيك..ماذا تفعل بما تفكر؟
طاهر حدق بساعته و تأفف: سوف اتاخر..ساكلمكم لاحقا هايدي اي فالله!
ذهب ركضا الى ان وصل الى مكانه معتاد ..موقف وقوف باص و جلس عليه متأملا ان يراها عند رجوعها، و هو كان محقاً كانت اتية من بعيد بابتسامة واسعة الذي اختفت عند رؤيته و تحولت الى استغراب!
ابتسم بضعف: شي...سيارتي معطلة لهذا اركب باص هذه ايام لم تنزعج اليس كذلك؟
جلست بهدوء و هزت براسها: كلا براحتك تماما!
توتر طاهر و التفت لجانب اخر يحاول تهدأ قلبه الذي مهما حاول لن يستطيع و هي بجانبه، وصل باص و جلسوا بجانب بعض مجددا..هي كانت تنظر الى الخارج بينما هو يتاملها من وقت للاخر و يبتسم..هو سعيد هكذا دون قول شيء او فعل شيء، سعادة يمليئ قلبه دون شيء، وصلوا الى محطتهم و نزلوا سويا لتذهب هي اولا و هو خلفها بخطوات كثيرة و بعيدة لكي لا يحرجها و لا يسيء لسمعتها و لكن هي كانت تدرك وجوده حوليها..و لم تفعل شيء، هل من ممكن اعجبت بهذا شيء ايضا؟
في ليل كانت تطبخ و اخوها جالس في صالة و ابوها نائم لحتى يحضر عشاء، ما لم تعرفها نفس ان امام بيتهم و ما بين اشجار هناك من ينظر لباب بيتها لكي يلقط همسة او لحظة واحدة من رؤيتها ..كان مثل مجنون تماما، لم يستطيع ان يشبع من رؤيتها في يوم نصف ساعة كان يشعر انه يريد ان يكون معها طوال وقت ..و لكن كيف و بهذا طريقة؟!
في الداخل :
نفس: سارمى كيس زبالة و سارجع اخي..
صالح: حسنا صغيرتي.
خرجت نفس و كيس بيدها و رمت كيس ، و خلال هذا فتح طاهر جفونه و اخذ نفسا عميقا عند رؤيتها..يا له من ليلة جميلة..اكتمل برؤيتها، و فجاة لقطت عيناها عيناه..لوهلة ..للحظة واحدة ظنت انها تحلم و لكن عندما غمضت عيناها لمرات و فتحت هو كان بنفس مكان، ابتلعت ريقها..كانت تشعر بشيء غريب عندما راه امامها..كان ينظر اليها بتلبك و ابتسامة جميلة مزيج بالحرج و الخجل...نزلت براسها و ادارت بجسدها و ركضت الو بيت و اقفلت باب لتستند عليه و تسمح لروحها بريئة و وجهها طفولي ان تسعد ولو قليلا و تترك بسمة ترسم على وجهها!
ابتسم طاهر كالاهبل و توجه نحو غرفته في السكن ..و تسطح على سرير و ذراعه تحت راسه و يتخيل وجهها و عيناها..
علي لفرحات: ما به هذا؟ لما يبتسم هكذا!
فرحات: لم افهم شيء اخي لحظة لأساله..طاهر..
طاهر لم يكن بوعيه بل كان في عالم اخر..في عالم لا يوجد فيه غير نفس..غير صوتها..و عيناها و رقتها و حركاتها..
علي: كلا لم يحصل..سأجرب انا..طاااااااااهر!
و فجاة بلا وعي نطق طاهر: انا وقعت!
فرحت: متى؟
طاهر: منذ ايام!
علي: و هل تشعرين بخير؟
ابتسم طاهر و اخذ نفسا عميقا: اشعر بسعادة عارمة و الله!
فرحات: عن ماذا تتكلم يا هذا؟
طاهر: سوف انام بلكي اراها في احلامي.
اقفل عيناه ليستغربا كلا من فرحات و علي..
فرحات: اراها؟ من هي يا هذا؟
علي: عجبا هل هي في جامعة؟
فرحات: غريب جدا هذا رجل يااااه..
في جانب اخر :
نفس كانت تحل وظائفها لياتي صالح و يجلس امامها و يرى ابتسامتها ..كانت غير عن كل مرات!
صالح: صغيرتي..انك سعيدة ماذا حصل؟
تلبكت نفس و هزت براسها بالنفي: كلا لا شيء اخي فقط ابتسم.
صالح: برأي في شيء و لكن ليكن ستخبرني في وقت لاحق اعلم هذا، على كل حال اتيت لاسالك اذا تحتاجين لشيء؟ غدا سانزل الى السوق لاشتري اغراض للبيت معلوم ليس لدينا رجل في البيت غيري!
نفس: اخي لا تقل هذا!
صالح: و هل هذا كذب نفس؟ ماذا يفعل هذا الذي نائم في الداخل؟ ياكل زقوم و يشرب و ينام و بعده يغرب عن وجوهنا و يذهب..وجوده عن عدمه نفس شيء!
نفس: اهدى اخي و لا تهتم مهم انت كن معي لا اريده اصلا!
صالح قبل راسها و ابتسم: انسى..اذن هل صغيرتي تحتاج لشيء؟
نفس: كلا اخي..شكرا لك!
لامس انفها بشكل عفوي : حسنا صغيرتي..تصبحين على خير نفسيم.
و خرج من غرفتها لكي تستمر هي بحل وظائفها، و تتوقع من وقت للحين و تتذكر وجوده بين اشجار يراقب بيتها..و ابتسامته و صوته رجولي خشن و عيناه جرة من العسل..لن تنسى!
شردت نفس لتتذكر صوته ..
" همس لها بالخوف و تلبك و توتر: انا طاهر..تشرفنا! "
نفس: طاهر..انه اسم جميل حقاً..
تسطحت على سريرها و عانقت دبدوبها و ابتسمت ..ماذا يحدث لها بحق سماء؟
#يتبع

#ماذا_لوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن