٥٧

20 3 0
                                    

لكنك لستَ هُنا.. تَجْتَاحُ الأسئلة عقلك بلا هَوَادَة؛ ألستُ أنا هنا؟ لماذا لا يسمعُني أحد؟ ألستُ موجودًا؟ لكنك لا تجد حتى من يُجيبك. تسمع الناس يتكلمون عن غابة بالقُرب من هنا. غابةٌ عند نهايتها يوجد مرتفع، يقف فيه الناس ليصرُخوا بأعلى صوتهم؛ فيُسمع صَدَاهُ في الأرجاء. تقفزُ مُبتهجًا، فتذهبُ مسرعًا نحو الغابةِ عسى أن يُسمع صوتُكَ. تصل الغابة، وفي نهايتها عند ذلك المرتفع، بالضبط حين يقف الناس عند حافة الصدى. تقف هنالك كأنك موجود، بهدوء تستجمع قواك، تأخذ نفسًا عميقًا، ثم تصرخُ بصوتٍ عال: أناااا هُنااا! تنتظر بُرهَةً لتسمع صدى صوتك. تمُرُّ ثوانٍ؛ لا صوت! والدقيقة، والأخرى؛ لا شيء، فقط صمت طويل! تعتريك الخيبة والخذلان فتُرِيدُ الرجوع، لكنك فجأة تسمع رَجَعَ صوتِكَ يقول: أنت لستَ هُناا!.
لا تفزع، فأنت حقًا لستَ هُنا!.

97 تنهديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن