٥٩

16 3 0
                                    

لكنك لستَ هُنا.. تمُرُّ الأيام حزينةً عليك. تلتهمك الخيبات، تُحاوطِكُ الأوجاع، ويأبى كل شيءٍ أن ينصاع لك. تجلسُ وحيدًا في شوارع المدينة مُنكفِئًا على ذاتِكَ غير الموجودة. تَعُدُّ الخيبات فلا تتذكرها. حتى ذكراتُكَ تَأبَىَ الِانصياع لك. تنهالُ الأفكارُ على عقلك الصغير، تَتَنَهَّدُ عميقًا، حتى ينتشلُكَ صوتُ آذانٍ لمسجدٍ بالقرب من مكان جلوسك. تذهب إليه قاصدًا مِغسلة الوضوء لتغسل جسدكَ وهمَّكّ. تتوضأُ ثم تدخلُ للصلاة. يقفُ الجميعُ في صفٍ مُستقيم. يأمرهم الإمام بسَدِّ الفَرَاغَات، ثم يُشير إلى مكانِ وقوفكَ قائلًا: أتِمُّوا هذا الصف، يأتي أحدهم ليقف مكانك. تَرتِعِشُ أطرافك لرؤية هذا وكأنك هُنا. هااه! لا تفزع؛ فأنتَ لستَ هُنا.

97 تنهديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن