٦٧

26 4 0
                                    


سألتُه بعد أن خرج من المصحة النفسية: إذا ما وُهبت لكَ حياة أخرى يا صديقي؛ كيف تتمنى أن تكون هذه الحياة ؟. أجاب: أتمنى أن تكونَ حياةً بسيطة، أكونُ فيها إنسانًا طبيعيًا؛ أفرحُ في لحظات الفرح، أحزنُ في مواقف الحزن، لا أن تَطْغَى الكآبةُ على كامل حياتي. أتمنى أن أعيشَ هنا والآن، لا في تجارب الأمس، ولا في هموم الغد، هنا في الحاضر فقط. أتمناها حياةً أنام فيها مِلءَ عَيْنَيَّ، أن تُفارقني وَخَزَاتُ القلق التي تُصاحبني باستمرار. سأختارُ حياةً أكونُ فيها مُتصالحًا مع نفسي، حياةً لا أدِّعي فيها القوة وأنا منهارٌ من الداخل.. حياةً أعتزل فيها جميع ما يؤذيني - بدون أن يؤذيني -. ولأن المرء في الدنيا يعيش حياة واحدة فقط يا صديقي؛ سأدعو الله كل يوم أن يعوضني ما عانيته في جحيم الدنيا بدخول جنة الآخرة. فهنالك فقط سيسلم المرء من الأذى.

97 تنهديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن