١٤

58 1 0
                                    


رأيتُهُ يقفُ أمام المرآة مُبتسمًا يُحرِّكُ شعره، يمسحُ على وجهه. ومن دونِ مُقدماتٍ تحوَّلَ طيفُ اِبتسامتِهِ إلى شبحِ حُزنٍ باهت. تحركتُ ناحيته وسألتُه: ماذا بك. فقال: بي صوتٌ لا يهدأ، يُصاحبني لأعوام، يُعكِّرُ صَفَوَ حياتي، يُعاقبُنِي نفسيًا من دونِ رحمة. قبل قليلٍ حين اِبتسمتُ جاءني وقال لي: لماذا تبتسم؟ أَمِنْ وسامةٍ فيك؟ ما الذي في هذه الحياة يستحقُّ أن تُظهرَ لَهُ اِبتسامتك؟ هذا العالم لا يستحقُّ سِوى العبوس! فتحوَّلَت اِبتسامتي إلى تعاسة. حينَ لا يكونُ المرءُ مُتصالحًا مع نفسه؛ يكون هذا حاله! وهذا حالي لأعوام؛ صراعاتٌ داخليةٌ لا تنتهي إلا لمصلحة ذلك الصوت.. ذلك الصوت الذي سيهلكني ذات يوم.

97 تنهديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن