(الصورة فوق للشخصية الرئيسية)
-ايوة يا ماما، يا ماما قلتلك مش هتأخر انا في الطريق اهو، يووه خلاص يا ماما انا قربت اقفلي بقي.
بتقفل ماري المكالمة و هي بتنفخ في زهق و ملل
ماري في عقلها: انا مش فاهمة بجد امتى هتبطل تقلق عليا.
مع ان ماري عارفة انها بتضحك على نفسها و ان هي نفسها قلقانة، الوقت اتأخر و الشارع اللي هي ماشية فيه ضلمة و معروف بحوادث الخطف اللي بتحصل.
بالذات ان ماري بنت جميلة، مش ملكة جمال بس كفاية انها جميلة، شعرها بني قصير و عينها سوداء و فيها لمعة بتزيدها جمال، جسمها ممشوق و عادة ما بتعرف تختار لبسها حلو، الحاجة الغريبة مع طباعها الخشنة.
بتمشي بثقة رهيبة رغم خوفها و بتدب رجلها في الأرض كأنها بتحاول تقنع نفسها انها قوية كفاية.
النهاردة كان يوم غريب قوي، المدرس في المدرسة الاعدادية بتاعتها قعد يكلمهم عن احلامهم و طموحاتهم، اغلب صحابها قالوا انهم عايزين يطلعوا ابطال، بس ماري مش فاهمة ليه عايزين يعملوا كدة في نفسهم.
نهايتهم هتبقي يإما علي فراش الموت بيتحسروا علي الحال اللي بقوا فيه يإما يموتوا و هما بيحاربوا و يسيبوا وراهم أرملة و يتامى، او أرمل مش فارقة كتير، النهايتين أسوء من بعض في نظرها.
كانت ماشية بتفكر و قطع تفكيرها صوت خطوات، بصت جمبها لقت شاب من سنها تقريبا ماشي جمبها بصت له بترقب و لقت رجليها وقفت فجأة
ليه وقفت؟ ليه مش عايزة تمشي؟ شكل الولد مريب و ميطمنش، مش معنى ان شعره اصفر و عينه حلوة كده يبقي هو امان!
-مالك بتبصيلي كدة ليه؟
اتكلم الشاب فجأة و قطع تفكير ماري، ردت بتردد علي غير عادتها:
-م..مفيش.
تجاهلها الشاب و كمل طريقه عادي، كملت ماري طريقها و هي بتلوم نفسها انها شكت فيه بدون سبب مقنع
فجأة لقت حد بدون اي مقدمات بيمسكها جامد و بيحط حاجة ريحتها غريبة عند بؤها و نفسها، حست بصداع و بعدين احساس قوي بالنعاس، حاولت تصرخ بس حست انها مش قادرة، فجأة لقت رجلها خانتها و حست انها وقعت و غابت عن الوعي..
(باكوغو)***
كنت مروح بعد يوم طويل من التمرين لدرجة اني محستش بالوقت..معرفش ايه البنت اللي قعدت تبصلي دي، غريبة اوي، ايه اللي ممكن يخليها تمشي بليل لوحدها كدة؟ المهم اني تعبان و مش قادر افكر في اي حاجة غير اني عايز اروح انام و احاول اهرب من زعيق ماما و كلامها السم...
حسيت بحركة غريبة علي بعد مسافة مني، بصيت ورايا بس ملقتش حاجة، قربت اكتر لقيت البنت اللي انا لسة شايفها دلوقتي بتتحط في عربية و العربية بتمشي بيها...وقفت متسمر مكاني لثواني،اروح انقذها؟ بس انا مالي بيها اصلا ما تولع! بس كان في جزء جوايا بيقولي روح انقذها انت مش عارف هما عايزين منها ايه بالظبط.
فجأة لقيت نفسي بجري وراها و انا متعصب منها و منهم و مش طايق نفسي.
فضلت اجري لغايت ما لقيت العربية وقفت و الراجل اللي كان جواها بينزل من العربية و بينزل البنت الغريبة علي الرصيف بتاع الشارع و بيمشي بالعربية بسرعة، لحسن حظه انه مشافنيش و الا اكيد كان هيبقي آخر يوم في عمره.
مشيت لغايت البنت الغريبة و كانت لسة فاقدة وعيها، حاولت افكر هو كان عايز منها ايه لغايت ما بصيت ملقتش شنطتها، تقريبا هو كان عايز يخطفها و بعدين لما شاف اللي معاها حس انها متستحقش انه يخطفها!
قررت اني همشي و هي كدة كدة هتفوق و هتعرف تتصرف، مشيت لنص الشارع و لقيتني برجعلها تاني،ايه الهبل اللي انا بعمله ده؟ انا عايز اروح انام.
بس بردو مش معقولة هسيبها في الحالة دي.
رجعتلها تاني و حاولت افوقها:
-انتي....
حاولت اهزها جامد علشان تفوق و ارجع البيت و اخلص بقي من الليلة دي! و أخيرا لقيتها بترد بترد بصوت ضعيف: بابا متمشيش.
قولتلها بعصبية:بابا ايه يا متخلفة انتي كمان؟قومي بقي!
لقيتها بردو مكملة و هي لسة مغمضة عينها:بابا خليك معايا هنا متسيبنيش..
زفرت بعصبية بعد ما فهمت انها بتهذي من مفعول المخدر .
شديتها بعصبية علشان تقف بس لقيتها مش قادرة تقف، هي كانت شبه واعية بس مش عارفة تمشي. بصعوبة عرفت منها عنوان بيتها الللي هو مكانش بعيد، بس ايه اللي يخلي بنت شكلها مش كبير تمشي في شارع ضلمة في الوقت ده؟
هو اليوم ده شكله مش معدي اصلا، حاولت اسندها و اوصلها لبيتها واكمل الواجب لآخره.
بعد عشر دقايق من المشي و البتاعة دي علي كتفي لقيتها بتشاور علي البيت ففهمت ان ده البيت، روحت و رنيت علي الجرس، البيت كان شكله بسيط اوي، بيدل علي طبقة متوسطة.
شوية و لقيت ست بتفتحلي، كان واضح انها مامتها، و اتأكدت اكتر لما لقيتها اتخضت، قولتلها بلهجة استنكارية:
ايه شوفتي عفريت؟
لقيتها بتقول فزع: هو...هو ايه اللي-
قاطعتها لأني مكنتش ناقص و عايزة اروح:
-كان حد عاوز يخطفها لولا اني للأسف شوفتهم و كان لازم الحقها، و اتفضلي بقي خديها من علي كتفي علشان عايزة اروح
(ماري كل ده سمعاه و هتموت و تديله قلم بس مش قادرة)
الست خدتها في ذهول و انا مشيت أخيرا و روحت.
كالعادة اول ما دخلت البيت سمعت بابا و ماما بيتخانقوا، و ماما هي اللي صوتها عالي، كويس علشان لو مكانوش بيتخانقوا كنت انا اللي هلبس و تقعد بقي تقولي كنت فين و اتأخرت ليه، علي أساس يعني انها مهتمة و بتحبني و كدة.
دخلت اوضتي و رزعت الباب كعلامة مني اني جيت لو حد مهتم يعني
دلوقتي مفيش اي حاجة معصباني من اللي حصل النهاردة قد ميدوريا اللي فاكر نفسه ممكن يعمل حاجة او يبقي احسن مني مثلا!
هو مين اصلا علشان يفكر كدة؟!
بس هو انا كدة ندل؟ اني سبته بعد ما كان المفروض ادعمه و اقف جنبه؟
لا انا مش ندل، ده اختياري، و الصحوبية مش بالعافية!
دخلت نمت بعد ما غيرت هدومي...الجزء المفضل في اليوم بالنسبالي!