مساء الجميز
البارت السادس اهو يا شباب
في جملة دايما بنسى اقولها و ان الرواية دي مقتبسة من رواية: ايكادولي للكاتبة حنان لاشين ابقوا اقروها علشان جامدة بوفتيكة**باكوغو
تاني يوم صحيت و كنت عازم اني الاقي الفرد التالت النهاردة، قعدت مع ميليسا و ورتني خريطة للمدينة، باعتبار انه اكيد ملحقش يخرج براها، القرية كانت متقسمة تلت مجموعات بينهم بحيرة كبيرة، و متفرعة لتلت قنوات بتفصل.بين التلت اجزاء بتوع القرية
القرية كانت متقسمة حسب الطبقات بحكم انها عاصمة الحكم في نورديانا
اول جزء في الجنوب الغربي هي بيوت "كارا" نسبة لسجن كارا اللي موجود فيها، و هي لطبقة الفقراء، البيوت فيها بسيطة و محطوطة بنظام عشوائي، يمكن اكتر حاجة مشهورة بيها غير سجن "كارا" هو السوق بتاعها، مليان بضاعة بأسعار رخيصة.
بعد كدة الجزء اللي في الجنوب الشرقي، و هي قبائل"اومينا"، و اللي معناها (تفاح) باللغة القديمة بتاعتهم، و ده لإن التفاح عندهم بيرمز للثراء، و فعلا القبائل دي مستواها المعيشي و المادي كويس جدا، و دول اللي احنا قاعدين وسطهم دلوقتي، ناس بدائية، لبسهم غجري و بيشتغلوا في الزراعة او الرعي.
اما الجزء الشمالي فهي قصور "كيندل" و بيشاع ان كيندل دي تبقي بنت الملك اللي اختارها تعيش و حرق توأمتها "كارديل" لأنه كان مقتنع انها ملعونة.
قصور عايش فيها حاشية الملك و الملك بيتوسطهم بقلعته الضخمة اللي عليها اكتر من الف حارس بيحرسوها من برة بس ده غير الحرس الداخلي.
و بين التلت اجزاء دول بحيرة "هيرنيت" الضخمة، و العجيب في كل ده ان دي مجرد مدينة من نورديانا، فما بالك بقي بنورديانا نفسها حجمها قد ايه؟
اول ما ميليسا وقفت شرح لقينا الباب بيخبط، بنت صغيرة كانت عايزة ميليسا و بتقولها:
-في حد عايزك يا عمة
استغربت ليه قالتلها عمة، بس ميليسا ردت عليها عادي و قالتلها:
-مين اللي عايزني يا ميندي؟
البنت سكتت و مردتش، قالتلها ميليسا:
-ايه مالك؟ ما تردي مين عايزني؟
قالتلها البنت و كأنها محرجة:
-ك..كاي
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
**ماري
-ايوة انا مش فاهمة ليه جبت دكتورة من قبيلة تانية لما كنا ممكن نجيب دكتور من هنا؟
رد عليها كاي باستغراب:
-دكتورة؟!
-طبيبة يعني
-اه، علشان احنا هنا معندناش طبيب اصلا هنا في كارا
-ازاي يعني؟
-جالنا طبيب من برة نورديانا بعد ما الطبيب القديم مشي عشان...اللي حكتهولك
سكت شوية و كمل:
-و لما عرف موضوع الكارديل حاول يعمل حركة علشان ينهي الموضوع ده، و في يوم لقوه مقتول في بيته
-ايه؟!
-الكهنة قالوا ده غضب الالهة، و من ساعتها و مفيش طبيب راضي يجيلنا، و بقي اي حد يبقي عايز طبيب بقي بيروح للطبيبة اللي في اومينا.
سكتنا بعدها، فطرنا و كاي بدأ يشتغل في حاجة كدا
بصيت عليه لقيته بيشتغل في زغرفة الاطباق، بيرسم عليها بألوان معينة، انبهرت أول ما شفت دقة الشغل بتاعه.
بعد تقريبا ساعة لقينا فيه حد بيخبط علينا، كاي فتح ، لقى واحدة شعرها احمر ' بشرتها بيضاء جدا و لابسة لبس غجري مش زي الستات في كارا ، فأجزمت ان دي الطبيبة.
الاتنين كان شكلهم متوتر جدا و هما بيبصوا لبعض، دخلت الست دي و كاي قفل الباب
قعد كاي علي الكنبة و الحوار كان شكله متوتر جدا
-بتشتكي من ايه؟
سكت كاي شوية و هو مستغرب، فكررت ميليسا سؤالها و قالت:
-بتشتكي من ايه يا كاي؟
حكالها كاي عن حالته و انه كان بياخد اعشاب مهدئة بعد ما خلص ردت ميليسا باقتضاب شديد:
-هنبدأ بعلاج نفسي و بعدين لما النوبات تشتد اوي و تبقي اصعب هتاخد مهدئ
سكتوا هما الاتنين، فكاي بصلي الأول و بعدين بص لميليسا و قال:
-طب و الماضي؟
-ماله؟
-مش هنصلحه؟
-مفيهوش حاجة تتصلح يا كاي.
-يا ميليسا صدقيني انا معملتش حاجة، مش انا السبب.
-ملوش لزوم الكلام ده يا كاي، هتعمل اللي هقولك عليه، اكتب رسالة وهمية و طلع فيها مشاعرك لديانا او ل...
سكتت شوية و قالت و عنيها مدمعة:
-او ليلى
و قامت وقفت و بصتلي، و بعدين مشيت خطوتين، و رجعت بصتلي تاني، و قعدت تدقق، قولتلها و بدأ أسلوبها يستفزني:
-فيه حاجة؟
-انتي نبيلة؟
-اه، عايزة حاجة؟
فجأة لقيت عينيها وسعت و قالتلي:
-انتي لازم تيجي معايا دلوقتي
-اجي معاكي فين؟!
-انتي ضمن فريق، انتي الفرد التالت.
-فرد تالت ايه؟ انني بتقولي ايه؟
كاي قالي:
-لما يكون فيه فريق لازم افراده يبقوا عارفين مكان بعض، يإما الهلاك ليهم كلهم.
قالت ميليسا:
-الفردين التانيين عندي، انتي لازم تيجي عندي!
قولتلها باندفاع:
-لا انا مش هاجي معاكي!
-ليه؟
بصيت لكاي، و بعدين شديتها من ايدها و دخلنا الاوضة و قفلت الباب، و قولتلها:
-علشان مش هسيب كاي.
-انتوا فيه بينكوا حاجة؟
-لا مفيش،بس هو ساعدني و خدني عنده منغير ما يعرفني حتى، و مطلبش مني فلوس اقامتي، و انا مش ممكن بعد كل ده اسيبه.
و بعدين سكت و قولتلها:
-و انتي؟ ايه اللي بينك و بينه؟
-ماضي
-اللي هو؟
-مش لازم تعرفي
-يبقي مش هاجي
تأففت و قالتلي:
-هو حكالك؟
-علي ايه؟
-علي ديانا.
سكت شوية و بصيت في الأرض و انا بفتكر حالته وقتها، و بعدين قولتلها:
-اه حكالي، بس انتي ايه علاقتك بالموضوع؟
-انا ميليسا، اخت ليلى، مراته
سكتت شوية و بعدين كملت:
-مراته اللي ماتت من القهرة على بنتها اللي ماتت بسببه
-هو ملوش ذنب!
-انا مش هفتح الموضوع ده لأنك عمرك ما هتفهمي، كل اللي عايزياكي تفهميه انك هتيجي معايا دلوقتي.
و حاولت تشدني من ايدي، شديت ايدي بقوة و انا متعصبة و قولتلها:
-لا اسمعي انتي بقي و افهمي اللي هقولهولك ده كويس، انا مش هسيب كاي لوحده؟ بتفهمي ولا البعيدة غبية؟!
بلعت اهانتي بغضب، ما هو لازم طبعا علشان عايزة مني. مصلحة، قالتلي:
-و الحل؟
فكرت لثانية و بعدين قولتلها:
-كاي ييجي معانا
-انتي مجنونة؟ ييجي معايا فين؟
قولتلها و انا حاسة اني الطرف الأقوى في للعبة:
-كاي ييجي معانا و الا انا مش جاية، اظن الكلام واضح.
سكتت شوية، و بعدين قالتلي في عصبية:
-طيب، انجزي علشان هتيجي معايا دلوقتي.
ابتسمت بعد ما حسيت بالانتصار و بدأت اجهز
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
**باكوغو
ميليسا مشيت و راحت تشوف المريض اللي جالها فجأة، و سبتني مع واحد في غيبوبة و طفل!
دخلت لسام لقيته عمال يرسم حاجة او حد، سألته:
-انت بتعمل ايه؟ده فضول مش اهتمام.
جاوب سؤالي و قال:
-ليو، او برسم نفسي بمعنى أصح
-الملك بتاعكوا ده اسمه ايه؟
ضحك ضحكة سخرية و قال:
-رائف.
سكت شوية و سألته:
-ايه اللي يخليك تدور عليه و تحارب الدنيا كلها علشانه؟ و انت ممكن تتخطاه و ده هيبقي اسهلك.
ابتسم ابتسامة بينت الغمازات اللي عنده و قال:
-انت عندك اخوات؟
-لا
سكت شوية و قال:
-عارف لما تبقي بتحب حد اوي، و تحس ان انتوا الاتنين حاجة واحدة، و ان انت مبتكملش من غيره، و لو هو بعيد عنك بتحس بفراغ كبير في حياتك.
سكت و انا مستغرب ازاي طفل عنده عشر سنين يقول الكلام ده، سألته:
-زي مين يعني؟
-اخ او اخت او ام او اب.....او حبيب.
سكت شوية و بعدين قالي:
-هو انت عمرك كان ليك حبيبة قبل كدة؟
سكت و بصتله، و انا في صدمة منه، حاسس انه عنده ميت سنة مش عشرة، قلتله و انا بحاول اواكبه:
-الحب ضعف، و انا مش ضعيف.
بصلي لثانية، و رجع يرسم تاني
طلعت و قعدت برة و انا علي اعصابي، بحاول اقنع نفس ان اكيد ميليسا هتسافر و هتقبل الفرد التالت و ننقذ ميدوريا، كنت خايف في اي لحظة ان ميدوريا يصحي، اذا كان ميليسا نفسها مش هتعرف تتصرف، هتصرف انا؟!
قالتلي انها هترجع علي بليل، و الشمس دلوقتي بتغرب، يعني قربت تيجي.
و انا بحاول اقنع نفسي ان ميليسا هتلاقيه...سمعت صوت همهمة، همهمة انا عارفها كويس بس كنت بضحك علي نفسي و بقول ان ده سام و انا دخل اشوف.
دخلت تبص علي ميدوريا و شوفته في حالة عمري ما شوفته فيها قبل كدة، كان في حالة ذعر، مكانش قادر حتى يصرخ ، كان بيبصلي بعيون مليانة خوف و كأنه بيطلب مني اني اساعده، صدره كان بيعلى و ينزل بشكل واضح، كنت واقف متسمر مكاني مش عارف اعمل ايه، جريت عليه و قبل ما اسأله لقيته مسك ايدي بقوة و بيضغط عليها، غمضت عينه و قعدت افكر اعمل ايه، مكانش قدامي حل غير اني ادعي! مش فاكر آخر مرة دعيت فيها او حتى صليت فيها، فضلت ادعي كتير ان ميليسا تيجي، مش عارف كانت هتعملي ايه بس كنت حاسس اني مش قادر اواجه المشكلة لوحدي.
ايده بدأت ترخي واحدة واحدة، لغايت ما بصلي بنظرة عمري ما هنساها، كانت نظرة عجز و قلة حيلة، ساب ايده خالص و غمض عينه،حسيت بنفسي بيقف، و كنت سامع صوت ضربات قلبي في ودني، مديت ايدي برعشة علي صدره، كانت اول مرة في حياتي احس بالخوف، حسيت بحركة خفيفة اوي في صدرة، اتنفست الصعداء، هو دلوقتي مش احسن حالا لأن وشه بدا يظهر عليه علامات اعياء، و نفسه بقى بطيء، بس لسة عايش!
لغايت ما سمعت صوت خبط على الباب، جريت و فتحت،
و هنا كانت مفاجأة كبيرة مستنياني!