**باكوغو
قعدت قدام ميليسا بتفرج عليها بشوف بتعمل ايه، الأول داوت جروح الولد بسائل غريب، ايه حكاية الحاجات دي معاها؟
قعدته علي الكنبة و حاولت تفوقه لغايت ما قام مفزوع، و بصلها و انفاسه بتتسارع و بيبصلنا بعيون مفتوحة و خوف.
قالتله ميليسا في ابتسامة كأنها متعودة تعمل كدة:
-متخافش، انا هساعدك
و طبطبت عليه بحنية لغايت ما هدي، اومال هي بتديني انا الوش الخشب ليه؟؟!!!
قالها بخوف و براءة:
-ا..انا فين؟
قولتله بزهق لأني عارف الاسطوانة دي:
-بص بقي من الآخر الراجل اللي برة ده كان هيموتك و احنا جبناك هنا، حاجة تانية؟
بصله باستغراب شوية و بعدين حاول يقوم بس وقع علي الأرض، فميليسا ساعدته و قالتله:
-انت مش هينفع تروح دلوقتي، رجلك فيها كسر، انا حطيتلك دواء هتستمر عليه لفترة لغايت ما رجلك تخف.
قالها في صدمة:
-مش هينفع، انا لازم الاقي ليو!
بصتله باستغراب و قالتله:
-ليو مين؟
رد عليها بتلقائية:
-توأمي!
.
.
**ماري
وصلنا للعصر ، بصيت من الشباك علي المنظر، المدينة بسيطة و منظرها جميل، قعدت علي كنبة من الكنبتين اللي جنب الشباك، بس حسيت اني قعدت علي حاجة تحت الشلتة، رفعتها و بصيت، لقيت رسمة لأجمل طفلة شوفتها في حياتي، بنت صغيرة لابسة لبس بسيط و شعرها اصفر، و عينيها زرقاء، فجأة لقيت صوت مليان سعادة جي من ورايا بيقول:
-انتي لاقيتيها فين؟ انا بقالي شهرين بدور عليها!
بصيتله بخضة لاقيته كاي، قولتله في احراج:
-انا آسفة، انا لاقيتها هنا تحت الشلتة، انا آسفة مكنش لازم اني..
قاطعني بفرحة و قالي:
-انا بجد مش عارف اشكرك ازاي، انتي عظيمة!
بصتله لثانية، احساس ان حد يمدح فيك ده احساس جميل اوي حقيقي.
قولتله و الفضول اتملك مني:
-انا مش قصدي اتدخل، بس هي مين دي؟
قالي بابتسامة حزينة:
-دي دانيا، بنتي...
.
.
.
**باكوغو
ردت ميليسا باستغراب:
-توأمك ازاي؟
بصيلهم الطفل و قالهم:
-و انا صغير اتولد معايا اخويا التوأم، ليو ، و علشان عمي كان رافض فكرة الكارديل كان بيحميه لغاية ما بقي عند كل واحد فينا 5 سنين، من بعدها عمي حس ان نهايته قربت، فهرب امي و اخويا و اتوفي في نفس السنة، بعد كدة اهل القبيلة بتاعتي لقوها، فقتلوها و اخويا هو اللي عرف يهرب ، اهل القبيلة لسة بيدوروا عليه، و الملك بيساعدهم و انا لازم الاقيه قبلهم.
بصيت لميليسا و انا مش فاهم ولا حرف، بس كان واضح انها فاهمة ،قالت ميليسا بهدوء:
-خلاص متقلقش، احنا هنساعدك.
و ابتسمتله ابتسامة ساحرة.
بدأ يتوتر و قالها:
-طب و اعرف منين انك مش متففة معاهم و بتدوري عليه؟
-لو كنت متفقة معاهم مكنتش انقذتك، من مصلحتي انك تختفي.
بصلها بثانية وبدأ يبص حواليه، بصلي لثانية و كمل فرجة علي بيت ميليسا اللي كان بصراحة ديكوره بسيط بس حلو، و بعدين رجع يبصلي و قالي:
-هو انت نبيل؟
استغربت شوية، هو ازاي عرف؟ بس انا تقريبا متكلمتش معاه، ميليسا تقريبا كان في عنيها نفس السؤال.
قالي كأنه قرأ أفكاري:
-لبسك مختلف عننا، و لما كنت بكلم ميليسا كمان كان شكلك مش فاهم.
-انت عرفت اسمها منين؟
فجأة لقيته ضحك بصوت عالي و بص لميليسا و ميليسا ضحكت شوية بردو، اتعصبت و قلتيلهم:
-ايه اللي بيضحك اوي كدة يعني؟!
سكت الولد و قال:
-ميليسا طبيبة القرية و كلنا عارفينها.
علشان كدة عندها كل السوائل الغريبة دي، يظهر ان انا لسا قدامي مشوار طويل.
ميليسا:
-معرفتش اسمك؟
قالها الولد بثقة غريبة:
-سام
............
دخلت الأوضة بعد ما الدنيا بدأت تليل، و قعدت علي السرير اللي كان ميدوريا نايم عليه، ميليسا قالتلي انه هيصحى علي بكرة او بعده بالكتير، "ساعتها موعدكش اني هقدر انقذه" حركت جسمه زي ما ميليسا قالتلي علشان دمه ميتجلطش، بصتله للحظة، لازم الاقي الفرد التالت، مش هقدر اعيش بذنبه...
.
.
.
.
**ماري
دخلت نمت علي السرير و كاي نام علي الكتبة، بجد كنت محرجة منه جدا، بس فعلا دي آخر حاجة هفكر فيها دلوقتي، لازم افكر هعمل ايه ، احنا الفجر و انا لسة منمتش؟! لا انا محتاجة انام، غمضت عيني و حاولت انام، كنت سامعة صوت همهمة، الفضول غلبني و طلعت برة علشان اشوف فيه، لقيت كاي قاعد علي الأرض و بيبص علي الحيطة بذعر و مبيتحركش، انفاسه بدأت تتسارع لغايت ما بقي بيتنفس بصعوبةو الذعر اللي فعنيه زاد اكتر
-كفاية، كفاية، كفاية بقي
سمعته و هو بيهمس بالكلام ده، كفاية ايه؟ هو بيحلم؟
فجأة لقيته حط ايده علي وشه و بيزعق:
-كفاية! خلاص بقي كفاية!
اتحركت من تحجري و جريت عليه علشان اصحيه لو كان نايم، قول ما لمسته بصلي بسرعة و في ذعر، و عينيه كان باين عليها انه كان صاحي.
قولتله و انا بدأت أخاف:
-كاي فيه ايه؟! ايه اللي حصل؟!
بصلي و جسمه بيترعش و قالي و هو بيزعق:
-قوليلها كفاية! قوليها تبطل تفكرني!
-هي مين دي يا كاي! مفيش حد اهدى!
بس واضح ان كلامي مهداهوش و كان لسة مش عارف ياخد نفسه، قومت و وقفت قدام الحيطة، وقولتله:
-شوفت!مفيش حد!
بصلي لثانية و بعدين قام و قرب من الحيطة و قعد يدقق فيها، و بعدين غمص عينه و رجع مكان ما كان قاعد بالظبط و حط ايده علي وشه، و سمعت صوته بيعيط! كاي اللي كانت البسمة مبتفارقش ملامحه بيعيط!
قربت منه و قعدت جنبه ، قعد يقول:
-أنا آسف، مكانش قصدي.
مكنتش فاهماه، بس قمت جبتله كوباية مية، خدها مني و شكرني، و شربها مرة واحدة! واضح انه كان فعلا خايف،هدي شوية، و سكت، الصراحة مقدرتش انا اسكت لأني كنت حاسة نوعا ما اني قلقانه عليه، قولتله في هدوء:
-ايه اللي حصل؟ ايه اللي خوفك كدة؟
قالي و هو بيفتكر:
-من سنتين كنت متجوز و عندي بنت، بنت زي القمر يا ماري، اجمل طفلة هتشوفها عينك، اسمها ديانا.
كان بيبتسم بحزن و هو بيفتكرها، كمل و قال:
-في يوم، اتخانقت خناقة كبيرة اوي انا و مراتي، ديانا خافت و طلعت من البيت و احنا مش واخدين بالنا، و الخناقة انتهت بأن مراتي هتروح عند باباها و هتاخد ديانا معاها، طلعت تدور عليها و لسة بتسألني هي فين، لقينا حد بيخبط علينا و بيقولنا..
بدأت دموعه تتجدد و تخنق صوته و هو بيتكلم:
-بيقولنا ان ديانا خبطها حصان علي طريق السفر بتاع القرية، الطريق ده الأحصنة فيه بتجري بسرعة أوي و ممنوع حد يمشي فيه، بس ديانا من كتر ما كانت خايفة جريت و هي مش شايفاه و خبطها
جرينا علي الطبيب اللي نقلوها عنده، لقينا فيه جروح عميقة في جسمها و الطبيب طلب دواء معين لأنها لسة كان عندها سنتين و كان محتاج ادوية اطفال، ادوية الاطفال غالية جدا و....
بدأ يعيط اكتر و هو بيقول:
-و انا مكنش معايا فلوس و الراجل ده مرضاش يعالجها غير لما ندفعله.
قعدت اجري و اخبط علي الناس احاول اطلب منهم فلوس بس محدش ساعدني جسمها الضعيف مستحملش و...
و بدأ يعيط لدرجة انه مبقاش عارف يكمل كلام، مكنتش محتاجاه يكمل لأني كنت فهمت النهاية، قعدت اطبطب عليه علشان يهدي، خسارته مش سهلة ابدا، لقيته بيكمل و بيقول
-مراتي كانت بتتهمني اني السبب، بس انا مكنتش اقصد، انفصلنا بعدها، مكانتش قادرة تبصلي بعد ما كنت السبب في موت بنتي، انا دمرت حياتي بإيدي.
سكت شوية و كمل:
-و من ساعتها بتجيلي نوبات زي دي، بتبقي حاجة زي مشاهد من اليوم ده، كانت راحت لما كنت باخد اعشاب مهدئة، بس الأعشاب دي كانت بتخليني انام كتير و مركزش في شغلي، فبطلتها، مش بتجيلي بردو غير اما حاجة تفكرني بيها.
قعدت فكرت شوية و قولته:
- طب و انت ايه اللي فكرك..
و قبل ما اكمل الجملة افتكرت، الصورة اللي طلعتها النهاردة الصبح، سكتنا شوية و بعدين قالي:
-الصبح هكلم طبيبة القرية تجيبلي الاعشاب اللي كانت بتجيبها، انا آسف اني قلقتك يا ماري.
قولتله بصدق:
-لا يا كاي مفيش حاجة، لو احتجت حاجة ابقي ناديني، انا هنام هنا علي الكنبة و انت هتنام جوة.
-بس-
-مفيش بس يا كاي، لو عايزني ابقي مرتاحة ارجوك اعمل كدة.
مناقشنيش كتير لأنه واضح انه كان تعبان، دخل علي السرير و انا فردت جسمي علي الكنبة، انا كان لا يمكن انام بعد الليلة دي، مش قادرة انسي اني لما قولت لكاي ان مفيش حد و وقفت عند الحيطة كنت حاسة بحد واقف، بس ماقولتش كدة علشان اهديه، هو مكانش ناقص.
بس مش يمكن دي مهمتي؟ اني اخليه يتخطى الأزمة بتاعته؟ ايا كانت مهمتي او لا فأنا هساعده لازم اساعده بعد ما ساعدني ، لازم اردله الجميل.